الشريط الاخباري

منار شعبان : سيدة القرع التي استطاعت خلق مزرعة ومصنع من زراعة القرع في جنين وشكلت قصة نجاح شاهد PNN فيديو

نشر بتاريخ: 30-04-2025 | برامجنا التلفزيونية , أقتصاد , قصص "قريب"
News Main Image

جنين / PNN/ يارا منصور - في مزرعتها "بيت القرعيات" على تل مرج ابن عامر، في بلدة الجلمة بجنين، شمال الضفة الغربية اسست منار شعبان مزرعتها لزراعة ثمار القرع، الذي تزرع منه العديد من الاصناف.

لم تتوقف منار عند مرزعة بيت القرعيات بل عملت بكل جد وجهد لتطوير فكرة المزرعة وتحويلها مكان استجمام زراعي يقوم الزوار فيه بقطف الثمار وشراءها مباشرة منها هذا الى جانب تاسيس مصنع لتصنيع منتجات القرع من مربى وغيرها حتى لا تتعرض هي ومن معها لاستغلال التجار في الاسواق كما قامت بتطوير الاداء وصولا للاعتماد على الذات في ادارة المزرعة والمصنع وصولا للبحث عن الادوات البديلة للحفاظ على زراعة نظيفة بدون اي استخدام للمبيدات الحشرية والاسمدة الكيميائية لمنع أرتفاع ملوحة التربة واصابتها أتمراض كثيرة بسبب استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية.

الجلمة اراضي زراعية دفعتني للتفكير بتطوير المزرعة 

انتقلت المزارعة شعبان إلى بيتها في قرية الجملة منذ أربع سنوات، ولأنها مولعة بالزراعة خصصت جزءًا من حديقة منزلها لزراعة اليقطين (من فصيلة القرعيات) داخل بيوت بلاستيكية بطريقة آمنة، ودون استخدم أي مبيدات حشرية. 

تقول منار شعبان في حديث مع شبكة PNN  ان مزرعتها الان مقامة على 140 دنم مقام عليها بيوت بلاستيكية مهددة بالهدم الأراضي موضحة ان  الاراضي الزراعية اذا لم يتم المحافظة فانه ستصبح خرابا لاكثر من سبب.

وتضيف شعبان: "في العام 2010 كنت أعمل في تصنيع وبيع مربى القرع، ولكن توقف المشروع بسبب مشكلة مع شركة التسويق، حينها فكرت في العودة لزراعة وتأسيس مشروعي الخاص". 

وتحصل شعبان على دعم كبير من أسرتها التي تساعدها في المزرعة، فيقوم زوجها بالحراثة والتسميد والري، وتقوم هي بالمتابعة والقطف، ويساعدها بذلك أولادها، وتدعمها أيضًا وزارة الزراعة والعديد من المؤسسات التي تشجع على الزراعة الآمنة وتعزيز اقتصاد النساء.

كما تشارك نحو 40 سيدة بالمشروع، يزرعن أنواعًا مختلفة من الخضار، مثل الورقيات، والخيار الربيعي، والبندورة، والفاصولياء، واليقطين، وغيرها. 

سعي لتطوير الزراعة بانواع جديدة من القرع

وتضيف: "ولكي أتميز بدأت في البحث عن أنواع جديدة من القرع، وجمعت العديد من البذور حتى أصبح لدي تسعة أصناف مختلفة من القرع". ومنحت أزمة جائحة كورونا شعبان فرصة لانتشار مشروع "بيت القرعيات" بين الفلسطينيين الهاربين من ضغط الحظر المنزلي إلى الريف، والذين يخرجون أيضًا في مسار بيئي حول تل مرج ابن عامر، لينهوا تجوالهم بوجبة غداء مختومة بحلوى القرع. 

وتضح ان اساس فكرة المشروع الحالي هو شعورنا ان هناك حلقة مفقودة ما بين المزارع والتاجر  ولهذا أسست هذا المكان وطورته الى ان وصلت لمقدرتها على مساعدة  14 سيدة في تسويق مُنتجاتهن.

الحصول على تدريبات

ولضمان نجاح مشروعها توجهت منار ومن معها من النساء  الى المؤسسات التي تدعم المشاريع النسوية أو تُثقف وتعمل دورات بمجالات الاقتصاد المنزلي والزراعة النظيفة و الصديقة للبيئة مؤكدة انها تعمل الان وفق اسس علمية ودون ارتجال او عدم علم بما تقوم به وهو ما ساعدها ويساعدها على النجاح.

تطوير المنتجات 

وتلفت شعبان إلى أن "بيت القرعيات" ليس مجرد أرض زراعية، بل هو مشروع يُتاح فيه بيع المنتجات الزراعية من قرع وخضراوات أخرى، وكذلك منتجات غذائية طبيعية تصنعها نساء القرية كالفريكة، والبرغل، والقزحة، والجبنة، واللبنة. 

