الشريط الاخباري

قومي استَنيري، لأنَّهُ قد جاءَ نورُكِ... بيت لحم تُضيء شجرة عيد الميلاد المجيد 2025

نشر بتاريخ: 07-12-2025 | محليات , PNN مختارات
News Main Image

بيت لحم /PNN/ تحت رعاية الرئيس محمود عباس، احتفلت بيت لحم مساء السبت الموافق 6 كانون الأول 2025 بإضاءة شجرة عيد الميلاد المجيد، بعد عامين من الانقطاع، في مشهد مهيب امتلأت به ساحة المهد. 

ومن ثم رُفعت الصلوات من أجل السلام، وبارك الآباء الأجلاء شجرة الميلاد قبل أن تتلألأ أنوارها في سماء بيت لحم، حاملةً رسالة رجاء إلى العالم.

وتخلّل الحفل عرض مجموعة من الفيديوهات التي قدّم من خلالها عددٌ من الشخصيات العالمية رسائل خاصة بهذه المناسبة. 

كما أطلّ عبر الشاشة الفنان العالمي أندريا بوشيلي، صاحب الحنجرة الذهبية، موجّهًا كلمته لأهل بيت لحم. 

وشارك أيضاً رؤساء البلديات المتوأمة مع بيت لحم – أثينا، وأسيزي، وفيشيزا، وفيرونا وجريتشو – بكلمات تعبّر عن عمق العلاقات المتينة التي تجمعهم بالمدينة، وعن تضامنهم مع أهلها في هذه الظروف الصعبة.

من ناحيتها قدّمت بلدية بيت لحم عملاً ميلادياً روحانياً بعنوان «من ظلال الحرب… يولد السلام»، من إنتاج RJ Production، وهو عرض يجسّد رحلة تُحوّل الألم إلى رجاء، والظلام إلى نور، والخراب إلى ميلاد حياة جديدة في حضرة المسيح، أمير السلام.

وقد حضر الحفل ممثل فخامة الرئيس، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين الدكتور رمزي خوري، إلى جانب أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، ووزير الداخلية اللواء زياد هب الريح، ووزير السياحة والآثار  هاني الحايك، ومستشار رئيس الوزراء للصناديق العربية والإسلامية الدكتور ناصر قطامي، ورئيس بلدية بيت لحم أ. ماهر نيقولا قنواتي، ومحافظ بيت لحم  محمد طه أبو عليا، ورؤساء الكنائس، وقادة الأجهزة الأمنية، ورؤساء الهيئات المحلية، وأعضاء بلدية بيت لحم، وممثلي مؤسسات المجتمع المدني. كما حضر الحفل عدد من السفراء والقناصل، ورئيس بلدية آسيزي والوفد المرافق له، إلى جانب الشركاء والداعمين وجموع المواطنين الذين توافدوا ليشهدوا عودة هذا التقليد الوطني والروحي المميز.

شاهد البث المباشر للفعالية من PNN 

 

وابتدء الحفل الذي تولّى عرافته كارمن غطاس و فادي غطاس، بعزف النشيد الوطني الفلسطيني من قِبل مجموعات كشافات بيت لحم، تلاه الوقوف دقيقة صمت إجلالًا لأرواح شهداء فلسطين.

واستهلّ رئيس بلدية بيت لحم أ. ماهر نيقولا قنواتي كلمته بالترحيب الحار بممثلي فخامة الرئيس محمود عباس، وعلى رأسهم معالي الدكتور رمزي خوري، وبالقيادات الوطنية والكنسية والدبلوماسية، وأصحاب المعالي والسيادة والعطوفة، وقادة الأجهزة الأمنية، والسفراء والقناصل، ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية والهيئات المحلية، وممثلي المؤسسات والوفود القادمة من فلسطين والخارج، ولا سيما وفد مدينة أسيزي الإيطالية والبلديات المتوأمة الحاضرة عبر الفضاء الإلكتروني، إضافة إلى أبناء المحافظة وزوار المدينة من القدس والداخل الفلسطيني وكل أنحاء العالم. وشكر قنواتي هذا الحضور الواسع الذي يعكس المكانة الروحية والإنسانية العالمية لمدينة بيت لحم.

