محافظات/PNN- تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني، عدوانها على محافظتي جنين وطولكرم، وهو الأوسع منذ اجتياح عام 2002، فيما انسحبت من طوباس.
وبحسب مصادر طبية، فقد أسفر العدوان على شمال الضفة الغربية، حتى اللحظة عن استشهاد 17 مواطنا بينهم 8 في جنين، و5 في طولكرم، و4 في طوباس، وإصابة أكثر من 30 آخرين، ما يرفع حصيلة الشهداء منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 669.
ففي طولكرم، وسعت قوات الاحتلال عدوانها على طولكرم ليشمل مخيمها إلى جانب مخيم نور شمس، وداهمت عشرات المنازل فيه وأخضعت عددا كبيرا من المواطنين للتحقيق الميداني، فيما تواصل حصار مخيم نور شمس وتغلق مداخله كافة مع اقتحام المنازل وتفتيشها.
وقال مدير مكتب نادي الاسير في طولكرم ابراهيم النمر، إن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بدء العدوان على مدينة طولكرم ومخيميها العشرات من المواطنين، واخضعتهم للتحقيق الميداني، وأفرجت عن عدد منهم بعد التنكيل بهم، وأبقت على كل من: حمزة مقبل (24 عاما)، ونور مغير بردويل (30 عاما)، ومجاهد جهاد صبح (24 عاما)، ومحمد عدنان حسين (23 عاما)، ومحمد عزت جابر (26 عاما)، ومحمد عمر قصاص (27 عاما)، الذي اعتقلته بعد اصابته من قبل قوات خاصة اسرائيلية في مخيم طولكرم صباح اليوم.
وفي جنين، تواصل قوات الاحتلال حصار المدينة، واقتحام الحي الشرقي منها، كما دفعت بتعزيزات عسكرية، إلى محيط مخيمها وسط اندلاع مواجهات عنيفة، وسماع دوي انفجارات بين حين وآخر.
وقال محافظ جنين كمال أبو الرب في اتصال مع "وفا"، إن الوضع في جنين صعب، ولا تزال قوات الاحتلال تحاصر المدينة ومخيمها وتغلق الطرق الواصلة إليها.
وأضاف أن قوات الاحتلال تواصل تدمير مركبات المواطنين وممتلكاتهم، وتجريف الشوارع والبنية التحتية، ومداهمة المنازل والتنقل من منزل إلى الآخر في المدينة والمخيم.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال أجبرت عددا من المواطنين على إخلاء منازلهم وأخبرتهم بعدم العودة إليها قبل أربعة أيام، وحولتها إلى ثكنات عسكرية.
وفي اليوم الثاني من العدوان على جنين ومخيمها، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى ثمانية، والإصابات إلى سبع بينها حالة خطيرة، وعدد من المعتقلين، فيما تواصل قوات الاحتلال محاصرة مستشفيي ابن سينا، والشهيد خليل سليمان الحكومي.
وقال مدير مستشفى جنين وسام بكر، إن آليات الاحتلال لا تزال تتمركز على مداخل المستشفى وتضع سواتر ترابية في الشوارع المؤدية إليه.
وأضاف أن التيار الكهربائي لا يزال مقطوعا عن أجزاء كبيرة من شوارع جنين والمخيم بما فيها المستشفى الحكومي، وأن المستشفى يعتمد حاليا على المولدات الكهربائية.
وتابع: "نعتمد حتى الآن على مخزوننا من الوقود لتشغيل أقسام المستشفى وغرفه، وبالنظر إلى انقطاع المياه عن جنين فإننا نلجأ إلى خزان المياه الموجود في المستشفى، حيث يتوفر فيه حتى الآن نصف سعته".
وأشار إلى أن قوات الاحتلال تعيق عمل الطواقم الطبية وتواصل التدقيق في البطاقات الشخصية للمرضى الداخلين إلى المستشفى والخارجين منه.
وفي طوباس، انسحبت قوات الاحتلال من مخيم الفارعة، بعد عدوان استمر أكثر من 30 ساعة، وخلّف أربعة شهداء، وعددا من المعتقلين، ودمارا في المنازل والبنية التحتية.
وبعد انسحاب قوات الاحتلال من المخيم، بدأت تظهر الأضرار الكبيرة والخسائر التي خلّفها الاحتلال في منازل المواطنين وممتلكاتهم، والبنية التحتية للمخيم.
وأشار رئيس لجنة خدمات مخيم الفارعة عاصم منصور في اتصال هاتفي مع "وفا"، إلى أن اللجنة بدأت بحصر الأضرار في المخيم، مؤكدا أن حجم الأضرار التي خلّفها هذا العدوان يفوق الأضرار التي كانت تحدث خلال الاقتحامات السابقة للمخيم.
وأوضح أن الشوارع داخل المخيم تعرضت لأعمال تخريب وتجريف كبيرة، ما ألحق أضرارا جسيمة في شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، والمباني والمرافق العامة، كما فجرت قوات الاحتلال ملحقا لمسجد أبو بكر الصديق في المخيم، وألحقت اضرارا كبيرة فيه.
ولفت إلى أن أغلبية منازل المواطنين في المخيم تعرضت للمداهمة من قوات الاحتلال، التي فتشتها وعبثت بمحتوياتها وألحقت فيها أضرارا.