الشريط الاخباري

أسرى غزة يروون جحيم السجون الإسرائيلية تعذيب وتجويع وإهمال طبي

نشر بتاريخ: 20-08-2025 | سياسة
News Main Image

غزة –PNN- بشكل مخطط له من قبل دولة الاحتلال، يهدف إلى قتل من ينجو من أسرى غزة من عمليات التعذيب معنويا، تواصل سلطات السجون الإسرائيلية عمليات التنكيل والإذلال بحق الأسرى، الذين حولت زنازين اعتقالهم إلى جحيم لا يطاق.
وفي تقرير جديد أصدرته هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، تطرق إلى ما يعانيه معتقلو غزة في السجون الإسرائيلية، بعد مرور نحو عامين على بدء “حرب الإبادة المستمرة”، وما رافقها من جرائم ممنهجة وانتهاكات جسيمة تُمارس بحقّ الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر التقرير أن الشهادات المتواصلة من معتقلي غزة، تبقى الأشد قسوة والأكثر فظاعة من حيث مستوى الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحقّهم، حيث لا يزال هؤلاء المعتقلون يواجهون الجحيم في سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي.
وبالاستناد إلى مجموعة من الزيارات التي جرت لهم مؤخرًا في عدد من السجون والمعسكرات، ومنها قسم “ركيفت” في سجن “الرملة”، ومعسكر “سديه تيمان” اللذان شكّلا وما يزالان أبرز العناوين لجرائم التعذيب الممنهجة بحقّ معتقلي غزة، عكست افاداتهم مجددًا لتي جرى الحصول عليها تحت قيود مشددة، واقع مرير.
وذكر التقرير أنه في قسم “ركيفت” الواقع تحت الأرض في “سجن الرملة”، خرج المعتقلون للزيارة وهم يجهشون بالبكاء، وهناك تعرض جميع الأسرى للتهديد والضرب قبل الزيارة لإجبارهم على الإقرار أمام المحامي بأنّ الوضع المعيشي في القسم ممتاز، فيما مُنع المحامي من نقل أي معلومات عن العائلة أو أي شيء يتعلق بالوضع الخارجي والحرب المستمرة.
وكانت أبرز ما عكسته الإفادات من الأسرى هو استمرار سياسة الضرب وتكسير أصابع المعتقلين، وعزلهم عزلاً شاملًا، حيث يُحرمون من رؤية الشمس، فيما يُسمح لهم بالخروج إلى “الفورة” يومًا بعد يوم لمدة 20 دقيقة فقط، وهم مكبّلو الأيدي ورؤوسهم منحنية إلى الأسفل.
وهناك يتم توزيع مرتبات النوم مساءً وسحبها صباحًا، ما يضطر المعتقلين للجلوس على الحديد طوال اليوم، كما يتعمد السجانون إذلالهم وشتمهم وإجبارهم على شتم أمهاتهم وعائلاتهم، إضافة إلى التهديد والإرهاب المستمر على مدار الساعة، حتى باتت حالة الرعب والخوف ظاهرة بشكل جليّ على المعتقلين.
وحسب ما ذكر التقرير، فإن أحد الأسرى تعرض قبل خروجه للزيارة للضرب، وقد كان واضحًا ذلك عليه، حيث كانت الدموع تغطي وجهه، وآثار القيود على يديه، ولم يتمكن من الحديث عمّا جرى معه، واكتفى بمحاولات الإشارة بعينيه للمحامي.
ونقلت المؤسسات التي تعني بالأسرى عن المحامي قوله إن حالة هذا الأسير لم تكن حالته فردية، فجميع المعتقلين كانوا في وضع نفسي بالغ الصعوبة، وكان الرعب يخيم على مشهد الزيارة.
وأوضح التقرير أن التحقيق يعد أبرز مراحل رحلة الجحيم التي واجهها معتقلو غزة، حيث شكلت تلك المرحلة إحدى أبرز المراحل التي عكست مستوى جرائم التعذيب والانتهاكات الجسيمة التي مارسها المحققون بحقّ معتقلي غزة.
هذا وأكد جميع المعتقلين الذين تمت زيارتهم أنهم يعانون الجوع الشديد، وأحدهم وصف الوضع بـ”المجاعة”، حيث لا يقدم لهم سوى القليل من اللقيمات، وغالبًا ما تكون غير صالحة للأكل، وقد أجمع الأسرى أن هذه اللقيمات تكوين وجبة واحدة مساءً، والكمية التي تقدم لزنزانة كاملة بالكاد تكفي أسيرًا واحدًا، وهو ما جعل جميع الأسرى يعانون نقصًا حادًا في الوزن وهزالًا وإرهاقًا شديدًا، إضافة إلى تفاقم أمراض ومشاكل صحية.
وإلى جانب جريمة التجويع، ما تزال الأمراض والأوبئة تنتشر، وعلى رأسها مرض “الجرب/ السكابيوس”، الذي يشكل إحدى أبرز القضايا التي يواجهها الأسرى.
وأكدت المؤسستان، إنه منذ بدء الحرب تصاعدت حملات الاعتقال غير المسبوقة في غزة، وطالت آلاف المدنيين من مختلف أنحاء القطاع، بينهم عشرات النساء والأطفال وكبار السن والجرحى والطواقم الطبية والصحفية، فيما يواصل الاحتلال تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّ المئات من المعتقلين، ويرفض الإفصاح الكامل عن هوياتهم وأماكن احتجازهم، كما يرفض حتى السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارتهم، وذكرتا أن إفادات معتقلي غزة هي الأشد والأقسى من حيث ما عكسته من جرائم تعذيب واعتداءات جنسية (منها الاغتصاب)، وجرائم طبية، حيث شكّلت شهاداتهم تحولًا بارزًا في مستوى توحش منظومة الاحتلال، وأدت بمجملها إلى استشهاد العشرات من المعتقلين، فضلًا عن عمليات الإعدام الميداني التي نُفّذت بحق آخرين.
وقد بلغ عدد الشهداء من معتقلي غزة، ممن عُرفت هوياتهم، 46 شهيدًا، من بين 76 أسيرًا ومعتقلًا استشهدوا منذ بدء الحرب ضد غزة.

شارك هذا الخبر!