الشريط الاخباري

أطباء بلا حدود: الوضع الصحي في غزة كارثي ومشاهد الجثث مرعبة

نشر بتاريخ: 26-03-2024 | دولي , الصحة
News Main Image

جنيف/PNN-دق الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود كريستوفر لوكيير، ناقوس الخطر إزاء الوضع الصحي والإنساني في شمال غزة، قائلًا إن الأحوال الإنسانية في القطاع وصلت إلى مرحلة سيئة يصعب وصفها.

جاء ذلك في حديث أدلى به لوكيير، لمراسل الأناضول، عقب جولة ميدانية أجراها في قطاع غزة، حيث اطلع على الأوضاع ووقف شاهدًا على الهجمات المكثفة والحصار الذي تتعرض له المنطقة.

وذكر لوكيير أنه خلال إقامته في غزة، زار العديد من المستشفيات التي يعمل فيها أطباء وموظفو رعاية صحية يتبعون لمنظمة أطباء بلا حدود.

ولفت إلى أنه زار المستشفى الإندونيسي الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود شمال قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه كان مليئًا بالمرضى والمصابين.

وقال لوكيير إنه زار أيضا مستشفى شهداء الأقصى وسط من قطاع غزة، عقب ليلة شهدت قصفًا عنيفًا استهدف المنطقة المحيطة به.

وبيّن أن المستشفى كان يبذل جهودًا استثنائية لتقديم الخدمات الطبية للمصابين والجرحى في ظل ظروف صعبة للغاية.

وفي وصفه لهول ما شهده من فظائع في القطاع، قال لوكيير: “شكلت الجثث بمشرحة مستشفى شهداء الأقصى مشهدا مرعبا حقا”.

وأضاف: “أثناء التنقل في المستشفى، على المرء أن يكون حذرا للغاية كي لا يدوس على المرضى والمصابين الذين يفترشون الأرض بما في ذلك الممرات”.

وأكمل أن “المستشفى ممتلئ تمامًا، والأطباء يعملون على توفير الخدمات الطبية وفق أولوية الحالة، إنه وضع رهيب”.

لا نظام صحي في غزة
وبشأن القطاع الصحي الذي كان من الأكثر تضررا جراء الحرب الإسرائيلية، أكد لوكيير أن الوضع الصحي في غزة “كارثي”، مشددا على أنه “لم يعد هناك نظام صحي في غزة يمكن الحديث عنه”.

ولفت إلى أن المستشفيات التي زارها خلال وجوده في القطاع كانت “ممتلئة بالمرضى والجرحى بشكل لا يصدق”.

وبيّن لوكيير أن الأطباء وموظفي الرعاية الصحية في مستشفيات القطاع “يعملون على إعطاء الأولوية للحالات الحرجة والخطيرة”.

وقال إن بعض الفرق الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود قامت بعدة زيارات إلى شمال غزة، بما في ذلك مستشفى ناصر، مشيرا إلى أن “محيط المستشفى تم تدميره بالكامل”.

إنزال المساعدات جوا “ليس نجاحا”
تطرق لوكيير في حديثه إلى أن العديد من المنظمات، بما في ذلك أطباء بلا حدود، تحاول تقديم الخدمات الميدانية لسكان القطاع.

ولفت إلى أن أطباء بلا حدود تثق بالجهود التي تقدمها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، وأن هذه الوكالة تشكل العمود الفقري لجهود الدعم وتوفير المساعدات الإنسانية في غزة.

وأشار لوكيير إلى أن جميع المنظمات في غزة تعمل على توفير المساعدات الإنسانية “بقدر ما تستطيع”.

وقال: “جميعنا نعمل في بيئة صعبة وظروف غير مستقرة، لا يمكننا توفير سوى جزء صغير مما هو مطلوب من حيث الخدمات الطبية والغذاء والوقود والمياه التي تشتد الحاجة إليها”.

لوكيير ذكر أن عملية إيصال وتوزيع المساعدات إلى قطاع غزة تجابه بتحديات كبيرة، واعتبر أن إسقاط المساعدات جوًّا على قطاع غزة “ليس قصة نجاح، إنما تعبر عن فشل المجتمع الدولي في إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع” برا.

وأكّد أيضًا أن المساعدات الإنسانية لم تصل إلى المنطقة بكمية كافية ونوعية جيدة، معتبرا أن التقارير الأخيرة عن الجوع في غزة ليست مفاجئة.

وزاد: “رأيت النساء والأطفال يعانون بشكل واضح، خاصة من سوء التغذية، هذا حقيقي، وسكان غزة غير معتادين على الوضع المتعلق بسوء التغذية، ولهذا السبب يتعين علينا إعادة تدريب موظفينا ليكونوا قادرين على علاج الأطفال والنساء والرجال الذين يعانون سوء التغذية”.

وتقيّد إسرائيل، منتهكةً القوانين الدولية، وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولا سيما برا، ما تسبب في شح إمدادات الغذاء والدواء والوقود وأوجد مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين في القطاع الذي تحاصره منذ 17 عاما، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية.

وتواجه إسرائيل اتهامات فلسطينية ودولية باستخدام “التجويع” سلاحًا في غزة، بما يرقى إلى مستوى “جريمة حرب”، وتدعوها الأمم المتحدة إلى فتح المعابر البرية لإغراق القطاع بمساعدات إنسانية قبل أن تلتهم المجاعة المزيد من سكانه.

وفي محاولة لتدارك الأزمة، تواصل دول عربية وأجنبية تعاونها من أجل إنزال المساعدات جوًّا على مناطق شمالي القطاع، إلا أنها تظل غير كافية ولا تسد الاحتياجات العاجلة للفلسطينيين.

اجتياح رفح سيتسبب بتداعيات كارثية
لوكيير ذكّر بأن الغرض من الإجراءات الاحترازية المتخذة في إطار “قضية ارتكاب إبادة جماعية”، والتي رفعتها جمهورية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في 29 ديسمبر/ كانون الأول 2023، كان “منع وقوع وفيات” و”تقديم مساعدات إنسانية” لسكان القطاع.

وأضاف أن وقف القتل العشوائي للناس وإيصال المساعدات كانا من بين الإجراءات الاحترازية المتخذة، مؤكدا أن القيود والعراقيل الإسرائيلية لا تزال مستمرة.

وشدد لوكيير على أن أي هجوم بري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة سيتسبب بـ”تداعيات كارثية”، خاصة أن المنطقة تشهد كثافة سكانية مرتفعة للغاية.

ومنذ أسابيع، تتصاعد تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات الاجتياح المحتمل لرفح، حيث يوجد نحو 1.4 مليون نازح أجبرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي على النزوح إلى المنطقة بزعم أنها آمنة، ثم شنت عليها غارات لاحقا؛ ما خلف شهداء وجرحى.

وخلّفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.

(الأناضول)

شارك هذا الخبر!