جنين /PNN- وسط دمار هائل، يحاول أهالي الحي الشرقي من مدينة جنين العودة إلى منازلهم التي أجبروا على مغادرتها خلال حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي للحي، ضمن العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها لليوم السابع على التوالي.
في الشارع المدمر بشكل كامل، تنظف سيدة مدخل منزلها، وتقول "نحاول إزالة الأتربة والركام ليتسنى لنا الدخول إلى المنزل، عشنا أياما صعبة، لكن الحمد لله إنّا خرجنا سالمين".
وتضيف: "ليس لنا مكان إلا هذه البلد، وإن كانت مدمرة هي بلدنا وهذه منازلنا، يحاولون معاقبتنا بالدمار والخراب وقطع المياه والكهرباء"، فيما قالت طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات وقفت على مدخل الحي وتبدو عليها ملامح الصدمة، بعد عودتها وعائلتها إليه: هذا ليس حينا، وين راحت الحارة؟
وفيما تتسرب المياه من خطوط دمرتها جرافات الاحتلال وتختلط بالركام، يحاول الأهالي نقل الماء عبر "جالونات" من المساجد القريبة من الحي.
ويقول الحاج أبو حسين السعدي الذي عاش كل حياته في الحي، إنه لم ير من قبل وحشية كما شاهدها في الأيام الخمسة التي حوصر فيها مع عائلته في منزله.
وبينما كان الاحتلال يحتجزون السعدي وعائلته وجيرانه، في غرفة واحدة، كان الجنود يتنقلون في طوابق منزله الثلاثة، ويحطمون كل ما تصل إليه أيديهم.
ويصف السعدي ما مر عليه، بالقول: " كانت أصعب أيام أعيشها، دون ماء ولا كهرباء، حتى المواد الغذائية التي كانت في منزلنا تلفت، وألقيناها في القمامة، ناهيك عن الدمار في المنازل، في حارتنا فقط تجد الكثير من المنازل المتضررة بشكل كبير".
ويمكن لمن يسير في الحي أن يلحظ تجمع مياه الصرف الصحي في الشوارع، ويشتم رائحتها، بعد ضرب الاحتلال شبكة الصرف الصحي وتجريفها.
وكانت بلدية جنين قد أصدرت بيانا قالت فيه أن ما يقارب من 70% من شوارع جنين دمرت بشكل كامل، فيما يصعب حصر الخسائر في المنازل والمحال التجارية بسبب استمرار العدوان.
وفي حديثة لـ"وفا"، قال أبو أيمن (46 عاما): "أنا ولدت في هذا الحي، وعشت فيه كل حياتي، حتى هذه اللحظة يصعب علي تصديق الخراب الذي رأيته بعد انسحاب جيش الاحتلال منه، لقد دمروا كل شيء".
وأضاف "يبدو أن لهم ثأر مع الحي الشرقي حتى يدمروه بهذا الشكل".
وفور انسحاب قوات الاحتلال وآلياته من الحي، توافد المواطنون إلى مسجد خالد بن الوليد، الذي حوله الاحتلال إلى ثكنة عسكرية منذ اليوم الأول لحصار الحي، وقاموا بتنظيفه وإزالة النفايات التي تركها جنود الاحتلال فيه