واشنطن/PNN- عبّرت صحيفة "واشنطن بوست" عن قلق كبير، من أن يتسبب التصاعد المتزايد في اللهجة والهجمات على الجبهة الشمالية لإسرائيل، من تفاقم الوضع وتوسع الهجمات بشكل غير مدروس، وغير مرغوب، من كلا طرفي الحرب.
ورغم أن الصراع الثانوي الذي اندلع على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بالتزامن مع حرب غزة، قد أصبح شيئًا من الروتين، تقول الصحيفة: "في كل يوم على مدى الأسابيع الستة الماضية، تهاجم إسرائيل لبنان وتهاجم بالمثل ميليشيا حزب الله إسرائيل، وهو نمط بدأ كأسلوب ثأري، ثم تحوّل الآن إلى تبادل مستمر لإطلاق النار".
وتضيف الصحيفة "في أغلب الأحيان تقريبًا، كانت الضربات على مسافة تتراوح بين 4 إلى 5 أميال من الحدود على كلا الجانبين"،معتبرة أن هذا الأسلوب متعمد بهدف احتواء العنف وتجنب حرب أكثر تدميرًا بكثير".
وتنوّه إلى أن ما يجري الآن يُشير إلى أن نطاق وشدة القتال يتزايدان تدريجيًّا. إذ شهد، يوم السبت، قيام طائرات إسرائيلية بضرب مصنع للألمنيوم في بلدة النبطية اللبنانية، على بعد 12 ميلاً شمال الحدود، "وهو ما يتجاوز المنطقة التقليدية التي يعتبر فيها الجانبان إطلاق النار الانتقامي مقبولًا".
وزادت الصحيفة، أن تصعيد المسؤولين الإسرائيليين للهجوم في الأيام الأخيرة ضد حزب الله، بشكل خاص ولبنان، عمومًا، يُنذر بخطر إشعال حريق يخشاه الكثيرون، وأن كل انتهاك لاتفاق غير معلن بين الطرفين، بعدم الدخول في حرب مفتوحة، يجعل الطرفين أقرب إلى حافة الهاوية.
محادثات خلف الكواليس
وبحسب دبلوماسيين غربيين وعرب، فإن محادثات مكثفة تجرى خلف الكواليس لمنع تكرار ما حدث عام 2006 ومركزين على الحسابات والضمانات التي يفضلها حزب الله، الحزب الشيعي الذي تربطه علاقات وثيقة مع إيران.
ولفتت الصحيفة إلى أن أكثر ما يؤرق حزب الله، وحتى الجانب اللبناني، في حال انتصار إسرائيل على حماس، هو القلق من نوايا إسرائيل، واحتمال أنها قد تحاول التخلص أخيرًا من الوجود العسكري على طول حدودها الشمالية.
وخلصت إلى أن حزب الله، لا محالة، يتمر بخيارات صعبة جدًّا تُعززها فرضيات سقوط حماس ودمارها واستمرار التصعيد الإسرائيلي.
بالإضافة إلى ما إذا كان حزب الله قادر على الحفاظ على دعم الشعب اللبناني إذا ما أدخلتهم في صراع مكلف آخر، في وقت تعاني فيه البلاد بالفعل من مأزق سياسي، كما تتأرجح على حافة الانهيار الاقتصادي.