دبلن /PNN / تقرير رودي كينان-
وصف الرئيس الإيرلندي مايكل دي هيغينز اتهامات الحكومة الإسرائيلية للشعب الإيرلندي بمعاداة السامية بأنها "افتراء عميق".
جاء تصريح الرئيس هيغينز ردًا على مزاعم إسرائيل بأن إيرلندا مذنبة بـ"خطاب معادٍ للسامية"، بالإضافة إلى قرار الحكومة الإسرائيلية إغلاق سفارتها في دبلن. وقد شهدت العلاقات بين الحكومتين توترًا متزايدًا خلال الأشهر الأخيرة، خصوصًا بعد أن اعترفت إيرلندا، إلى جانب إسبانيا والنرويج، رسميًا بدولة فلسطين في مايو 2024.
ومع ذلك، يبدو أن إعلان إيرلندا الأسبوع الماضي دعمها للقضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد نظام الفصل العنصري الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية كان السبب وراء رد الفعل الإسرائيلي الأخير. ففي 11 ديسمبر، أعلنت حكومة دبلن رسميًا انضمامها إلى قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا، مع طلبها من المحكمة "توسيع تفسير ما يشكل ارتكاب جريمة إبادة جماعية من قبل دولة".
وفي رده على الاتهامات الإسرائيلية الأخيرة، وصف الرئيس هيغينز هذه المزاعم بأنها "تشويه جسيم واتهامات باطلة".
وقال الرئيس: "إن اتهام شعب بمعاداة السامية لمجرد أنهم يختلفون مع رئيس الوزراء نتنياهو هو أمر خطير للغاية"، مضيفًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "ينتهك العديد من أحكام القانون الدولي ويسيء لسيادة ثلاث دول مجاورة".
وأكد الرئيس هيغينز أن إيرلندا "لن تحيد عن مبدأ دعمها للقانون الدولي".
جاءت تصريحات الرئيس خلال حفل أقيم في دبلن بمناسبة تعيين السفيرة الفلسطينية د. جيلان عبد المجيد. ووصف الرئيس الحدث بأنه "تاريخي"، مؤكدًا للسفيرة أن إيرلندا لن تتراجع عن دعمها للشعب الفلسطيني.
وقال الرئيس الايرلندي: "على مر السنين، أعتقد أن النفسية الإيرلندية تجعلنا نفهم كلمات مثل 'التجريد من الملكية' و'الاحتلال' وما إلى ذلك"، مشيرًا إلى التجربة التاريخية لإيرلندا مع الاستعمار الاستيطاني، وهي تجربة يتشاركها الشعب الفلسطيني.
وأضاف: "لهذا السبب نؤكد أهمية القانون الدولي، وخاصة فيما يتعلق بحقوق وواجبات المحتلين في الأراضي المحتلة".
من جانبها، أعربت د. عبد المجيد عن شرفها لتولي منصب سفيرة فلسطين، مشيرة إلى أن فلسطين وإيرلندا ترتبطان بعلاقات صداقة وتعاون وثيق.
وقالت السفيرة: "أغتنم هذه الفرصة لأعبر عن التقدير العميق من شعبنا وقيادتنا للموقف المشرف لإيرلندا وقيادتها في دعم الحقوق المشروعة لشعبنا في تقرير المصير وسعينا نحو الحرية والاستقلال"، قبل أن توجه شكرها للرئيس هيغينز باللغة الإيرلندية.