الشريط الاخباري

PNN فيديو: نهى ترزي نموذج للعائلات المسيحية الفلسطينية التي فقدت احبائها في قطاع غزة جراء حرب الابادة

نشر بتاريخ: 07-01-2024 | برامجنا التلفزيونية , تقارير مصورة , PNN مختارات
News Main Image

بيت لحم /PNN/ مع بدء اعياد الميلاد المجيدة واعلان الفلسطينيون اقتصارها على الشعائر والمراسم الدينية يحي الفلسطينيون الاعياد بالم وحزن شديد يلف المجتمع الفلسطيني ككل نتيجة ما تتعرض له فلسطين من عدوان همجي و وحشي من قبل اسرائيل في وقت يصمت فيه العالم عن حرب الابادة التي يواججها الشعب الفلسطيني.

الفلسطينيون احيوا الشعائر الدينية واحتفلوا بصمت وحزن بعيد الميلاد المجيد حتى بحزن تعبيرا عن مشاعر التضامن والوحدة مع العائلات التي فقد احبائها في العيد ومن هذه العائلات المسنة نهى ترزي غزية ابنة الثامنة والسبعون عاما كانت قد انتقلت للعيش في بيت ساحور بعد ان تزوجت فيها.

وتعتبر ترزي  نموذج للعائلات المسيحية الفلسطينية التي فقدت احبائها في قطاع غزة جراء حرب الابادة المتواصلة بحق شعبنا وهو الواقع  الذي دفع الفلسطينيون جميعا سواء من لهم اقارب في قطاع غزة ام لا الى القول ان حرب الابادة التي تشنها إسرائيل على غزة منذ السابع من اكتوبر لم تبقي للفرحة مكان في قلوبهم بعد ما شاهدوه من عمليات قتل واعدام للاطفال والنساء وتدمير المباني والحصار وتجويع ابناء القطاع وقطع المياه والكهرباء عنهم.

الحياة والاستعدادات في مدينة بيت لحم لعيد الميلاد ليست كما كل عام

تقول  نهى حلمي ترزي " أم شادي" ٨٧ عاما فلسطينية متزوجة لعبد الله انطون الياس عواد في حديثها مع شبكة فلسين الاخبارية PNN انها فقدت في هذه الحرب شقيق وشقية كما اصيبت شقيقة ثالثة وفقدت قدمها بعد ان قصفت طائرات وصواريخ الاحتلال كنيسة الروم في غزة حيث غادر اشقائها وشقيقاتها منازلهم في حي الرمال وهربوا بحثا عن ملاذ امن في الكنيسة لكنهم وجدوا الموت.

وعن الغاء الاحتفالات قالت نهى كيف يمكن ان نحتفل بالعيد في ظل حرب ابادة همجية لم تترك منزل سلم او عائلة كاملة وقالت سمعنا جميعا عن اخر شهيدتان من اصدقائنا موضحة انها رغم انقطاع الاتصالات الا انها تتابع وتسمع القصص المحزنة من وقت لاخر وقالت روز كانت صديقة اخرى كانت بمثابة الاخت لي معلمة في احد مدارس غزة كانت تزورنا في الاعياد استشهدت بعد ان قتلها الجيش وقامت الدبابات بالسير على جثمانها.

واضافت كيف احتفل بالعيد وهي تتذكر هذه الايام ما كانت تقوله صديقتها روز ان اجمل شيء بالاعياد هو زيارتها لبيت لحم حيث كان الاحتلال يمنح عددا من مسيحي غزة تصاريح لزيارة بيت لحم وقالت شقيقاتي كن يزرنني وانا اقول هذا العام في العيد رحمة الله عليهم السنة.

وعن مشاعرها تقول انا اشعر بالفقدان وانا اشعر باحباط كبير لاني و منذ عدة ايام لا استطيع الاتصال بأحد في غزة وهذا يدفعني للجنون

و تقول ان شقيقها الطبيب اخبرها ان شقيقتها الشهيدة ايلين ترزي قالت عندما اجبرت على الهرب من منزلها بسبب القصف قالت انا ذاهبة لزوجي المتوفي وكانها تعرف انها سوف تستشهد كما قالت ان الالم الذي شعرت به شقيقتها الاخرى عند اجراء العملية بدون بنج وبكائها على الهاتف بعد اجراء العملية يبقي جرحها مفتوحا.

