الشريط الاخباري

العطاء لا يقف عن عمراو حد معين: فهمية الاعرج نموذجا

نشر بتاريخ: 09-12-2023 | تقارير مصورة , PNN مختارات , قصص "قريب"
News Main Image

بيت لحم /PNN / العطاء لا يقف عن عمر معين : فهمية الاعرج نموذجا بهذه الكلمات بدات الحاجة فهمية الاعرج ابنة السبعين عاما حديثها موضحة ان التقدم بالعمر والتقاعد لا يعني الجلوس في المنزل بل ان هناك حياة العطاء المستمر لخدمة المجتمع والعائلة

تقول ام مجدي في حديثها مع شبكة فلسطين الاخبارية PNN ضمن قصص مشروع قريب الاقليمي التي تنتجها الشبكة في فلسطين ضمن انتاجات لمؤسسات اعلامية مستقلة في اربع دول هي فلسطين والعراق ولبنان والاردن بتمويل من وكالة التنمية الفرنسية AFD وتنفيذ CFI انها وعلى الرغم من كبر سنها الا انها لا تجد هذا العمر سببا للجلوس في المنزل بل هي سنوات يمكن ان تكون الاجمل في العمر من خلال العطاء وخدمة المجتمع المحيط ومجتمع العائلة وهو ما تقوم به وهي سعيدة

تقول ام مجدي انها بعد تقاعدها عملت في اكثر من موقع متطوعة حيث عملت سنوات رئيسة مجلس اولياء الامور لمتابعة اوضاع و واقع مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا في مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين كما انها تطوعت في العمل من اجل خدمة المسجد بالمخيم ومؤخرا تم انتخابها في عضوية اللجنة الشعبية للخدمات وهي بمثابة الكيان السياسي الخدماتي للمخيم حيث تولت في اللجنة مسؤولية قطاع التعليم والخدمات الاجتماعية وتعمل على متابعة اي قضايا يتم تكليفها بها من قبل اللجنة.
 


وتوضح المدرسة المتقاعدة التي عملت مدرسة في مدارس الاونروا لنحو ثلاثين عاما ان الاوضاع في المخيم اخذة بالسوء في ظل العدوان والحرب البشعة المستمرة لا بد من زيادة العمل والعطاء مشيرة الى ان اللجنة تسعى لتقديم خدمات لابناء المخيم وفق الامكانيات المتاحة موضحة انها زادت من عملها ومهماتها مهمة جديدة هي العمل كباحثة من خلال زيارات ميدانية لمنازل المخيم والالتقاء بالسيدات خصوصا تلك اللواتي يطالبن بمساعدات في ظل الحصار والحرب حيث تقوم بزيارة المنزل والاطلاع على الاحتياجات وكتابة تقارير لرئاسة اللجنة من اجل العمل على مد العون.
نشاط متميز رغم كبر العمروتميز بين باقي أعضاء اللجنة

https://www.youtube.com/watch?v=NlOIcrU2Tag


يقول سعيد العزة رئيس اللجنة الشعبية في المخيم ان ام مجدي تمثل نموذج للمراة الفلسطينية القادرة على العطاء والعمل وتقدم نفسها دوما لخدمة المحيط موضحا انها تعتبر من اكثر الاعضاء التزاما وحضورا للجنة والعمل على متابعة امور الناس
ويضيف العزة ان ام مجدي وعلى الرغم من كبر سنها الا انها الاكثر نشاطا مشيرا الى ان ابرز مهماتها هو قطاع التعليم كونها معلمة سابقة حيث تعرف واقع المدارس واحتياجها من خلال زيارات المدارس والالتقاء باداراتها ومتابعة الاحتياجات والاشكاليات حيث تعمل على حلها.
وعبر العزة عن امله بان يحذوا اعضاء اللجنة من الشباب والنساء حذوا ام مجدي فهي اكثرهم حضور ومتابعة وعمل متمنيا ان يستفيد باقي اعضاء اللجنة مو هذا الكل الكبير من العطاء والعمل.
عمل متواصل


