واشنطن -PNN- أفادت تقارير عبرية بأن طائرات أميركية ساعدت طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي طوال فترة عدوانه على إيران. وتحدثت عن ثلاثة شروط تضعها واشنطن وتل أبيب أمام طهران، منها تسليم اليورانيوم المخصب الذي لم يدمّر وتقييد إنتاج الصواريخ الباليستية. وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، اليوم الخميس، أنه بعد يومين من سريان وقف إطلاق النار، أصبح من الممكن النشر، أن جزءاً من طائرات التزوّد بالوقود الأميركية التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى المنطقة خلال العملية العسكرية، ساعد سلاح الجو الإسرائيلي في عمليات التزوّد بالوقود.
ووفق الصحيفة تم ذلك لتخفيف الضغط الكبير الواقع على منظومة التزود بالوقود الإسرائيلية الصغيرة والقديمة. وخلال العملية، أُجريت مئات عمليات التزود بالوقود لمقاتلات سلاح الجو المتوجهة إلى إيران.
بدوره، قال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو إن الجيش الفرنسي شارك في جهود لاعتراض طائرات مسيّرة إيرانية كانت تستهدف إسرائيل قبل وقف إطلاق النار هذا الأسبوع. وأضاف خلال مناقشة برلمانية في وقت متأخر من أمس الأربعاء حول الوضع في الشرق الأوسط وفق ما أوردته وكالة "رويترز": "يمكنني أن أؤكد أن الجيش الفرنسي اعترض أقل من 10 طائرات مسيّرة في الأيام القليلة الماضية خلال العمليات العسكرية المختلفة التي نفذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد إسرائيل، سواء بواسطة أنظمة أرض-جو أو مقاتلاتنا من طراز رافال".
وتعتزم الولايات المتحدة، وفق تقرير آخر لصحيفة "يسرائيل هيوم"، طرح ثلاثة شروط أساسية أمام إيران من أجل التوصّل إلى اتفاق مستقبلي: حظر تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية، وتسليم جميع المواد المُخصّبة بدرجة عالية التي راكمتها إيران، وفرض قيود على إنتاج الصواريخ مستقبلاً.
وزعمت الصحيفة الإسرائيلية، أن هذه الشروط، تبيّن أن ليس كل المواد المُخصّبة لدى إيران قد دُمّرت خلال الهجمات التي نفذتها إسرائيل والولايات المتحدة، فيما كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد أفادت قبل العدوان بامتلاك إيران 408.60 كيلوغرامات من اليورانيوم المُخصّب بنسبة 60%، ما يتيح لها تصنيع أكثر من عشر قنابل نووية بعد مزيد من التخصيب إلى درجة 90% (المستوى العسكري).
وافترضت الصحيفة أن الولايات المتحدة وإسرائيل، تتخوّفان في حال كانت إيران لا تزال تحتفظ بجزء كبير من تلك الكمية، بأن تحاول استخدامها سراً لاختراق العتبة النووية أو لصناعة "قنبلة قذرة"، مضيفة أن هذا الموضوع يتصدر أجندة أجهزة الاستخبارات، التي بات عليها الآن القيام بمراقبة دقيقة للتأكّد من أن إيران لا تقترب من امتلاك قدرة نووية.
ويبدو أن الشرط الأميركي، وفق ذات الصحيفة، ينطوي أيضاً على تهديد ضمني: إذا لم تسلّم إيران المواد المُخصّبة التي راكمتها، فقد تجد نفسها تحت هجوم جديد. ويُستشف هذا التهديد أيضاً من الإنجاز الاستراتيجي المضاعف الذي تحقق خلال الحملة العسكرية، أي الضربة القاسية التي وجهتها إسرائيل لإيران، وإمكانية أن تُترجم لاحقاً إلى زعزعة نظام الحكم في طهران، إلى جانب الهجوم الأميركي الذي ينطوي على التزام واضح بعدم السماح لإيران بالتقدم مجدداً نحو السلاح النووي. وتم طرح هذه الشروط أيضاً خلال المفاوضات التي جرت بين الجانبين قبل العدوان الذي انطلق في 13 يونيو/ حزيران، وآنذاك رفضت إيران الاستجابة لها وأصرت على حقها في مواصلة تخصيب اليورانيوم.
في سياق متصل، أعلنت اللجنة الإسرائيلية للطاقة الذرية أمس، أن "الغارات الأميركية على منشآت إيران النووية، إلى جانب الهجمات الإسرائيلية على عناصر أخرى في برنامج إيران النووي العسكري، قد أعادت قدرة إيران على تطوير سلاح نووي عدة سنوات إلى الوراء". كما ترى إسرائيل أن اغتيال العلماء، سيُصعّب كثيراً على إيران التقدّم في السنوات القادمة. واغتالت إسرائيل خلال العدوان 11 من كبار علماء البرنامج النووي الإيراني على الأقل.