واشنطن /PNN / أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التوصّل إلى اتفاق بين إسرائيل وإيران يقضي بوقف شامل وكامل لإطلاق النار، يبدأ بعد نحو ست ساعات، ويستمر على مدار 24 ساعة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمهّد لإنهاء ما وصفه بـ"حرب الأيام الـ12". فيما نفت مصادر سياسية واعلامية ايرانية هذه الاخبار التي اطلقها الرئيس الامريكي في بداية الامر لكن سرعان ما اعلنت مصادر في طهران عند الثانية فجرا عن موافقتها على مقترحات ترامب بوساطة قطرية.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني كبير قوله ان طهران توافق على وقف إطلاق النار مع إسرائيل بوساطة قطرية واقتراح أمريكي.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد قال إن إيران ردّت رسميًا على "قصفنا الكاسح لمنشآتها النووية" بردّ وصفه بـ"الضعيف جدًا" استهدف قاعدة العديد الأميركيو في قطر، مشيرا إلى أن واشنطن كانت تتوقّع هذا الرد وتمكنت من التصدي له "بفاعلية كبيرة".
وأضاف ترامب، في منشور على منصة "تروث سوشيال"، مساء الإثنين، أن "14 صاروخًا أُطلقوا – تم إسقاط 13 منها، وواحد تُرك ليواصل مساره لأنه لم يكن متجهًا نحو هدف خطر"، على حدّ وصفه؛ فيما أعلن الجانب القطري إسقاط 18 من أصل 19 صاروخا.
وتابع ترامب "يسرني أن أبلغ أنه لم يُصب أي أميركي، ولم يُسجّل سوى ضرر طفيف للغاية"، مضيفًا أن "الأهم هو أنهم أفرغوا ما في جعبتهم، ونأمل ألّا يكون هناك المزيد من الكراهية". وشكر ترامب إيران على ما قال إنه "إنذار مبكر ساعد على تجنّب وقوع إصابات أو قتلى".
وختم بالقول: "ربما تتمكّن إيران الآن من التوجّه نحو السلام والوئام في المنطقة، وسأشجّع إسرائيل بحماس على أن تفعل الشيء نفسه". وفي منشور آخر على منصته، قال ترامب إنه "يود أن يشكر أمير قطر على كل ما قام به من أجل السعي لتحقيق السلام في المنطقة".
وفي تعقيبه على الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد، ردا على الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، فجر الأحد، أضاف ترامب: "يسرني أن أبلغكم بأنه، إلى جانب عدم مقتل أو إصابة أي أميركي، فإنه من المهم كذلك أنه لم يُقتل أو يُصب أي قطري".
وختم ترامب سلسلة منشوراته بهذا الشأن بالقول: "تهانينا للعالم، حان وقت السلام!".
وعلى صلة، أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي، مساء الإثنين، بأن الرئيس الأميركي لا يعتزم الرد على الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد الجوية في قطر، بل أوضح أن هدفه الآن هو إنهاء الحرب.
ونقل الموقع عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن ترامب سيبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، برغبته في وقف التصعيد، قائلاً: "نريد صفقة ولا نريد أي حرب إضافية".
وفي حين أكدت الدوحة أن "الدفاعات الجوية القطرية نجحت في اعتراض هجمة صاروخية استهدفت قاعدة العديد"، أعرب المتحدث باسم الخارجية، ماجد الأنصاري، عن "إدانة دولة قطر الشديدة للهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني".
وشدّد على أن الدوحة تعتبر الهجوم "انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي"، وتحتفظ "بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر".
وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إطلاق إيران للصواريخ، وأن الهجوم لم يسفر عن ضحايا. وقال المصدر "يمكنني التأكيد بأن قاعدة العديد الجوية تعرضت إلى هجوم بصواريخ بالستية قصيرة ومتوسطة المدى مصدرها إيران".
ولقي الهجوم تنديدا خليجيا واسعا. واعتبرت الخارجية السعودية أن أن "العدوان" الإيراني على قطر "لا يمكن تبريره"، في حين دانت الإمارات "بأشد العبارات" الهجوم. من جهتها، حذّرت فرنسا من "اشتعال الوضع" في المنطقة بعد الهجوم.
وكان ترامب قد شدد مساء الإثنين، في منشور رابع على منصة "تروث سوشيال"، إن "المواقع التي استهدفناها في إيران دُمّرت بالكامل، والجميع يعرف ذلك"، مهاجمًا ما وصفه بـ"وسائل الإعلام الكاذبة" التي تحاول التشكيك في نتائج الضربة.
وأضاف: "حتى هذه الوسائل نفسها تقول إن المواقع 'دُمّرت إلى حدّ كبير'، رغم محاولتها المستمرة التقليل من حجم الضربة". واتّهم ترامب عددًا من الشخصيات والمؤسسات الإعلامية بالتحريض ونشر الأكاذيب، واصفًا إياهم بـ"الخاسرين".
ونفذت إسرائيل هجمات استهدفت مقرات قيادة عسكرية تابعة للحرس الثوري ومقر باسيج وسجنا يقبع فيه معارضين إيرانيين ومواقع لإنتاج وتخزين الصواريخ والرادارات في العاصمة طهران، بالإضافة إلى مهاجمة طرق مؤدية إلى منشأة فوردو النووية بهدف تعطيلها.
في المقابل، أطلقت 5 دفعات صاروخية متتالية من إيران نحو أهداف إسرائيلية، وسقطت صواريخ منها بالإضافة إلى شظايا صاروخية بعدة مناطق، وأصاب أحدها موقعا بالقرب من منشأة إستراتيجية لشركة الكهرباء جنوبي البلاد، ما أدى إلى انقطاع جزئي بالتيار الكهربائي.
على الصعيد الدبلوماسي، تتسارع التحركات الإقليمية والدولية في محاولة لاحتواء التصعيد ومنع الانزلاق نحو حرب شاملة. وأجرت عدة دول في المنطقة، من بينها السعودية، اتصالات مكثفة مع قوى دولية وإقليمية لحث جميع الأطراف على ضبط النفس. كما تحركت قوى غربية في محاولة للضغط على طهران لعدم تنفيذ رد واسع على الضربات الأميركية.