تقول ام مجدي انها تعمل في الاونة الاخيرة على ترميم مراحيض المسجد الخاص بالنساء بمبادرة من مجموعة من نساء المسجد حيث اعتمدن عليها بالدرجة كبيرة كونها عضوا في اللجنة الشعبية حيث بدات واياهم عملا تطوعيا للترميم واستطعن  تحقيق المشروع من خلال البدء بحملة لجمع التبرعات حيث استطعن جمع المال اللازم لعملية الترميم بعد توجههم للجنة ومؤسسات المخيم وبعض المتبرعين كاشخاص حيث رات ام مجدي في انجاز المشروع انجازا لكل النساء لا سيما ان المشروع الخاص بالترميم لم يكن اولوية.
المرض ليس عائق بل دافع
ام مجدي تقول وهي تحمد الله انها اصيبت قبل سنوات بسرطان الثدي واجرت العملية لاستئصاله وخضعت لعلاج كيماوي واشعاعي واستطاعت النجاة منه بارادتها وايمانها بالله وان المرض جزء كبير منه نفسي ولن تسمح لها بالسيطرة عليها وهو ما تحقق بالفعل حيث ساهمت معنوياتها العالية في مواجهة المرض بالانتصار كما انها اصبحت ملجا للكثير من السيدات اللواتي يصبن بالمرض خصوصا خلال فترة تلقيها العلاج بالمشافي واصبح الاطباء يطلبون منها الجلوس مع المريضات وتشجيعهن وهو ما قامت به بالفعل حيث تقوم من وقت لاخر باعطاء محاضرات عن تجربتها وتدعو النساء والفتيات لعدم الخوف ومواجهة الصعاب.
نموذج للنساء والناشطات الشابات
تقول فداء ملش احدى الناشطات النسويات بالمخيم والتي تعمل على مشروع للنهوض بواقع المخيم ان ام مجدي او ست فهمية درستها في المرحلة الابتدائية والاعدادية وكانت نموذج للمعلمة المتميزة الحريصة على مساعدة الطالبات وفتح الافاق امامهن حيث كانت تتعامل معهن كصديقة وتشجعنا دوما على التميز والعطاء
وتضيف فداء انها شعرت بتقدير واحترام اكبر عندما عملت مع ام مجدي باعتبارها عضوا في اللجنة الشعبية حيث تشاهدها تعمل بكل جد وجهد كما كانت صغيرة وهي معلمة وبالتالي فهي تعتبرها نموذجا يحتذى به.

حياة مليئة بالصبر والارادة منذ الصغر
وعن مصدر هذه الارادة والعطاء تقول ام مجدي انها بدات معها من صغرها حيث انها تحملت مسؤولية اخوتها واخواتها وهي صغيرة بعد مرض والدتها وكانت هي الاخت الكبرى حيث تنقلت مع العائلة اللاجئة من قرية الولجة قضاء القدس التي توجهت لبيت لحم وكان والدها جنديا بالجيش الاردني وتنقل للعمل في عدة مدن حيث تحملت اعباء اخوتها في سنوات الخمسينات لدرجة ان والدها كان يريدها ان تترك الدراسة للاهتمام بالعائلة لكنها اصرت ان تكمل تعليمها و وعدت والدها بالاهتمام باخوتها ومواصلة دراستها ما دفعها للعمل بكل جد واجتهاد بمسؤولية كبيرة اتجاه محيطها وهو ما اقر في شخصيتها مستقبلا حيث واصلت الدراسة ونجحت في الثانوية العامة ودخلت معهد المعلمات التابع للاونروا وعايشت هناك مرحلة النضال والفعاليات المنددة بالاحتلال والشعور بالمسؤولية حيث تخرجت بعد ان انها دبلوم تدريس الرياضيات والعلوم وتوظفت فور تخرجها لحصولها على علامات عالية.
تخريج قيادات مجتمعية
وتشير ام مجدي ان الزواج لم يمنعها من العمل حيث كانت جادة في التوفيق في العمل والحفاظ ورعاية الابناء وادارت وقتها بكل اقتدار ومن خلال مساعدة زوجها له قبل وفاته حيث وفقت بين عملها كمعلمة تنقلت في العديد كن المدارس وبين كونها ربة منزل حيث تعتبر ان ابنائها وتميزهم في دراستهم واعمالهم احد اهم فصول حياتها في استطاعت ان تخرج ابنتها الكبرى من اكبر جامعات العالم هارفارد لتكون اول وكيل لوزارة الخارجية الفلسطينية واستطاعت ابنتها الثانية ان تنهي ماجستير رعاية الاطفال الخدج واصبحت مديرة التمريض في اكبر المشافي الفلسطينية وابنها الكبير صاحب محل حلاقة كبير في اغترابه بكندا كما ان لها ابنا صحفيا وابنا طبيبا حيث ترى انها قدمت من خلالهم انجازها للمجتمع.

زراعة الورد والاعتناء بالحيوانات الاليفة
تشير ام مجدي الى عملها في مزرعتها الصغيرة وحبها للارض حيث تشير ان حديقة منزلها هي المكان المحبب لها حيث تربي دواجن وحمام وتزرع الارض وتحافظ على الاشجار كما ان افضل حزء في هذه الحياة هو حديقة الورد التي تعمل على الحفاظ عليها وترتيب الورود في وقت فراغها.

نصيحة للمتقاعدين الجدد في الختام
وتختم ام مجدي حديثها بتوجيه نصيحة للمجتمع للكبار والصغار باهمية العطاء والعمل التطوعي خصوصا لكبار السن بعد التقاعد حيث تقول ان هذا العمر هو الافضل لخدمة المجتمع وانها تشعر بسعادة كبيرة وهي تخدم المجتمع داعية اياهم لخوض غمار التجربة وعدم الانجرار وراء الافكار السوداء التي تشير الى ان سن التقاعد هو سن الاستراحة وسن الجلوس وانتظار المجهول بل على العكس حيث شكلت لها سنوات التقاعد والعطاء اجمل السنوات موضحة انها ستواصل العمل والعطاء بكل حب لمجتمعها.

شارك هذا الخبر!