غزة - PNN - حذر المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل من خطورة احتلال مدينة غزة، وإخراج المنظومة الطبية عن الخدمة بشكل كامل، في ظل نقص الإمكانيات والمستلزمات الطبية.
وقال بصل في حديث خاص لوكالة "صفا"، يوم الأحد: إن "احتلال مدينة غزة وإخراج المنظومة الصحية عن الخدمة يعني أننا سنكون أمام انتكاسة واضحة، وواقع كارثي، وتهديد بقتل نحو مليون مواطن إما قصفًا أو جوعًا، وإما نتيجة الضغط النفسي الذي يعيشونه بسبب الواقع المأساوي".
ووصف بصل الواقع الإنساني في القطاع صعب جدًا وكارثي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، خاصة في ظل استمرار ارتكاب المجازر، وسط ما تعانيه المستشفيات من نقص حاد في الإمكانيات والمستلزمات الطبية.
وأضاف أن "العدوان الإسرائيلي المتواصل على حيي الزيتون والصبرة وجبالبا البلد والنزلة مؤشرات واضحة على بدء الاحتلال عمليته العسكرية في مدينة غزة".
وأوضح أن كافة المناطق المحيطة بغزة تتعرض لعملية تضييق وتوغل عسكري يصاحبه قصف مدفعي وجوي بشكل كبير، وسط حالة من النزوح القسري للمواطنين.
وذكر أن الاحتلال دمّر نحو 700 منزل منذ اجتياحه حيي الزيتون والصبرة في 11 آب/أغسطس الجاري، غير المنازل التي تم نسفها بالروبوتات المفخخة.
وأشار إلى أن الاحتلال يُنفذ يوميًا عمليات نسف وتدمير للمنازل ولمربعات سكنية كاملة، فضلًا عن تقليص المساحات في تلك المناطق، بهدف تنفيذ مخططه الرامي لتفريغ مدينة غزة من سكانها.
وأكد أن الاحتلال بُجبر المواطنين على النزوح قسرًا من المناطق التي يتوغل فيها، مستخدمًا كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمسيّرات، فضلًا عن القصف المدفعي والجوي، والذي أدى إلى استشهاد العشرات من المواطنين.
وبين أن ثلاثة مستشفيات فقط تعمل في مدينة غزة، وتخدم مليون و300 ألف مواطن، حيث تعاني من عجز كبير في المستلزمات والأدوية الطبية، والأسرّة أيضًا، ولا تستطيع التعامل مع حجم الإصابات الكبير الذي يصل إليها يوميًا.
ولفت إلى أن الكثير من الإصابات تحتاج إلى تدخل عملياتي، وعلى سبيل المثال، مستشفى المعمداني بغزة يوجد به 3 أسرّة فقط لإجراء العمليات الجراحية، وهذا لا يتسع للمصابين الذين ينتظرون العمليات في وقت واحد، مما يؤدي إما للموت أو الدخول في مرحلة خطيرة جدًا.
وأشار إلى أن هناك آلاف الحالات تُوفيت سابقًا في غزة، بسبب عدم قدرتنا على التعامل معهم بالشكل والوقت المطلوب.
وتابع "نحن نتحدث عن كارثة حقيقية على مستوى المنظومة الصحية والإنسانية، بما فيها جهاز الدفاع المدني، والذي يعاني انهيارًا ربما وصل إلى 90%، مع عدم قدرته على التعامل مع الأحداث المتلاحقة، في ظل نقص الإمكانيات، واستمرار العدوان وارتكاب المجازر".
وذكر بصل أن طواقم الدفاع المدني لا تستطيع الوصول للأماكن التي تتعرض لعدوان إسرائيلي في غزة، من أجل انتشال الشهداء وإنقاذ المصابين، مما يؤدي إلى استشهادهم.
ومنذ نحو أسبوعين، ينفذ جيش الاحتلال عمليات قصف وتدمير مركزة في حيي الزيتون والصبرة شرق وجنوب مدينة غزة، وكذلك في جباليا البلد والنزلة شمالي القطاع.
وبين بصل أن الاحتلال يتعمّد قصف المنازل على رؤوس ساكنيها، ونحن كطواقم إنسانية لا نتمكن من انتشال الشهداء، نظرًا لخطورة الوصول للمنطقة، باعتبارها "منطقة حمراء".
ولفت إلى أن هناك عشرات المواطنين المحاصرين والشهداء متواجدين جنوبي الزيتون والصبرة، كما تصلنا مناشدات من منطقة الزرقا بحي التفاح شمال شرقي قطاع غزة، وغيرها من المناطق المستهدفة، ولا تستطيع طواقمنا الوصول إليها.
وأكد بصل أن الاحتلال يرفض بشكل قاطع عمليات التنسيق والسماح لطواقم الدفاع المدني بالدخول لتلك المناطق، بغية انتشال جثامين الشهداء وإنقاذ المصابين.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب "إسرائيل" بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلًا وتجويعًا وتدميرًا وتهجيرًا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 62,686 شهيدًا و157,951 إصابة، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 289 شخصًا، بينهم 114 طفلًا.
ومنذ بدء الحرب، يعاني القطاع الصحي انهيارًا شبه كامل، بسبب استهداف الاحتلال المتواصل للمستشفيات والمنظومة الصحية وإخراج معظمها عن الخدمة، فضلًا عن نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، جراء إغلاق المعابر منذ مارس/ آذار الماضي.