في بداية سماعي لهذا المصطلح تملكني حب الاستطلاع فعلياً عما هي الهندسة العكسية المتداولة لدى رواد الهندسة والعلوم الادارية بمختلف مجالاتها وكيف يستخدمون هذا الأسلوب في تحقيق أهدافهم الاستراتيجية.
إن حدة المنافسة ولدت تغيرات دراماتيكية من تطور تكنلوجي وابتكارات تقنية متغيرة انعكست بالضرورة على قصر دورة حياة المنتجات مما دفع بالشركات الصناعية إلى ضرورة البحث باستمرار في رغبات واحتياجات الزبائن ومن ثم إشباعها وحتى تستطيع الشركات أن تعمل في ظل تلك البيئة المتغيرة والسعي لإرضاء زبائنها يجب أن تكون قادرة على المنافسة ولن يتحقق هذا الهدف إلا إذا انتهجت أساليب إدارية حديثة الهدف منها إدارة التكلفة وخلق القيمة للزبون وحيث أن الهدف من الإدارة الإستراتيجية للتكلفة هو تحقيق ميزة تنافسية وتعظيم الأرباح في الأجلين القصير الأمد والطويل الأمد وإضافة قيمة لكل من الشركة والزبون وتخفيض التكاليف مع الحفاظ على متطلبات الزبائن كان لا بد من تطبيق أساليب إدارية حديثة تعمل على تحقيق تلك الأهداف الإستراتيجية ومن هذه الأساليب الهندسة العكسية، هندسة القيمة، وسلسلة القيمة، وتحليل القيمة. وبهذا المقال سأقوم بطرح الهدف الاستراتيجي الاول وهو الهندسة العكسية.
الهندسة العكسية هي عملية تحليل وتقييم المنتج المنافس من أجل معرفة فرص تحسين منتج الوحدة الاقتصادية ويبدأ بتحليل منتج المنافس الى مجموعة من المكونات ومن خلال هذا التحليل يتم تكوين استدلالات واستنتاجات عن المواد الخام وعمليات تصنيع المنتج أوالخدمة كما يوفر معلومات عن مزايا وعيوب الخدمة المنافسة.
من ناحية هندسية فيطلق عليه التحليل المفكك أو تحليل الهدم والذي يعرف بانه أفضل طرق التطبيق لإنجاز شيء ما بين طرق التطبيق في الوحدة الاقتصادية والوحدات الاخرى حيث يقوم المهندسون باختيار مكونات المنتجات المنافسة أو أفضل منتج بشكل تفصيلي. كل مكون على حدة من حيث طريقة التصميم وهيكل التكلفة المقدر ومستوى الأداء الوظيفي والعمليات المحتملة للإنتاج أو المنتج وهو يساعد في عملية تحسين تصميم المنتج وعمليات الانتاج، اما لخفض التكاليف أو زيادة مستوى الجودة أو كلاهما معا مع الابقاء على خصائص أو وظائف الخدمة.
وهناك من يرى أن الهندسة العكسية هي هندسة القيمة العكسية أي أنها هندسة التفكيك التي تهتم بالتحليل والتفكيك للمنتجات المنافسة من ناحية المواد التي تحتوي عليها والاجزاء المستخدمة فيها، كما تهتم بكيفية عملها وبطريقة تصنيعها، والهدف من هذه المرحلة هو للاستفادة من خبرة وتقدم المنتجات أو الخدمات المنافسة وتقديم الأفضل منها
أنواع الهندسة العكسية
هناك ثمانية طرق مختلفة للهندسة العكسية صممت الثلاثة الاولى منها من أجل خفض تكاليف التصنيع المباشرة، فيما هدفت الانواع الثلاثة التالية الى خفض كلفة الاستثمار المطلوبة لإنتاج المنتج من خلال زيادة الطاقة الانتاجية وفيما يلي الطرق الثمانية للهندسة العكسية:
• التحليل المفكك الديناميكي.
• التحليل المفكك للتكلفة.
• التحليل المفكك للمواد.
• التحليل المفكك الثابت.
• التحليل المفكك للعمليات.
• مصفوفة التحليل المفكك.
• اسلوب سعر وحدة الكيلو غرام.
• التجميع بأسلوب التحليل المفكك
هناك بعض المزايا التي يتمتع بها هذا الاسلوب عن غيره في عملية تحقيق الكلفة المستهدفة ويرى عدد من الباحثين على أنها أحد الأدوات المهمة لخفض التكاليف ومهما اختلفت التسميات فهناك تأكيد من قبل الباحثين على انه اسلوب مبني على العلاقات المتبادلة مع بعضها البعض من أجل تحقيق تقنية الكلفة المستهدفة ومن أبرز المزايا التي تتمتع بها هي:
1. تشكل دافعاً للإبداع ومتابعة الابداع والضغط على أسعار المنافسين.
2. تساعد على عملية تقييم جودة المنتجات.
3. تساعد على تحديد المكونات الاساسية المهمة والأكثر تعقيداً من ناحية التصميم والتركيب والوظائف التي تقوم بها.
4. فهم عملية تصنيع المكونات من المنافسين في السوق والكشف عن الحلول والبدائل التي تؤدي الى تحسين قيمة المنتج.
ومن منطلق الحيادية العلمية في طرح المواضيع وعدم التحيز لوجهة نظر معينة، فالانتقادات لهذا الاسلوب الهندسية العكسية هي:
1. مستهلكة للوقت والكلفة: ان الهندسة العكسية تبدأ عند الحصول على المنتج وتبدأ عملية تحليله وتفكيكه وهنا يوجه الاتهام الى هذا الاسلوب على الرغم من التفاوت بين المنتجات التي تعتمد على الكلفة والوقت.
2. التجاوز على حق الملكية الفكرية: ان الخبرة التي حصل عليها مستخدمي الهندسة العكسية يتم معالجتها ووضعها لعمل في تصميم وتطوير المنتج للتنافس في السوق وهذا قد يدفع الوحدة الى تجديد التقنيات او تكرار عملية التصميم حتى ينتج منتج منقح ويضعف سوق المبتكر ويجبره على التحويل الى اسعار تنافسية.
وهذا يتفق مع ما قاله ألبرت أينشتاين " إذا كنت لا تستطيعتفسير الشيء ببساطة، فلن تستطيع ان تفهمه. هناك الكثير من الأدوات التي تستخدم في حل المشكلات واتخاذ القرارات بهدف الدراسة الجيدة للمشكلة والحصول على المعلومات التي تساهم في الحصول على أفكار إبداعية.
وبنهاية الحديث لن تتطور الصناعة الوطنية الفلسطينية إلاباستخدام الهندسة العكسية واختراع منتجات تكفي محليا وتؤدى الغرض من حيث الكفاءة والجودة والتقليل من استيرادها لتوفير العملة الصعبة مما يوفر الكثير من الأموال الطائلة. كذلك نأمل أن تنشأ تخصصات مختلفة للهندسه العكسيه فى شتى المجالات المختلفة من أجل مواكبة التطور العلمي السريع وتقديم الحوافز المادية والمعنوية لمن لديه القدرة على الإبداع والتفوق العلمي من أجل التقدم بفلسطين الحبيبة.