وتوضح شعبان انها تنتج العديد من المنتجات الزراعية التقليدية من القرع لكنها طورت افكار لمنتجات جديدة مثل القرع المفرز الذي يدخل في إعداد الشوربات مثل العدس وننتج القرع المجفف وننتج القرع حلاوة “مُربى القرع ”يكون على شكل قطع وهناك نوع أخر يُهرس. 

السعي لسماد طبيعي من اجل منتجات عضوية خالية من الكيماويات

وتؤكد شعبان أن جميع منتجاتها الزراعية عضوية خالية من الكيماويات والأصباغ، كما أن جميع المزارعات المشاركات في المشروع حاصلات على شهادات خلو من السُميّة "سمية صفر" من مختبرات جامعة بيرزيت. 

واضافت :"عرفنا أن هناك جهاز يعمل على تصنيع سماد وغاز طيعي والفرصة الكبيرة أنه كان بمقدورنا أن نعمل هذا المشروع من مخلفات المزرعة نفسها ومن مخلفات المنزل نفسه موضحة ان هذا الجهاز يعمل على مخلفات المطبخ هذه قشور القرع وقشور البطاطا نضعها هُنا داخل الجهاز ويتم تحويلها.

وضعت الجهاز بجانب المطبخ واستغليت مخلفات المطبخ بالإضافة لمخلفات المزرعة وتوفر لدي سماد طبيعي أنتج تقريبا كل ثلاث أيام جالون 20 لتر  وفي المقابل انتج كل ثلاث أيام غاز  4 ساعات متواصلة للغاز الطبيعي.

حلويات القرعيات جيلاتي وزلابية 

نجاح سيدة "بيت القرعيات" يجعله اليوم واحدًا من عديد المناطق الريفية التي تستقبل يوميًّا عددًا كبيرًا من العائلات والمجموعات المولعة بالطبيعة، إذ تقوم سبع نسوة بتحضير الطعام لهم يوميًّا بين أحضان الشجر، بالإضافة إلى بيع منتجات 19 سيدة داخل مزرعتها. 

وتتميز شعبان بصناعة ثلاثة أصناف من حلوى القرى التي تعلمتها من والدتها، إذ تقدم مربى القرع، وهريس القرع، والقرع المجفف الذي يطلق عليه محليًّا "جيلاتي"، بالإضافة إلى كوكتيل القرع، إذ تمزج بين الشمندر والقرع بلا سكر. 

وتقول: إن هذا المشروب مفيد لتقوية جهاز المناعة، وتقدمه لمرضى السرطان مجانًا. كما تقدم في مزرعتها الحلويات الفلسطينية التقليدية، كالزلابية القرعية التي تشتهر بها مدينة نابلس، وهي عبارة عن عجينة مقلية ومحشوة بهريسة القرع والمكسرات. 

وفي "بيت القرعيات" تُشاهد أحجام ضخمة من القرع، وبألوان مختلفة ما بين الأخضر، والأصفر، والبرتقالي، وحتى الأسود المميز، ولجمال المكان بات يستخدم كموقع تصوير المواليد الجدد. 

نقاط تسويق معتمدة 

وبالنسبة لتسويق منتجاتها تقول شعبان انها استطاعت ايجاد نقاط بيع في رام الله بمحلات بي موارس وفي جنين بــمحلات  وي كان وفي طوباس في بيت المونة وهي نقاط ثابتة يتم بيع منتجاتها فيها بشكل دائم بالاضافة لان هناك محل بشفى عمرو داخل الخط الخضر يأخذ منتجات من منتجاتها.

واضافت انها اسست صفحة على الفيس بوك اسمها بيت القرعيات وعلى الانستغرام ايضا وتعمل بنقاط بيع بمشاركت صبايا خريجات من الجامعات بتخصص التسويق حيث توفر لهن فرص لمساعدتهن بحيث تعطيهن منتجات برسم البيع بحيث تقوم بمحاسبتهن فقط على ما ينجحن ببيعه موضحة ان وضعها التجاري افضل بكثير من التعامل مع التجار الكبار.

شهادة جودة 

وتشير إلى أن حصول "بيت القرعيات" على العديد من الشهادات كضبط الجودة، والتسويق، والزراعة الآمنة، والتصنيع الغذائي، الأمر الذي أهلها لافتتاح مدرستها الحقلية لتدريب 16 سيدة على طرق الزراعة الحديثة دون كيماويات، والتي طبقتها على مزرعتها بإشراف مهندسين زراعيين.

وتختم حديثها موجهة رسالة لكل سيدة فلسطينية: "الفلسطينية تستطيع أن تصنع نجاحها بشتى الطرق وتدعمه، عليكِ أن تعملي بما لا تحبين حتى تجدين ما تحبين وتبعدين فيه، فالعمل ليس بالأمر الذي نخجل منه".

تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.


 

شارك هذا الخبر!