بيت لحم /PNN / قال بطريرك اللاتين في القدس ان اعياد الميلاد المجيدة تغيب عن بيت لحم للعام الثاني على التوالي موضحا ان هذه الاعياد اعياد جميلة ورائعة لكنها تغيب جراء الاوضاع في المنطقة.
وقال البطريرك بيير باتسبيلا في كلمة القاها على مستقبليه في ساحة المهد ان المسيحيون الذين يحتفلون بميلاد السيد المسيح يحتفلون بقدوم النور الينا وهذا النور هو نور يسوع السيد المسيح.
واكد البطريرك اننا نحب السيد المسيح وبدونه نحن لا شيء ومعه وبوجوده في قلوبنا نعمل كل شيء نريده موضحا ان وعدنا لعيد الميلاد القادم اننا سنعيد بناء انفسنا وارواحنا وعلاقاتنا من هنا في بيت لحم مشددا على ان من يملك الايمان يملك الحياة.
واكد اننا جميعا يجب ان نصلي جميعا من اجل انتهاء الدمار الذي شاهدناه في غزة ونشاهده في كل فلسطين كما اننا يجب ان نصلي حتى لا يدمر هذا الدمار حياتنا لاننا اقوى ويجب ان نبقى اقوى لاننا ننتمي للنور وليس للظلام داعيا الفلسطينيين للاحتفال داخل منازلهم من اجل اطفالهم معربا عن امله بان يرى اطول شجرة ميلاد في التاريخ في ساحة المهد مشددا على انه اذا لم يكن هناك انوار في ساحة المهد هذا العام فان الفلسطينيين الموجودين فيها هم نور هذه الارض.
وقال في كلمته انه لاحظ ابواب المحال التجارية مغلقة والمدينة حزينة متمنيا ان يكون هذا العيد هو الاخير الحزين وانا اقول لكل الحجاج والسياح الذين ينظرون الينا اليوم ان ياتوا لزيارة كنيسة المهد والمدينة لان رجال الدين واهالي المدينة لا يخافون موضحا ان السنة الماضية كانت من اصعب السنوات التي تمر داعيا اياهم ان يتحلوا بالشجاعة والقدوم لاننا لن نسمح للحروب ان تلغي حياتنا و وجودنا.
وحول الوضع في غزة قال البطريرك انه ينقل تحيات وصلوات المواطنين من اخوتنا في غزة مضيفا انه قدم من غزة بالامس بعد ان شاهد كل شيء فيها مدمر والوضع فيها كارثي في ظل حالة فقر كبيرة وبالرغم من ذلك لم بستسلموا داعيا اياهم الى عدم الاستسلام ايضا.
كما قام غبطة البطريرك بتقبيل الكوفية الفلسطينية كنوع من التقدير والاحترام وحيا الفتاة الفلسطينية التي حاولت تقليده هذه الكوفية حيث تعتبر الكوفية رمزا دينيا و وطنيا فلسطينيا حيث تمثل هذه الكوفية في الدين المسيحي شبكة الصيد التي ذكرت في الانجيل وضمن تعاليم السيد المسيح لاتباعه بضرورة العمل والاجتهاد.
كما ان الكوفية تعتبر الى جانب اهميتها الدينية رمزا وطنيا فلسطينيا يعكس تاريخ وجذور الوجود المسيحي في هذه الارض.
وكان البطريرك قد وصل الى ساحة المهد بعد ان تقدمته الفرق الكشفية دون ان تعزف اي من الموسيقى تعبيرا عن تضامن بيت لحم مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب ابادة اسرائيلية منذ اكثر من اربعة عشر شهرا ورفع افراد الكشافة صورة كبيرة للمصورة الفلسطينية صابرينا مكركر والتي جسدت صورة معاناة غزة بمعاناة طفل فلسطيني جراء الحرب الاسرائيلية على غزة.
واكدت المكركر ان الصورة التي تم حملها تمثل صرخة من قلب بيت لحم، مدينة الميلاد التي شهدت معجزة السلام والمحبة، ولكنها اليوم تئن تحت وطأة الاحتلال والظلم. هذه الصورة تحمل رسالة من أرض القداسة إلى العالم، رسالة احتجاج على ما لحق بها من تدنيس على يد محتل لا يبالي بالقوانين الدولية أو الإنسانية أو الدينية.
واكدت المصورة مكركر انها صرخة تتعالى في وجه المجازر التي تُرتكب بحق أهلنا في غزة، حيث يستمر الإبادة وتستمر معاناة الشعب الفلسطيني في كل مكان. مع مرور عامين على عيد الميلاد في بيت لحم دون احتفالات، فإن الفرحة غابت بسبب الألم الذي يعيشه أبناء شعبنا في ظل القهر الذي لا يتوقف.
كما اكدت ان هذه الصورة تحمل الأمل في الفن كأداة للمقاومة، رغم كل محاولات القمع. فنحن نستخدم هذا الأمل الأخير لنقول للعالم: "قفوا معنا، ناضلوا من أجل وقف المجازر في غزة، وكونوا شهودًا على صمود شعب لا يُقهر في أرض لا تزال تسعى إلى الحرية."