جنين /PNN/ تقرير يارا منصور مراسلة PNN في شمال الضفة
تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي ممثلة بجنود الجيش ونقاطه العسكرية التنكيل بالمواطنين الفلسطينيين في ظل حالة الحرب التي تجري بالضفة الغربية حيث يتعرض المواطنين لاشكال متعددة من الانتهاكات على هذه الحواجز سواء كان هذا التنكيل الانتظار لساعات طويلة او الاعتداء الجسدي او التفتيش او تحطيم الهواتف وفي النهاية ربنا الاعتقال.
وتشير التقارير الحقوقية سواء التي تتعلق بحقوق الانسان الفلسطيني او بحقوقه الرقمية انه يتعرض لاشكال من الحصار منها الحواجز المادية من بوابات وحواجز ترابية حدوداً وأسلاكاً، ومنها ما هو الكتروني أيضاً حيث يُحاصر به كلّ فرد خلال حياته اليومية التي تُستخدم فيها أدوات التقييد حتى على مواقع التواصل الاجتماعي. هذا الى التعرض للاحتجاز والتوقيف والتفتيش للهواتف وقواميس التطبيقات – كجزء من منظومة السيطرة التي تستهدف حرّية الحركة والخصوصية والإعلام.
https://www.youtube.com/watch?v=Fokpku2FGd8
ويؤكد المختصون بالحريات واعتمادا على ما جاء من حقائق يعايشها الفلسطينيون لم يعد الهاتف الذكي الذي كان في يوم من الأيام نافذة على العالم مجرد أداة تواصل أو تسجيل، بل بات بندقية صامتة في وجه حرّية التعبير، وسواراً يقيّد حرّية الحركة.
وبحسب استطلاعات رأي ومتابعة فان الخوف والقلق يرافقان الفلسطيني في كل رحلة عبر الحواجز في الضفة الغربية، فالهاتف الذي يُفترض أن يكون وسيلة تواصل وأمان، أصبح ذريعة في أيدي الاحتلال لاعتقالهم أو حتى قتلهم.
وجاء في هذه الاستطلاعات انه في ظل الحصار المادي الميداني والالكتروني فان هناك قرابة سبعةٍ وعشرين في المئة منهم تعرّضوا للاعتداء خلال التفتيش، وواحدٍ وعشرين في المئة صودرت هواتفهم، وستةٍ وسبعين في المئة اقتحم الاحتلال منازلهم بعد اختراقهم.

ورأى عدد من الفلسطينيين ان عملية المرور من حاجز إلى آخر لا تُعدّ مجرد عائق مادي أو زمني، بل هي تجربة يومية تُحمّل من خلالها مفاهيم جديدة عن الحرية والخصوصية والكرامة الانسانية التي اصبحت تهان امام ناظر العالم من خلال مئات الحواجز العسكرية حتى بين القرى والمدن في المحافظة الواحدة هذا بالاضافة الى الحواجز بين المدن.
ويقول الكثير من المواطنين ومنهم من تحدثت معهم مراسلة PNN انه و مع مرورهم على كل حاجز، يضطرّ كثيرون إلى حذف تطبيقاتهم وصورهم من هواتفهم، في محاولةٍ لحماية أنفسهم من المراقبة أو الاعتقال.
و التجربة لا تتوقّف عند هذا الحدّ فالحق في الحياة، في التنقّل، في الاتصال، في الخصوصية جميعها تتعرّض لخطر مستمر نتيجة لهذا الواقع.
وفي ظلّ الواقع المتحوّل في الضفة الغربية، بات الصحفي لا يُنقل فقط كَمُرسِل للحقائق بل أيضاً كهدف محتمل.

يقول الصحفيون انهم مضطرّون لحذف الصور والفيديوهات من هواتفهم قبل عبور الحواجز، خوفاً من أن تتحوّل أدوات التوثيق إلى مسوّغات للاعتقال أو الإيقاف موضحين ان العملية الصحفية التي تُفترض أن تُعزز الشفافية، تُواجه بخوفٍ مستمرّ يُقيّد حريّتها ويُشوّش رسالتها.
وفي هذا الاطار يقول الصحفي حمزة حمدان في حديثه مع PNN بأنّه أثناء عمله الصحفي، تعرّض لاعتداءات جسدية متعددة، بلغت ثلاث مرات في الآونة الأخيرة، نتيجة تفتيش قوات الاحتلال لهاتفه الجوال.
وأوضح أنّ الجنود قاموا بحذف المواد التي كانت محفوظة على الجهاز،
وأشار إلى أن الاحتلال لا يراعي أي وسيلة أو حماية ممكنة تحمينا موضحا أنّ هذا الأمر يُشكّل خرقًا لحرّية الصحافة وحقّ الخصوصية،
واضاف في ظلّ ما توثّقه جهات حقوقية من ممارسات واحتجاز واعاقات ممنهجة و دورية لتفتيش الأجهزة الجوالة للمواطنين والصحفيين الفلسطينيين عند المعابر والنقاط الأمنية؛ إذ ذُكر أن الجنود يقومون باجراء تفتيشات عشوائية للهواتف، وأحياناً يمسحون عليها مواد تصوير أو توثيق لممارسات عسكرية.

واشار الى ان كل ما ذكر يظهر ضرورة وجود حماية قانونية واضحة للصحفيين الفلسطينيين أثناء أداء واجبهم، وضمان عدم التعرّض لهواتفهم أو حذف محتوياتها دون وجه حق.
وبحسب مصادر رسمية، فإنّ أكثر من أربعة آلاف أسير فلسطيني يقبعون في السجون الإسرائيلية بتهمة التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي و من بينهم الاسيرة المحررة الدكتورة سميرة صعبدي من بلدة بيت ليد، التي أعتقلت لمدة ثمانية أشهر بسبب دعاء كتبته على صفحتها في على منصة فيسبوك”.
وتقول الدكتورة الصعيدي في حديثها مع مراسلة PNN ان جيش الاحتلال فام باعتقالها بشكل مفاجيء في منتصف الليل، على خلفية منشورات نشرتها على موقع فيسبوك، لم تتضمّن سوى أدعية فقط ولم يكن هدفها التحريض بأي شكل من الأشكال. لكن سلطات الاحتلال اتّهمتها بـ التحريض كما قالت.
واشارت انه في الواقع لم تكن تعلم أن مجرد النشر على فيسبوك يمكن أن يُعدّ تحريضاً أو دعماً لجماعة إرهابية، خاصة وأن ما كتبته كان أدعيةً لوضعٍ حصل ما بعد السابع من أكتوبر 2023.
وقالت عندما تم اعتقالي ومحاكمتي بناءً على هذه المنشورات، اكتشفت بأن تجربة السجن كانت قاسية جداً؛ فالدّاخِل فيه مفقود، والخارج منه أشبه بمن وُلد من جديد — مؤكدة العائدُ من السّجن هو العائد من مقبرة.”
وفي هذا الواقع، يُضطرّ الفلسطيني إلى حذف صور من هاتفه، وإزالة تطبيقات ربما لا تشكّل تهديداً، لكنّها في سياق الحاجز والاستجواب تصبح ذريعة للاعتقال والتعرض للتنكيل والاهانة لا سيما في ظل صمت العالم على ما ترتكبه اسرائيل وجنودها في الضفة الغربية الامر الذي يستدعي تحرك عاجل لوقف المجزرة المقبلة بعد ان فشل في وقف مجزرة اسرائيل في غزة.
