القاهرة / PNN - يواصل وفد من حركة حماس زيارته للعاصمة المصرية القاهرة لليوم الثالث على التوالي، في محاولة لإنجاز تفاهمات تفضي إلى إنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ 14 شهرًا.
ويحاول المسؤولون المصريون تحقيق اختراق على جانبين، الأول ملف التهدئة بين الحركة وإسرائيل، والآخر ملف تشكيل لجنة لإدارة شؤون قطاع غزة بالتنسيق مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية.
ووفق تقارير عدة، فإن "مصر قدمت مؤخرًا مقترحًا يشمل هدنة بين حماس وإسرائيل لـ60 يومًا، يتم خلالها تبادل الأسرى والرهائن بعد 7 أيام من سريانها، ويُحفظ لإسرائيل التواجد العسكري بغزة خلال هذه الفترة، على أن تنسحب تدريجيًا".
ويتضمن المقترح، إعادة فتح معبر رفح البري في ديسمبر/كانون الأول الجاري، على أن تتولى السلطة الفلسطينية الإشراف على الجانب الفلسطيني من المعبر بمتابعة أوروبية، ضمن رقابة إسرائيلية، وانسحاب حماس من المعبر.
وكشف مصدر فلسطيني، مطلع تفاصيل المساعي المصرية للتهدئة في غزة، مشيرًا إلى أن القاهرة تعمل على تفكيك ملفات التهدئة وحل كل ملف بشكل منفصل لإزالة العقبات، وضمان التوصل لاتفاق مرتقب.
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن "مصر تعمل في الوقت الحالي للتوصل للتهدئة عبر عدة مسارات، تشمل إعادة فتح معبر رفح البري للسماح بسفر المرضى والمصابين وتدفق المساعدات الإنسانية لغزة".
وأوضح المصدر، أن "الخطوة التالية من التهدئة تتمثل في إتمام صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، تتوسع بشكل تدريجي في الفئات المشمولة بها وكذلك في أعداد المفرج عنهم من الجانبين".
وقال إن "المرحلة الأولى من الاتفاق تشمل انسحابًا جزئيًا للجيش الإسرائيلي من القطاع"، لافتًا إلى أن هذا الملف هو الأكثر تعقيدًا بسبب تباعد مواقف حماس وإسرائيل منه.
وأضاف "مصر تعمل على تأجيل بحث مسألة اليوم التالي للحرب في غزة إلى ما بعد التوصل لاتفاق جزئي بين حماس وإسرائيل يتم تنفيذه على عدة مراحل"، مبينًا أن أي اتفاق بخصوص اليوم التالي للحرب سيكون بضمانات مصرية وقطرية وأمريكية.
وأشار المصدر إلى أن مصر تأمل في أن تشمل ترتيبات اليوم التالي إنجاز تفاهم فلسطيني داخلي بين حماس والسلطة الفلسطينية لترتيب عمل اللجنة المكلفة بإدارة شؤون غزة، لافتًا إلى أن المباحثات في هذا الصدد وصلت لـ"مراحل متقدمة".
ويرى الخبير في الشأن الفلسطيني، جهاد حرب، أن "المقترح المصري بصيغته الجديدة قد يكتب له النجاح، ويأتي في إطار الاستفادة من اتفاق التهدئة الذي جرى التوصل إليه بين إسرائيل وحزب الله بوساطة وضمانات أمريكية وفرنسية".
وقال حرب، إن "الحل الأمثل لإنهاء الحرب في غزة يتمثل في التوصل لاتفاق جزئي وعلى مراحل بين طرفي القتال"، مشددًا على أن إسرائيل قد تبدي انفتاحًا أكبر تجاه ذلك، خاصة وأن الاتفاق يضمن لها حرية العمل العسكري بغزة.
وأشار إلى أن "حماس بدورها ستكون أكثر قبولًا لمثل هذه المساعي، خاصة بعد أن قبل حليفها حزب الله بذات الطريقة في التهدئة مع إسرائيل، علاوة على أنها لا تمتلك أي خيارات لوقف الحرب وخسرت الكثير من أوراق القوة".
وتابع قائلاً: "بتقديري سنشهد خلال الأسابيع المقبلة، الإعلان عن اتفاق مرحلي بين طرفي القتال، كما أنه سيكون بالتزامن مع عودة تدريجية للسلطة الفلسطينية لإدارة بعض الملفات في غزة، وهو الأمر الذي سيكون وفق الشروط الإسرائيلية".
وشدد على أن "نجاح المقترح الجديد في إنهاء القتال هو مدى قدرة الولايات المتحدة على ممارسة الضغوط على إسرائيل، ورغبة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في إنهاء الحرب، والإفراج عن الرهائن بالتزامن مع مراسم تنصيبه".
المصدر / ارم نيوز