الداخل المحتل / PNN - في فعالية نُظمت يوم الثلاثاء الماضي، سعى عشرات الناشطين من اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى الترويج لفكرة الاستيطان في الجنوب اللبناني من خلال جولات ميدانية بالقرب من الحدود مع لبنان، تدعو إلى توسيع منطقة الجليل إلى جنوب لبنان باعتبارها جزء من "أرض إسرائيل"، كما يزعمون.
شارك في الفعالية العشرات من الناشطين والمستوطنين، الذين ينتمون إلى حركة "عوري شمال" (استيقظ أيها الشمال)، حيث تجمعوا في موقع بالقرب من كيبوتس "أدميت" الحدودي مع لبنان، وبدأوا جولتهم التي تمحورت حول تعزيز الفكرة الاستيطانية في الجنوب اللبناني، وحاولوا خلالها التسلل إلى الجنوب اللبناني.
وفي موقعها على الإنترنت، كشفت حركة "عوري شمال" عن أهدافها ورؤيتها بأن "أرض إسرائيل لا تتوقف عن كونها أرض إسرائيل حتى لو قررت الدولة التخلي عن هذا المفهوم. الأرض تطاردنا بقدر ما نحاول الهروب منها. هذا هو ما يحدث في غزة، وهذا هو الحال في لبنان".
كان الاسم الرسمي الذي أُطلق على الفعالية هو "قدامى المحاربين في ‘حوماه ومغدال‘ (السور والبرج) يمررون الشعلة إلى مستوطني منطقة لبنان المتجددة"، و"حوماه ومغدال" هو شعار الحملة الاستيطانية التي أطلقتها الحركة الصهوينية في أرض فلسطيني بين عامي 1936 و1939.
وأثناء الفعالية، عبّر أحد الناشطين عن قناعاته بأن جنوب لبنان "جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل"، معتبرا أن "أمن الدولة يتطلب التواجد العسكري في جنوب لبنان، وهو ما يستدعي إقامة مستوطنات دائمة هناك"، وقال إن تجربته الشخصية في الحرب الأخيرة على لبنان "جعلته يشعر بأن هذا التواجد كان ضروريًا لضمان الأمن".
وشمل الحضور العشرات من المستوطنين في الضفة الغربية وآخرين من مناطق مختلفة في إسرائيل، بينهم عائلات وأطفال، حيث شددوا على أنهم ينظرون إلى الجنوب اللبناني كـ"فرصة لتوسيع الاستيطان"، ونقلت "هآرتس" عن أحد المشاركين قوله إن "كل ما نعرفه الآن هو ما كنا نعرفه قبل الحرب، هذه أرضنا ونحن لا نحتاج للاعتذار عن ذلك". وشدد على أنه بالرغم من دوافعهم الأمنية، إلا أن الهدف الرئيسي هو "التمسك بالأرض"، على حد تعبيره.
وفي أثناء الجولة، تجول المشاركون في محيط بلدة عرب العرامشة الملتصقة بالحدود مع جنوبي لبنان حيث عبروا عن تطلعاتهم إلى "العودة إلى المنطقة من خلال بناء مستوطنات جديدة"؛ ووفقا للتصريحات التي نقلتها صحيفة "هآرتس" عن المشاركين، فإن الفعالية تهدف إلى "تعزيز السيطرة الإسرائيلية على المنطقة"، فيما لا يعتزم المستوطنون "التراجع عن مخططاتهم".
وقالت ناشطة في "عوري شمال" إن هذه الفعالية تُنظم "لتكريم ذكرى شقيقها الذي قُتل في غزة"، مشيرة إلى أن هذا النشاط هو جزء من تقوية الروابط بين إسرائيل والمناطق الحدودية جنوبي لبنان. واعتبرت أن هناك "مهمة تاريخية" تتعلق بفرض "أمن إسرائيل في الجنوب اللبناني".
ورغم الطقس العاصف، وفقا لتقرير الصحيفة، أصر المشاركون على إتمام جولتهم، التي تخللتها "عدة محطات تعليمية، بهدف نشر الرسالة الاستيطانية"؛ وتضمنت الفعالية، التي ربطت بين الأنشطة الاستيطانية والموروث التاريخي، دعوات لتعزيز التواجد اليهودي في المنطقة وتوسيع المستوطنات والبلدات في الجليل لتشمل كذلك المنطقة الحدودية في الجنوب اللبناني.
وأطلق المشاركون شعارات مثل "لبنان لنا" في محاولة لتعزيز الفكرة الاستيطانية في هذه المنطقة، وشدد المشاركون على التوسع في الجنوب اللبناني، مع التشديد المستمر على أن التواجد هناك ليس فقط بسبب الأمن، بل لأن الأرض، وفقا لاعتباراتهم، هي "أرضهم" من "الناحية التاريخية"، فيما يعكس رؤية اليمين المتطرف في إسرائيل.