جنين / PNN / تقرير يارا منصور - مع مواصلة جيش الاحتلال لجرائمه في مخيم جنين يقف الشاب علاء الشريف وهو ينظر نحو منزلٍ له لم يعد له وجود بعد ان جرّفه الاحتلال بالكامل، كأنه لم يكن، لتبقى الذكريات تصرخ في رأسه بصمت. منزله واحدٌ من عشرات البيوت التي دُمّرت كليًا أو جزئيًا منذ أكثر من نصف عام. لكن ما لا تُظهره الصورة، هو المصير المجهول الذي ينتظره، ومعه آلاف النازحين.
قصة علاء هي ذاتها قصة مئات المواطنين من اصحاب البيوت التي اجبروا على النزوح منها بعد اطلاق جيش الاحتلال عملياته العسكرية العدوانية على مخيم جنين المستمرة منذ عدة اشهر التي وصلت حد ارتكاب جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.
يروي علاء الشريف من مخيم جنين و هو نازح من مئات النازحين الذين أجبرتهم قوات الاحتلال وجرافاته على مغادرة منزل العائلة هو واخوته وأبنائهم وهدمت بيتهم معاناته ومعاناة عائلته بعد النزوح القسري بسبب جرائم جيش الاحتلال بحقهم .
يقول علاء انه لا يستطيع أن يعبر عن شعوره وهو يرى بيتهم المكون من ثلاث طبقات ويأوي عائلته وعائلات أخوته الذين جاؤوا ليرو هدم جرافات الاجتلال لهذا البيت الذي تحول الى كومة من الركام والرماد في عشر دقائق حالهم حال غيرهم من الجيران والأهالي بمخيم جنين للاجئين.
ويضيف علاء في وصف مشاعره وهو يرى هدم منزله " اي نعم شعور لا يوصف انو انت تعبت سنين بنيت بيت وكان في امنيات عليه وفي ذكريات فيه ولا يمكن مهما حكينا نوفي ولا يمكن، وبلحظات قام جيش الاحتلال باقل من ١٠ دقايق عملو ع الارض، طبعا سياسة معروفة من جيش الاحتلال بس احنا بالنهاية بعد مشيئة الله ربنا بقدرنا وبنرجع بنبني ما رح يأثر فينا،
ويؤكد باصرار صاحب الحق في حديثه انه مهما كان العدوان قاسيا و حتى لو منعوه ان يبني بيته مجددا سيقوم بوضع خيمة بدلا منه وزرع شجرة في مكان البيت ليستظل بظلها ولن يرحل من المخيم الا باتجاه قريته الاصلية التي هجر منها اهله عام 1948.
واكد انه سيبقى ابننا للمخيم حتى لو تم اجباره على الخروج منه مؤقتا مشددا على انه من المستحيل ان يتخلى هو وابنه عن حقهم في العودة لانه ابنه سيحمل نفس الاسم ابن المخيم هاد المبدأ وممنوع انو يتغير الا بالعودة الى الديار والقرى الاصلية في فلسطين .
كما يؤكد علاء الشريف على صمود أبناء وأهالي مخيم جنين موضحا"أنه مع كل بيت يُهدم، تُهدَّد ذاكرة، وتُجرف حياة، لكن جذور المخيم أعمق من أن تُقتلع. هنا، بين الركام، يبني الناس صمودهم، ويزرعون في الحطام ما تبقّى من الأمل. ورغم الدمار المتكرر، يظلّ المخيم شاهدًا على شعبٍ يتمسّك بأرضه، ويرفض أن يُمحى من الطريق.
ويؤكد مطاحن على المأساة القائمة، فيقول إنك عندما تدخل المخيم لغاية هذه اللحظة عملو تقريبا حوالي ٨ طرق رئيسة داخل المخيم بالطول و بالعرض هذه الطرق غيرت الملامح الجغرافية للمخيم ، أُنشأت الطرق على حساب السكان وعلى حساب البنايات الموجودة داخل المخيم، وطبيعة المخيم العمرانية والجغرافية حيث أن البناء فيه متلاصق ومترابط ولا توجد ارتدادات بناء، وبالتالي فالبناية الي بهدمونها البناية التي جانبها وملاصقة لها من الطبيعي أن تنهار |، ولأن البناء متشابك داخل المخيم يعني نحن عندما نتجدث عن ٦٠٠ بيت نتحدث بإحصائيات أولية لكن المخيم أصبح بالكامل غير صالح للسكن بسبب التجريف والتدمير الذي يحصل بشكل يومي.