وأكد قنواتي خلال الحفل أن بيت لحم، مدينة المهد، ما زالت تقف شامخة رغم الألم، وتجدد نورها للعالم برسالة الميلاد القائمة على العدل والحرية والكرامة الإنسانية. وأشار إلى الرسالة التي تلقّاها مؤخراً من قداسة البابا لاوون الرابع عشر، والتي عبّر فيها عن محبته وصلاته لأبناء بيت لحم ودعمه لقضيتهم، مؤكداً أنّ كلمات قداسته تمنح الشعب الفلسطيني بارقة أمل رغم ما يعيشه من معاناة، خصوصاً في غزة.

وأوضح رئيس البلدية أنّ شعار هذا العام: "قومي استنيري يا بيت لحم، لأن نور السلام قد أشرق من جديد" هو دعوة للمدينة كي ترفع نورها إلى العالم، وإلى أطفال غزة، وإلى كل من هُجّر وتألّم وفقد الأمان، ليعلم الجميع أنّ الفلسطينيين ما زالوا يختارون الحياة ويتمسكون بالأمل.

وتوجّه قنواتي بالشكر العميق للدولة الفلسطينية ومؤسساتها، وللمنظومة الأمنية في محافظة بيت لحم، ولوزارة السياحة، ولكل الداعمين المحليين والدوليين، إضافة إلى الإعلاميين والصحفيين الذين نقلوا رسالة بيت لحم بأمانة واحترافية. كما أثنى على جهود المغترب الفلسطيني فاروق الشامي، والأب إبراهيم فلتس، ومختلف الهيئات والمؤسسات التي أسهمت في إنجاح هذا الحدث الوطني والروحي الكبير.

واختتم قنواتي كلمته بالتأكيد على أنّ إضاءة شجرة الميلاد هذا العام هي رسالة سلام تخرج من قلب الألم الفلسطيني، موجّهة إلى العالم أجمع، ومعلنة أنّ قوة بيت لحم تكمن في رسالتها وقدرتها على توحيد البشرية بروح الميلاد المنبثق من مغارتها، قائلاً: “سنظل نحمل نور الأمل… وستبقى بيت لحم دائماً بوابة الرجاء للعالم.”

‎ومن جانبه، نقل معالي الدكتور رمزي خوري، رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، تحيات وتهاني  الرئيس محمود عباس لمسيحيي فلسطين بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد، مؤكداً أن هذا العيد يحمل رسالة رجاء انطلقت من مغارة بسيطة قبل أكثر من ألفي عام لتغير وجه العالم. وشدّد خوري في كلمته على أنّ ميلاد المسيح ليس حدثاً تاريخياً فحسب، بل هو ولادة للأمل وسط الظلام، ورسالة تؤكّد قدرة النور على شقّ طريقه مهما اشتدت المحنة.

وأشار  خوري إلى أنّ إضاءة شجرة الميلاد هذا العام تأتي فيما قلوب الفلسطينيين مع أهل غزة، ومع أرواح الشهداء والجرحى والمعتقلين، مؤكداً أنّ بيت لحم رغم كل ما تتعرض له من تحديات، ما زالت تقف شامخة لتقول إنّ لا حصار يطفئ نورها، ولا حرب تسقط حقها، ولا احتلال يمكن أن يغيّر إرادتها. ولفت خوري إلى أن هذا الاحتفال ليس مجرد فعالية رمزية، بل إعلان عن وحدة الشعب الفلسطيني، وعن التقاء الكنائس والمؤسسات وكافة مكونات المجتمع على رسالة واحدة ترتفع من هذه المدينة نحو الحرّية والاستقلال.

كما أكد أنّ اللجنة الرئاسية العليا تواصل جهودها لحماية الوجود المسيحي الأصيل في فلسطين، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية ورسالة فلسطين الحضارية إلى العالم. 

وختم  خوري كلمته بالتعبير عن أمله بأن يحمل الميلاد القادم سلاماً حقيقياً يضمن لشعبنا حقوقه وكرامته ودولته المستقلة وعاصمتها القدس، مقدّماً شكره لبلدية بيت لحم وجميع المؤسسات والهيئات والأجهزة الأمنية والإعلامية التي أسهمت في إبراز رسالة المدينة خلال موسم الميلاد.

شارك هذا الخبر!