كما تقول نهى ان شقيقها الاكبر استشهد لعدم وجود علاج له حيي كان يحتاج لعملية مرارة لكنها انفجرت بعد شهر من محاولاته لعمل عملية جراحية لكن بسبب تدمير الاحتلال وقصفه للمشافي واغلاقها انفجرت المرارة وتوفي شقيها شهيدا للمرض والحصار.

لم نضع شجرة الميلاد لان الالم كبير

وتقول نهى انها اعتادت ان تضع شجرة كبيرة في زاوية صالون منزلها لانها رمز النور والفرح و وجودها يدخل الفرح في البيت كما كانت تضع الهدايا تحت الشجرة وتكتب اسماء احفادها عليها كما كانت تجهز البيت وتنظفه وتعد حلوى عيد الميلاد وكان افراد العائلة يتجمعون هنا هذا العام لا شيء من هذه الاجواء حتى الاولاد لا يشعرون بالفرح لانه يشاهدون ما يجرب من اوضاع صعبة في غزة

كيف لنا ان نحتفل ونعد وجبات الطعام والحلوى وفي القطاع لا يستطيعون الحصول سوى على وجبة واحدة في اليوم او اليومين كما لا يحصل عليها الجميع هناك شعور بالالم والاكتئاب لذلك لا عيد هذا العام.

وقالت نهى انها تشعر بالوحدة لانها مقطوعة عن عائلتها حيث ان الاتصالات مقطوعة لا هواتف ولا اتصالات جوال ولا انترنت لذلك

قامت احدى قريباتها بتصوير قاعة الكنيسة عند تشييع جثمان شقيقتها  ليلي ابنة ال 92 عاما موضحة انها قبل الحرب كانت تحاول الذهاب لغزة وطلبت تصاريح دخول لغزة من سلطات الاحتلال الا ان هذه السلطات رفضت السماح لها بزيارة اقاربها وهو ما لم يتحقق منذ سنوات طويلة .

وعن مشاعرها تقول ام شادي انها تعيش من قلة الموت لانها مقطعة الاتصال عن عائلتها منذ عدة ايام وهي تسمع ان الناس تموت من الجوع واصفة ما يجري بانه حرب ابادة.

وعن حياتها وعيشها في مدينة بيت ساحور تقول ان الاقدار والاحتلال هو السبب في جمعها انها انهت دراسة البكالوريوس للادب الانكليزي في القاهرة عام ١٩٦٧ اي بعد الحرب ولم استطع العودة بعد احتلال اسرائيل لغزة حيث كانت غزة تتبع لمصر قبل احتلالها و في ذلك الوقت كان لي اخوة في ليبيا محاسب وطبيب ذهبت فقررت العائلة ان اذهب الى ليبيا وهناك تعرفت بزوجي الذي كان يدرس في تركيا وانهى الجامعة واقنعه صديق له الذهاب لليبيا للعمل حيث كان يسكن بالقرب من سكن شقيقي وتعرفنا لبعضنا البعض وقررنا الزواج حيث ذهبت عائلته من هنا من بيت ساحور لغزة وطلبت يدي و كان كل الرهبان الذين يخدمون بالكنيسة من بيت ساحور وبعد نحو عشر سنوات من العمل في ليبيا قررنا ان نعود للعيش ببيت ساحور.

وعن مشاهداتها لمناظر الالم و لهرب الناس للبحر وقيامهم بغلي ماء البحر حتى يصبح صالحا للشرب تقول ام شادي ان ذكريات البحر لم تكن مؤلمة كما هي مشاهداتها له اليوم وقالت انها كانت تعيش بحي الرمال في بداية الستينات وكان لها ذكريات البحر الجميلة حيث كانت تسبح بالليل وكانوا يعيشون بسلام.

 

شارك هذا الخبر!