بيت لحم /PNN / في وسط ظروف سياسية واقتصادية صعبة، نجح مهاب عنان جميل صفا، المعروف أيضًا بأبو مهدي، في حفر مسار فريدلنفسه من خلال إحياء حلوى العنبر، هذا الحلوى التقليدية الفلسطينية التي لا تمثل مجرد لذة حلوة ولكنها دمج للعسل الطبيعي والتفاح، مما يوفر السرور والقيمة الغذائية للأطفال.
أبو مهدي، البوظة وحلوى الأطفال والفشار في الصيف، ينتقل إلى إنتاج العنبر في الشتاء،حيث يقدم مجموعة متنوعة من النكهات، بما في ذلك الفراولة، والنكهة الخاصة "إكس-ال " التي اكتسبت شهرة كبيرة بين الأطفال، ونكهة الموز، واللون الأبيض مع نكهة الأناناس أو الاخضر مع النعناع.
وقال ابو مهدي ان العنبر كان قديما يستخدم لاعطاء الاطفال حلويات وتفاح حيث ان التفاح صحيللاطفال وكانوا قديما يصنعونه من التفاح البلدي ذات الحبة الصغيرة لكنه لا يتوفر بكميات كبيرة لذلك فهويستخدم التفاح القادم من هضبة الجولان ذو الحب الاكبر.
وعن خوضه غمار تجربة صناعة العنبر يقول ابو مهدي ان الفكرة تم طرحها عليه من مشاهدة له عبر بثه المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي حيث طرحت عليه موضوع صناعة العنبر وبعدها شاهد فيديوهات حول كيفية صناعته عبر اليوتيوب لكنه لم ينجح في ذلك وتوجه لكبار السن في صناعته حتىقادته الاقدار لاحد الاشخاص الذي تحول لصديق له في مدينة الخليل الذي اعطاه سر صناعة العنبربجودة عالية.
وقال ابو مهدي ان صديقه ابو عرب من مدينة الخليل هو من ساعدن بتعلم صناعة العنبر حيث قال قال لهانه سيعطيه سر صناعة العنبر ليجد مصدر رزق مضيفا انه يتحدى الان اي احد ان يصنع العنبر كمايصنعه و من يشتري العنبر من عند ابو مهدي يعرف ما اصنعه كما قال.
و تشمل العملية تغميس التفاح الدمشقي القادم من هضبة الجولان المحتلة المُغسول والمجفف في العنبر،مما يخلق حلوى ذات نسيج يعكس حلوى أجدادنا القديمة التي تعرف باسم العنبر او تفاح الشام كمايسميها ابو مهدي.
و تلفتت حرفية ابو مهدي للعنبر انتباه السكان المحليين، بما في ذلك تيسير خليف، صاحب سوبرماركتفي بيت لحم الذي يرى في عنبر أبو مهدي الافضل في بيت لحم.
و يتذكر خليف فرحة حصوله على العنبر في طفولته، مؤكدًا فوائد الصحة وتشجيع أطفاله على اختيارهذا الحلوى التقليدية على حساب الشوكولاته الحديثة.
أبو مهدي لا يخدم السوق المحلية فقط بل يستخدم أيضًا منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توكلعرض منتجاته والتفاعل مع الجمهور حيث وجد الداعمين له من الجمهور الفلسطيني المحلي والمغتربالذي بدا يقدم له الدعم لتقديم حلوى العنبر وغيرها من حلويات كمساعدات للأطفال الفلسطينين و قدمنهجًا فريدًا من نوعه من خلال توزيع قيمة الدعم الذي يتلقاه في صورة حلوى العنبر، وشعر البنات،والبوظة. من خلال البث المباشر على تيك توك، و أصبح رائدًا يوفر موقفًا رابحًا للجميع حيث يشتركالداعمون والأطفال في الفرح من جهة وهو يقوم ببيع منتجاته من الجهة الاخرى.
كما اصبح كثير من الفلسطينين يقومون بالاتصال به والطلب منه توزيع الحلوى على الاطفال كنوع منالترحم على من فقدوا من احبة واقرباء بقيمة مالية يبلغونه بها وهو يقوم بدوره بصناعة حلويات بهذهالقيمة ويقوم ايضا بزيادة الكمية في كل مرة يحصل فيها على تبرع ايمانا منه باهمية العطاء حيث يقولانه كلما يزيد عطاءه يفتح الله له ابواب رزق جديد.
ويزور ابو مهدي عند تلقيه المساعدات سواء المحلية او تلك عبر منصات التواصل الاجتماعي مناطقمهمشة واحوالها صعبة مثل القرى البعيدة او المخيمات كما هو حال روضة العودة في مخيم بيت جبريناو العزة حيث فرح الاطفال بشكل كبير خلال زيارته لهم وتوزيعه الحلوى خصوصا العنبر عليهم.
شهرزاد العزة، مديرة روضة العودة لأطفال مخيم العزة، تسلط الضوء على تأثير وجود أبو مهدي علىالأطفال وقالت ان لحظة وصوله كانت لحظة فارقة من الفرح، حيث تحولت مشاعرهم من الحزن إلىالسعادة. في بيئة توتر بفعل الحرب في قطاع غزة والحصار في الضفة الغربية.
وقالت العزة انها لم تكن تعلم ان أبو مهدي شخصية معروفة ومحبوبة بين الاطفال حيث تفاجأت من استقبالهم له بالفرح ومعرفتهم له عبر منصات التواصل الاجتماعي كما انها لم تكن تعلم حجم حبالاطفال لما يوزعه ويبيعه ابو مهدي للاطفال مشيرة الى ان زيارته لروضة العودة التي تديرها ادخل البهجةوالسرور لقلوب الاطفال في هذه اللحظات الحزينة التي يعيشها شعبنا.
هذه الجهود باعتبارها مصدرًا للإيجابية، إحياءً ليس فقط لحلوى تقليدية ولكن أيضًا لذكريات الطفولةالغالية.
يعبر أبو مهدي عن امتنانه للفرصة التي أوجدها، معترفًا بالدعم الذي يتلقاه من خلال مشروعه.
ويقول ابو مهدي انه لا يحقق فقط التزاماته المالية ولكنه يساهم أيضًا في الحفاظ على التراث الفلسطيني وجلب الفرح إلى المجتمع.
وقال ان مساره يُظهر مثالًا للصمود والإبداع والالتزام بإبقاء التقاليد على قيد الحياة في مواجهةالصعاب معربا عن الامل بان يبحث الشباب الفلسطيني عن فرصه ونفسه من خلال صناعة ما يحبون وان الظروف الصعبة يجب ان تكون حافزا ودافعا لهم للابداع وعدم الاستسلام للظروف الصعبة.
تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.