الشريط الاخباري
  | 100 ألف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى | أبو كشك يتبنى التعليم الجامعي للطلبة الأيتام في مدرسة المعهد العربي ويتعهد بمتابعة المبدعين | الشرطة تكشف ملابسات جريمة قتل وقعت في بيت لحم وتقبض على المشتبه به الرئيس | بعد اقتحامه من قبل الاحتلال، الوزير الحايك يتفقد موقع بنات النبي يعقوب الاثري في طولكرم | وفاة عامل من طولكرم على حاجز عسكري أثناء توجهه للعمل بالداخل المحتل | وفد وزاري يتفقد محافظة طولكرم ويطّلع على اوضاع النازحين واحتياجاتهم | الصين تؤكد دعمها الكامل للحقوق الفلسطينية وترفض استخدام غزة كورقة مساومة | تحذير أممي من نفاد مخزونات المساعدات في غزة بسرعة كبيرة | السعودية تسلم الأونروا مساهمتها السنوية بقيمة مليوني دولار | وزارة الثقافة تطلق سلسلة من الفعاليات لمناسبة يوم الثقافة الوطنية في الخليل | الاحتلال يشدد إجراءاته على حاجز الحمرا العسكري | انتشال جثامين 48 شهيدا من مستشفى الشفاء بغزة | الجيش الإسرائيلي يعثر على 90 نفقا في محور فيلادلفيا | عائلات المحتجزين للعليا: قطع الكهرباء عن غزة يمس بالمختطفين | الطيران الاسرائيلي يقصف مقر حركة الجهاد الاسلامي دمشق | شركاء برنامج التمويل المشترك يجددون التزامهم بدعم قطاع التعليم في فلسطين | لجنة تحقيق أممية: وثقنا انتهاكات إسرائيلية واسعة بحق الفلسطينيين | مستعمرون يهاجمون عمال شركة كهرباء الجنوب وجيش الاحتلال يستولى على معداتهم ورافعة | وزير التنمية الدولية النرويجي : إسرائيل تجوِّع الفلسطينيين في غزة وتخفيهم قسرا بالضفة | نتنياهو يهاجم مجلس حقوق الإنسان ويتهمه بمعاداة السامية
  | 100 ألف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى | أبو كشك يتبنى التعليم الجامعي للطلبة الأيتام في مدرسة المعهد العربي ويتعهد بمتابعة المبدعين | الشرطة تكشف ملابسات جريمة قتل وقعت في بيت لحم وتقبض على المشتبه به الرئيس | بعد اقتحامه من قبل الاحتلال، الوزير الحايك يتفقد موقع بنات النبي يعقوب الاثري في طولكرم | وفاة عامل من طولكرم على حاجز عسكري أثناء توجهه للعمل بالداخل المحتل | وفد وزاري يتفقد محافظة طولكرم ويطّلع على اوضاع النازحين واحتياجاتهم | الصين تؤكد دعمها الكامل للحقوق الفلسطينية وترفض استخدام غزة كورقة مساومة | تحذير أممي من نفاد مخزونات المساعدات في غزة بسرعة كبيرة | السعودية تسلم الأونروا مساهمتها السنوية بقيمة مليوني دولار | وزارة الثقافة تطلق سلسلة من الفعاليات لمناسبة يوم الثقافة الوطنية في الخليل | الاحتلال يشدد إجراءاته على حاجز الحمرا العسكري | انتشال جثامين 48 شهيدا من مستشفى الشفاء بغزة | الجيش الإسرائيلي يعثر على 90 نفقا في محور فيلادلفيا | عائلات المحتجزين للعليا: قطع الكهرباء عن غزة يمس بالمختطفين | الطيران الاسرائيلي يقصف مقر حركة الجهاد الاسلامي دمشق | شركاء برنامج التمويل المشترك يجددون التزامهم بدعم قطاع التعليم في فلسطين | لجنة تحقيق أممية: وثقنا انتهاكات إسرائيلية واسعة بحق الفلسطينيين | مستعمرون يهاجمون عمال شركة كهرباء الجنوب وجيش الاحتلال يستولى على معداتهم ورافعة | وزير التنمية الدولية النرويجي : إسرائيل تجوِّع الفلسطينيين في غزة وتخفيهم قسرا بالضفة | نتنياهو يهاجم مجلس حقوق الإنسان ويتهمه بمعاداة السامية

عذرا لم أتمكن من توديع شقتي الوداع الأخير! بقلم: توفيق أبو شومر

نشر بتاريخ: 11-10-2023 | PNN كُتّاب , أفكار
News Main Image

 بقلم: توفيق أبو شومر

 

أعتذر لمكتبتي المشحونة بذكريات السنوات، لأن قائد طائرة الأباتشي منحني إنذارا معدودا بالدقائق لكي أنجو بنفسي قبل أن يصدروا الحكم علي شقتي الصغيرة بالإعدام!

