رام الله / PNN - عقدت منظمة التحرير الفلسطينية، ندوة سياسية في رام الله، لمناسبة الذكرى الـ36 إعلان الاستقلال، وذلك بدعوة من دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في المنظمة، والحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبارتهايد، ومنتدى فلسطين، حيث اشتملت على تقديم إحاطة سياسية للمرحلة وتناولت مخرجات القمة العربية الإسلامية المشتركة.
وحضر الندوة، عضوا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف وعدنان الحسيني، وعضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، مفوض المنظمات الشعبية محمد المدني، وممثلون عن قطاعات مختلفة من مجتمعنا الفلسطيني والهيئات والمؤسسات والاتحادات العامة ودوائر منظمة التحرير.
وقدم أبو يوسف، إحاطة سياسية عن المرحلة، عرّج خلالها على الظروف التي سبقت إعلان الاستقلال خلال اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني سنة 1988 والذي عقد في الجزائر حيث بذلت جهود كبيرة وفي المقدمة منها نص الإعلان والذي كتبه الشاعر محمود درويش والتعديلات التي وضعها الشهيد الرمز ياسر عرفات من أجل أن تخرج هذه النسخة النهائية للإعلان.
وقال أبو يوسف، إن أهمية ذكرى إعلان الاستقلال الفلسطيني تأتي تأكيدا على القرار الوطني الفلسطيني المستقل الذي تجسّد بقرار المجلس الوطني الفلسطيني، وجاء في سياق الانتفاضة الأولى، وذلك للدور المميز للقيادة الوطنية من كل الفصائل والقوى، والرمز ياسر عرفات.
واستعرض محطات تاريخية وسياسية عاشتها القضية الوطنية، خاصة مسارات المفاوضات في مدريد وأوسلو والحرب على العراق واستهداف ومحاصرة منظمة التحرير الفلسطينية ومحاولات تفكيكها والقفز عن الحقوق الوطنية الفلسطينية والعودة وتقرير المصير والدولة المستقلة بعاصمتها القدس.
وشدد على أهمية إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومؤسسات السلطة الوطنية كذراع لمنظمة التحرير ونواة للدولة الفلسطينية.
وأكد أن الاحتلال يسعى لفرض وقائع على الأرض بالتوسّع الاستعماري، لمنع إقامة الدولة الفلسطينية، وتزامن ذلك مع الإبادة الجماعية ضد شعبنا وهي جريمة العصر بمشاركة أميركية.
وأشاد أبو يوسف بدور مصر والأردن في رفض التهجير القسري لشعبنا، مطالبا بتوفير حماية دولية على الأرض وفرض عقوبات على الاحتلال وتعزيز صمود شعبنا.
بدوره، تحدث أمين عام الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبرتهايد، رمزي عودة، حول أبعاد قرارات القمة العربية الإسلامية المشتركة، مشيرا إلى أن القمة عزّزت الموقف العربي الوطني والسعودي في تقديم الدعم المالي ورفض التطبيع مع دولة الاحتلال، حيث ربطت السعودية أي علاقة مع إسرائيل بتحقيق الدولة الفلسطينية والحلول السياسية عبر منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الوطنية الفلسطينية، لإعادة الإعمار والبناء والإغاثة في غزة، وأن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأشاد بالموقف السياسي الداعي إلى تجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، والسعي الجاد لإنجاح وتجسيد حل الدولتين.
وأشار إلى عظمة مناسبة إعلان الاستقلال، وترسيخ ذلك في الذاكرة والذهن الوطني الفردي والجماعي في بيت منظمة التحرير الفلسطينية، واعتباره يوما وطنيا مخلدا خلود النضال الوطني والرمز ياسر عرفات.
وأكد، ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية لأهميتها الدائمة في البلوغ إلى الاستقلال الوطني في ظل محاولات جهات إقليمية ودولية التعطيل على منظمة التحرير وإفشال الحوار.
من جهته، أكد الأمين العام لاتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني، أهمية السردية الفلسطينية وقطاع الثقافة في فلسطين، موضحا أن الكتّاب الفلسطينيين الذين يعانون من الظروف الصعبة من حيث قله دعم وتبني أعمالهم الأدبية والشعرية والكتابية، إلا أنهم مضوا قدما في شراكات عالمية تمهيدا لإطلاق الجبهة الثقافية العالمية.
من جانبه، طالب رئيس مؤسسة "منتدى فلسطين" منيب المصري، بمواصلة عقد هذه اللقاءات مع كافة فئات شعبنا، وعقد لقاءات تخصصية قطاعية، موضحا أنها إحدى الوسائل التي تمكن شعبنا من الوقوف في وجه المحتل، وآلة القتل والدمار والإبادة التي ينتهجها في قطاع غزة، والاعتداء والقتل والتدمير في المحافظات الشمالية من قبل جنود الاحتلال والمستعمرين، بغية التهجير القسري. كما دعا إلى تشكيل لجنة متابعة لتواصل تحقيق مخرجات وتوصيات الندوة.
وقدم عدد من الحضور مداخلات عبّرت عن الاعتزاز بذكرى إعلان الاستقلال، مؤكدين ضرورة حماية منظمة التحرير ومؤسساتها في وجه الاستهداف الواضح والممنهج لإنهاء دورها وتقويض السلطة الفلسطينية ومحاصرتها، مطالبين بضرورة إنهاء الانقسام وحماية شعبنا في قطاع غزة جراء استمرار حرب الإبادة، وإعادة إعمار قطاع غزة، وإفشال خطط التهجير، وحماية شعبنا في الضفة الغربية بما فيها القدس جراء تغوّل المستعمرين المدعومين بالسلاح والحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وشكر مدير عام دائرة حقوق الإنسان في منظمة التحرير، قاسم عواد، باسم رئيس الدائرة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد التميمي، المتحدثين والحضور كافة، مشيرا إلى أن الدائرة تسعى إلى تشكيل تحالف عالمي للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وحماية حق العودة.
ودعا إلى توحيد الجهود التي تقوم بها جهات فلسطينية عديدة على الساحات الإقليمية والدولية، في سبيل تشكيل هذا التحالف وتقويته، موضحا أنه يجب أن تتوحد المؤسسات الفلسطينية من جهات رسمية وشعبية ودوائر منظمة التحرير ووزارة الخارجية، وتنسيق العمل فيما بينها بغية تحقيق النجاح على المستويين الإقليمي والدولي، ليوقف المجازر والإبادة، وليخدم حماية الشعب الفلسطيني وتحقيق الدولة المستقلة.