واشنطن/PNN- قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخوض حربًا على جبهتين في الوقت ذاته، "وقد لا ينتصر في أي منهما".
وذكرت الصحيفة في تقرير، أن الحرب الأولى يقودها نتنياهو بصفته رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية التي تقود العمليات العسكرية ضد قطاع غزة.
وأضافت أن "نتنياهو وجد نفسه أمام معركة أخرى هي استئناف إجراءات محاكمته بشأن مزاعم فساد تلاحقه منذ أمد طويل، وذلك بعد مرور شهرين على القتال، وسقوط أكثر من 15 ألف قتيل فلسطيني في قطاع غزة".
ويأتي استئناف إجراءات المحاكمة إثر إعلان وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين، انتهاء حالة الطوارئ في المحاكم الإسرائيلية، يوم الجمعة الماضي.
وتوقفت المحاكم الإسرائيلية عن النظر في القضايا غير العاجلة في أعقاب بدء الحرب، "ولكن نظريًا على الأقل، يبدو أن رئيس الوزراء الذي يحكم البلاد منذ فترة طويلة سيعود مجددًا إلى قفص الاتهام"، بحسب الصحيفة.
وكانت وُجّهت لنتنياهو تهم بالرشوة، والاحتيال، وخيانة الأمانة، أواخر العام 2019، وهو ما جعل منه أول رئيس وزراء إسرائيلي توجه إليه اتهامات خلال وجوده في المنصب.
وبحسب الصحيفة، "ألقى العديد من الإسرائيليين باللوم على نتنياهو في أعقاب هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ففي ظل حكمه، شهدت الدولة اليهودية، اليوم، الأكثر دموية في تاريخها، هذا إلى جانب شعورهم بالاستياء من محاولاته تحميل المؤسسة الدفاعية في إسرائيل مسؤولية هجوم حماس".
وفي الأيام القليلة الماضية، عاد المتظاهرون للتجمهر أمام مقر إقامة نتنياهو مطالبين باستقالته، بينما تظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الإسرائيليين يريدون رحيله من المنصب إما الآن أو بعد انتهاء الحرب على غزة.
وأضافت الصحيفة، أن "نتنياهو يقاتل من أجل ما تبقى من حياته السياسية، بينما يحاول أيضًا إلحاق هزيمة كبيرة بحماس، غير أن لعبة النهاية لكلا الجبهتين تبدو محفوفة بالمخاطر بالنسبة له".
وتابعت: "يأتي ذلك في وقت يسعى فيه الخبراء جاهدين لمعرفة كيف يمكن لنتنياهو البقاء في منصبه بعد الحرب فحتى رئيسة الوزراء غولدا مائير اضطرت للتنحي من منصبها، بعد حرب العام 1973".
خلاف على مستقبل غزة
وبموازاة ذلك، أغضب ارتفاع حصيلة الشهداء المدنيين والدمار واسع النطاق في غزة، الحكومات العربية، وأثار قلق حلفاء إسرائيل الغربيين.
وفيما يتعلق بمستقبل غزة، يبدو نتنياهو على خلاف مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تريد عودة السلطة الفلسطينية لحكم القطاع.
من جهته يرفض نتنياهو ذلك، بينما تستمر حكومته بنقل خطط إلى المشرعين الأمريكيين فحواها إجبار الحكومات العربية على استقبال سكان غزة.
من جانبه، أشار القنصل العام الإسرائيلي السابق في نيويورك الون بنكاس، إلى "علاقة قوة غير متكافئة بين حماس وإسرائيل. فبالنسبة لحماس، النصر هو استمرار الوقوف على قدميها وهي تلوح بعلم واحد. وبالنسبة لإسرائيل، الانتصار ينبغي أن يكون حاسمًا، ويقود في النهاية إلى إضعاف حماس تمامًا من الناحيتين العسكرية والسياسية".
وعلّقت الصحيفة بالقول، إن "نتنياهو يدرك ذلك جيدًا وهو ما يجعله يوازن بين الضغوط في الداخل وتلك التي تمارسها عليه إدارة بايدن".