رام الله /PNN/ تعاني بلدة الجيب الواقعة شمال غرب القدس من ضعف في البنية التحتية، حيث تحتاج إلى تطوير وتأهيل شوارعها، وشق طرق جديدة، وتحسين الخدمات الصحية، بما يضمن حياة كريمة لسكانها.
وفي ظل هذه التحديات، يثار تساؤل حول دور المجلس البلدي في النهوض بالبلدة، والعقبات التي تعترض تنفيذ مشاريع البنية التحتية. ولمناقشة هذه القضايا، استضاف برنامج "ساعة رمل"، الذي تبثه شبكة وطن الإعلامية ويعده ويقدمه الإعلامي نزار حبش، رئيس بلدية الجيب، الأستاذ سامر عبد ربه، حيث تناولت الحلقة أبرز المشكلات اليومية التي تواجه المجلس، والخطط المستقبلية لتطوير البلدة وتحسين الخدمات المقدمة لسكانها.
وأكد رئيس بلدية الجيب سامر عبد ربه، أن المجلس البلدي يعمل وفق خطة تطوير شاملة تمتد لأربع سنوات، وتركز بشكل أساسي على تحسين البنية التحتية، خاصة في مجالات الصرف الصحي، المياه، الطرق، والخدمات العامة، رغم العقبات المالية والإدارية والتعقيدات المرتبطة بالتصاريح اللازمة.
وأوضح عبد ربه أن شبكة الصرف الصحي في الجيب مكتملة بنسبة 85-90%، مشيرًا إلى أن البلدية وضعت خطة لإنجاز الجزء المتبقي، معربًا عن أمله في إنهاء المشروع بحلول أغسطس 2025.
أما بخصوص شبكة المياه، فقد أوضح أنها حديثة أنها مكتملة بنسبة 90%، باستثناء حي الخلايلة، الذي يعاني من عزل تام بسبب الحاجز العسكري والجدار، ما يستدعي تنسيقًا مع الارتباط الفلسطيني، وهو ما لم توافق عليه سلطات الاحتلال حتى الآن.
وحول الفاقد المائي، أشار إلى أن النسبة تتراوح بين 30-35%، بسبب السرقات والتسريبات، مضيفًا أن البلدية عملت على تحسين شبكة المياه عبر فصل الحارات وتركيب عدادات جديدة لحصر الفاقد وتحديد أماكن الخلل .
وأضاف أن البلدية تعمل على ضبط الشبكة عبر عدادات ذكية وتقسيم الأحياء لضبط استهلاك المياه، مشيرا أن البلدية تدرس اللجوء إلى القضاء لمحاسبة المتسببين في الفاقد غير القانوني.
وأكد أن استمرار هذه السرقات يرهق ميزانية البلدية ويؤثر على قدرة المجلس في تقديم الخدمات بالشكل المطلوب.
الأزمة المالية والديون
وعن الوضع المالي، كشف رئيس البلدية أن الديون المتراكمة عند استلام المجلس بلغت ما يقارب 8.3 مليون شيكل، وتم خفضها إلى ما يقارب 7.5 مليون شيكل من خلال جدولة الدفعات الشهرية، لكنه أكد أن الأزمة المالية لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا، لا سيما مع ارتفاع تكلفة الخدمات وتراجع الالتزام بدفع المستحقات.
الخدمات الصحية والتعليمية والتطويرية
وفيما يتعلق بالخدمات الصحية، أكد عبد ربه أن البلدية طالبت بفتح مركز صحي يعمل على مدار 24 ساعة، لكن وزارة الصحة لم تمنح أي وعود بذلك، بسبب وجود مركز مشابه في بير نبالا، إلا أنه تم الحصول على وعد بتحسين الخدمات الصحية وزيادة عدد الأطباء بعد عيد الفطر.
على الصعيد التنموي، كشف عبد ربه عن مشروع لإنشاء حديقة أثرية ومنتزه بتمويل خارجي، بالإضافة إلى مشاريع لترميم الشوارع الرئيسية والمواقع الأثرية، مشيرًا إلى أن الاحتلال عرقل بعض مشاريع الطرق، وصادر المعدات بعد تنفيذ جزء منها، مما اضطر البلدية للتنسيق مع الارتباط الفلسطيني لمحاولة استكمال المشاريع البديلة.
إرث تاريخي وسياحي مهمل
أكد عبد ربه أن بلدة الجيب تمتلك مواقع أثرية وتاريخية قديمة، يعود بعضها لما قبل أريحا، لكن هناك تقصيرًا حكوميًا في دعم السياحة الداخلية وخصوصا من وزارة السياحة والآثار، مشيرًا إلى أن البلدية طالبت وزارة السياحة والآثار بوضع البلدة ضمن أولويات المرحلة القادمة.
رسالة للحكومة والمجتمع
وختم عبد ربه حديثه بتوجيه رسالة إلى الحكومة الفلسطينية، مؤكدًا أن الجيب بحاجة إلى مزيد من الاهتمام في مجالات البنية التحتية والخدمات، داعيًا إلى توفير التمويل اللازم للمشاريع الحيوية. كما أشاد بدور الأهالي والمغتربين في دعم البلدية من خلال التبرعات، مؤكدًا أن الجيب تستحق المزيد من الجهود والتطوير، رغم العقبات والتحديات المفروضة عليها.