أعتذر لشقتي التي أشرفت على بناء كل حجر من أحجارها، اخترت لها مواد لصقها ومكان صفها، أنفقت أسبوعا كاملا في زيارة محلات البلاط، لأتمكن من اختيار البلاط المحبب لي، شعرتُ بأنني لم أشترِ بلاطا مصمتا أصم بل اشتريت رفيقا لي سيرافقني حتى آخر يوم في حياتي، حملته مغلفات هذا البلاط بحنان، كما حملت مولودي الأول في سرير مهده، راقبت مصفف البلاط، أوصيتُه أن يكون رفيقا حنونا شفيقا بكل بلاطة، كنت ألمس بيدي كل بلاطة تجف وأشعر بالنشوة والسعادة، حتى أنني وزعت الحلوى على المحيط عندما أكملت صف البلاط!

هكذا قرر قائد الطائرة أن يفجر حقده الدفين فوق بلاطي، وأن يقذف الحطام فوقه، لينزع منه لمعته المحببة في قرارة نفسي!

كنتُ أظنّ أنني أملك نسخة بديلة عن شقتي، فقد كنت أظن أن شقة أبني المجاورة ستكون بديلا ثانيا عن شقتي حين تُقصف بالطائرة، فأنا أيضا بنيتها بيديَّ، كنت أيضا أظن أنني سعيد لأنني أملك شقة ثالثة لابنتي أيضا، كنتُ أعيش في حبور وأنا أرى أن لي ثلاث شقق مستقلة متجاورة، لم أكن أتوقع أن محتلا غاصبا وسفاحا عتيا سيغتال مني هذه السعادة، بقنبلة واحدة في ثوانٍ معدودة، وهو يرتشف كوب العصير بانتشاء في مقصورة طائرته!

لم أكن يوما اتوقع أن تغتال مني قنبلةُ الحقد ذكرياتِ اختيار غرفة نومي التي اشتريتها بالتقسيط المُريح، وتغتال مني سعادتي عندما انتهيت من تسديد آخر قسط من أقساطها، شعرتُ بالأسى لأنني لم أودعها الوداع الأخير!

وددتُ أن أقف في وسط قاعة الجلوس المكتنزة بالحكايا والذكريات لأرفع يدي اليمني سلاما وتحية لمخزونها من الذكريات، كنتُ أودُ قبل الوداع الأخير أن أستعيد إحدى البسمات والقهقهات والطرائف المخزونة في كرسيها الطويل، كم كنت أشتاق أن أستعيد الأحاديث والحوارات الثقافية المخزونة في تضاعيف كراسيها المصففة على شكل ندوة من ندوات الثقافة والسمر، لم أكن أعتقد أن أرى مِزق أشلائها تملأ المكان، بعد أن فجرتها قنبلة البغي والعدوان!

ما أقسى ألمي وحسرتي وأنا أطأ بقدميَ شظايا مطبخي، وأن يغتال مني قائد طائرة الحقد مذاقي وغذائي التقليدي ويجبرني على أن أحتمل ألم الشوق إلى نكهتي المفضلة في الطعام والشراب، كيف أستعيد نكهة كوبي الخزفي الخاص المشبع برائحة قهوتي التي أعدها بنفسي؟! كوبي هذا صديق الملازم لمقالاتي وخطط كتبي، شهد هذا الكوب ولادة أربعة من كتبي، كنت أراه يتغلغل وسط حروفي يمنحها نكهة القهوة المُرة!

 ها أنا أغادر مطبخي التقليدي التراثي، بدون أن أحظى برؤية هذا الكوب، لأن القنبلة غطته بالسواد ووزعته شظايا وسط الركام، ارتعشت يدي وأنا ألملم أطرافه وأضمه إلى صدري لأشيعه إلى مثواه الأخير.

هل يمكنني أن أتخلص من رائحة البارود التي سكنتْ في طبقيَّ المفضلين، الطبقَ الأول مزين بوردة سوداء صغيرة وسط معجون فضي من الرخام الأبيض، والثاني مصنوع من المعدن المصقول، كيف يمكنني أن أعتاد على تذوق الطعام في ملجأي الجديد، وأن أنسى مذاق طبقيَ المفضلين؟!

ما الذي أغلق شهيتي للطعام، كنتُ أظنَّ أن السبب يعود إلى أنني خسرت كل شيء وأصبحت بلا مأوى، غير أنني أدركت بعد ذلك أن السبب يعود إلى غياب طبقي المفضلين، ولا أظنَّ أنني سأعتاد على الاستغناء عنهما؟

لم أكن أعلم أن اغتيال شقتي وشقة ابني وابنتي ستعيد إليَّ ذكرى مهدي الأول المغصوب من المحتلين الإسرائيليين، نعم أصبحت اليوم أكثر قربا من مهد ولادتي الأول!

سأظلَّ أردد ما قاله الشاعر المبدع، بابلو نيرودا: "اقطعوا كل الورود، واقتلوا كل العصافير، لكنكم لن تمنعوا حلول الربيع"!

شارك هذا الخبر!