بيت لحم -PNN- أعلن د. فوزي إسماعيل، مدير مهرجان الأرض السينمائي، أن الدورة الـ21 للمهرجان ستنطلق يوم الثلاثاء المقبل، الموافق 25 فبراير 2025، في جزيرة سردينيا الإيطالية، مؤكدًا أن المهرجان يتميز بخصوصيته كونه منصة للسينما الوثائقية الفلسطينية التي تُعرض في بلد أوروبي، ما يمنحه تأثيرًا واسعًا على الرأي العام الدولي.
وفي حديث خاص لـPNN، أوضح إسماعيل أن المهرجان، الذي بدأ العمل عليه منذ عام 2002، يهدف إلى توثيق ما يحدث في فلسطين من مجازر وحرب إبادة، حيث استضاف خلال العشرين عامًا الماضية مئات الأفلام لمخرجين فلسطينيين وأجانب تتناول القضية الفلسطينية.
ويشارك في تحكيم هذه الدورة نخبة من الأسماء البارزة في مجال السينما والتاريخ، وهم:نورمصالحة – بروفيسور في التاريخ، سليم أبو جبل – مخرج وناقد سينمائي، لينا بوخاري – مديرة قسم السينما في وزارة الثقافة الفلسطينية، ليندا بغانيلي– مخرجة، أنتونيو ديانا – مخرج سينمائي، كما يحلّ ضيفان بارزان على المهرجان، هما المخرجة مونيكا ماورير، والكاتب والشاعر الكبير إبراهيم نصر الله, والبرفسور وسيم دهمش.
وأضاف: “نجحنا في خلق نافذة بصرية عبر الصوت والصورة، تمكّنت من إحداث نقلة نوعية في وعي الجمهور الأوروبي، الذي كان متأثرًا بالرواية الصهيونية”.
وأكد إسماعيل أن أهمية تنظيم المهرجان في هذا التوقيت تكمن في دوره بمواجهة الإبادة الجماعية في فلسطين، من خلال توثيق المجازر ورواية الحقيقة الفلسطينية بصوت أهلها، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين اليوم لم يعودوا يعتمدون على أطراف أخرى لنقل معاناتهم، بل أصبحوا هم من يوثقون جرائم الاحتلال بالصوت والصورة، كما يحدث في غزة حاليًا.
وحول تأثير عرض الأفلام الفلسطينية على منصات أوروبية، شدد إسماعيل على أن حجم التضامن الشعبي والجماهيري مع القضية الفلسطينية في تزايد، رغم دعم بعض الحكومات الغربية للاحتلال. وقال: “هناك نافذة حقيقية، فالشعوب الأوروبية متضامنة مع فلسطين، رغم السياسات الرسمية المنحازة للاحتلال”.
أما عن التصميم البصري للمهرجان لهذا العام، فقد تم اختيار شجرة الزيتون كرمز للدورة الـ21، لما تمثله من تجذر وصمود في الأرض. وأوضح إسماعيل أن التصميم يعكس صورة أيادٍ تتصافح وتتعاقد، في إشارة إلى الحاجة الملحة لتحقيق الوحدة الوطنية، مؤكدًا أن النضال والمقاومة هما السبيل نحو فجر الحرية للشعب الفلسطيني
من خلال فقرة "سا تيرا"، يستعرض المهرجان الإنتاجات السينمائية حول سردينيا، حيث تتشابك نضالات الجزيرة مع نضالات شعوب أخرى عبر البحر الأبيض المتوسط. سردينيا، التي تواجه بدورها الاستغلال والمضاربات المفروضة من الأعلى، تستعيد هويتها وتراثها الثقافي، في تقاطع مع القضايا الفلسطينية والعربية.
في ظل الإبادة الجماعية، والتدمير الممنهج، والاستهداف المستمر للمدنيين والصحفيين، يؤكد مهرجان الأرض السينمائي على أهمية السينما كأداة للمقاومة والتوثيق، وفضح الجرائم، ونقل الذاكرة للأجيال القادمة. المهرجان ليس مجرد حدث ثقافي، بل هو مساحة للحوار والمشاركة والوعي، حيث يلتقي صناع الأفلام والجمهور للدفاع عن الحق، والوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ.