شرم الشيخ - PNN - تتواصل في مدينة شرم الشيخ المصرية المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، في محاولة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل ضغوط دولية متزايدة، وسط مؤشرات أولية توصف بـ"الإيجابية"، بحسب مصادر مطلعة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، اليوم الثلاثاء، أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، والمؤلفة من 20 بندًا، ما زالت بحاجة إلى كثير من العمل بشأن تفاصيلها، لافتًا إلى وجود التزام أميركي واضح بأن يكون وقف إطلاق النار طويل الأمد وليس مؤقتًا.
وأوضح المتحدث أن الوسطاء ملتزمون بتسهيل تنفيذ الخطة، وإنجاح المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مشيرًا إلى أنه من المبكر الحديث عن مستقبل مكتب حركة حماس.
من جانبها، شددت حركة حماس على أن أولويتها في هذه المرحلة هي "الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة على غزة"، وفق ما جاء في تصريح للقيادي فوزي برهوم خلال بيان صحفي بمناسبة الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى.
وأشار برهوم إلى أن الوفد المفاوض من الحركة يعمل على تذليل العقبات أمام التوصل لاتفاق يُلبي تطلعات سكان غزة، مؤكدًا فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه، خاصة ما يتعلق بمحاولات التهجير القسري واستعادة الأسرى بالقوة.
وقدرت الحركة أن الحرب المستمرة منذ عامين أدت إلى استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني، وإصابة نحو 170 ألفًا، فيما لا يزال أكثر من 15 ألفًا في عداد المفقودين، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى وفاة أكثر من 500 شخص بسبب الحصار والتجويع.
وأكدت أن 95% من الضحايا هم من المدنيين.
وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات، فإن جولة أولى من المحادثات استمرت أربع ساعات مساء الاثنين ووصفت بأنها "إيجابية"، حيث تركز النقاش على خارطة طريق تشمل قضايا تبادل الأسرى، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وإدخال المساعدات، وتسليم إدارة القطاع للجنة كفاءات فلسطينية مستقلة.
وأشارت المصادر إلى أن حماس طلبت من الوسطاء ضمان وقف التحليق والقصف الإسرائيلي داخل القطاع، وسحب القوات من المدن لتسهيل تسليم المحتجزين، مؤكدة جاهزيتها للاتفاق الشامل في حال وجود ضمانات أميركية ودولية جدية.
في السياق ذاته، بدأت إسرائيل اليوم إحياء الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حماس عام 2023، وأدى إلى مقتل 1,219 شخصًا وخطف 251 آخرين، لا يزال 47 منهم في قبضة الحركة، بحسب مصادر إسرائيلية.
وتحيي إسرائيل رسميًا الذكرى هذا العام في 16 أكتوبر وفق التقويم العبري، فيما تستمر حملتها العسكرية في غزة، والتي دخلت عامها الثالث مخلفة دمارًا هائلًا وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن مؤخرًا عن مبادرة مؤلفة من 20 نقطة، تتضمن وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع المحتجزين، ونزع سلاح حماس، وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية، ما يمثل تحديًا كبيرًا في ظل تعقيدات الميدان.
وحذّر رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير من أن الجيش "سيعود للقتال" في حال فشل المسار التفاوضي الحالي.