لندن/PNN- ذهب تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية إلى أن إسرائيل فقدت سيطرتها على الحرب مع حركة حماس بعد انقضاء 50 يومًا على اندلاعها، كما إنها معرّضة لخسارتها بالكامل بسبب طريقة تعاملها وضعفها الواضح أمام ملف الرهائن الإسرائيليين لدى الحركة.
ورغم قيام إسرائيل بحشد أكثر من 550 ألف مقاتل، في ردّ فعل سريع وغير مدروس، لمواجهة مقاتلي حماس الذين لا يتجاوز عددهم 25 ألف مقاتل، والبدء بحملة قصف مجنونة دمّرت كل مظاهر الحياة في شمال غزة وأفرغته من سكانه بين شهداء ونازحين، فإن الأيام الخمسين الأولى من الحرب لم تحقق أيًّا من الأهداف، ولا تزال حماس تُمسك بسوط الرهائن، وتعرف تمامًا كيف تستخدمه بكل مهارة.
وأضاف التقرير أن الضغوط الخارجية أجبرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تغيير أولوياته العملياتية، فبدلًا من مواصلة الهجوم في أسرع وقت ممكن، بحجة أنه من المرجّح أن يتم إنقاذ المزيد من الرهائن من خلال محاصرة حماس بالقوة العسكرية، فقد توقف الهجوم لأن بقية العالم يؤمن بالإفراج عن طريق التفاوض وإتاحة الفرصة لإمدادات الإغاثة، والوصول إلى المدنيين المنكوبين بشدة.
وعلاوة على ذلك، فإن دفع السكان إلى الجنوب بينما يُدمر الشمال كان بمثابة خطأ إستراتيجي أساس من جانب إسرائيل. ويبدو أن نتنياهو يقترب بسرعة من نهاية الطريق المسدود، إذ لا يمكن حتى تحقيق هدفه العسكري الوحيد.
وتابع التقرير أنه كان من الممكن أن يكون الأمر مختلفًا، لو كانت سياسة القصف أكثر تحفظًا في البداية، ولو كانت إسرائيل اتخذت وجهة نظر أقل قسوة بشأن إبقاء البنية التحتية الأساسية في غزة على قيد الحياة، ولو تم تكليف جيش الدفاع الإسرائيلي بوضع خطة إنسانية شاملة لتنفيذها أثناء توغله في أراضي غزة، ولربما كانت الصورة العسكرية تبدو أفضل بالنسبة لتل أبيب في هذه المرحلة.
لكن كل ذلك كان سيعتمد على قيام نتنياهو وحكومته الحربية بالتوصل إلى خطة سياسية ذات مصداقية "لليوم التالي" للقتال، وهو أمر لم يتمكنوا حتى الآن من القيام به خلال الأسابيع السبعة التي تلت إعلان الحرب.
وخلَص التقرير إلى أن أي تجديد لحملة القصف من المرجح أن يثير المزيد من الغضب الدولي، وخاصة بعد الوقف القصير لإطلاق النار الذي سيُسهم في تخفيف بعض معاناة المدنيين في غزة وأُسر الرهائن الإسرائيليين.
وكما إن إسرائيل تسرّعت في إعلان الحرب على حماس، يجب عليها أن تدرك الحقيقة القاسية بأن حربها المعلنة رسميًّا تسير بشكل خاطئ، وأنها لا تزال بعيدة عن تدمير حماس. حسب الصحيفة.