الشريط الاخباري

تحقيق يكشف: مليارديرات يسعون لتشكيل الرواية الأمريكية لصالح إسرائيل

نشر بتاريخ: 07-12-2025 | PNN مختارات
News Main Image

واشنطن / PNN - كشف تحقيق نشرته مجلة '+972' الإسرائيلية عن تفاصيل مشروع إعلامي واسع النطاق يقوده الملياردير لاري إليسون وابنه ديفيد، بهدف إعادة صياغة الرواية الأمريكية لتكون أكثر دعمًا لإسرائيل.

يبدأ التحقيق الذي أجراه ويل ألدن في مجلة '+972' بقصة مسلسل 'الإنذار الأحمر'، الذي وصفه منتجوه بأنه عمل 'دعائي' يهدف إلى 'تغيير السردية' حول أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

بعد عزوف عالمي عن شراء المسلسل بسبب حساسيته السياسية وحملات مقاطعة المؤسسات الثقافية الإسرائيلية، وجد العمل طريقه للعرض بعد أن صرح ديفيد إليسون بعد مشاهدته بأنه 'شرف لي أن أكون شريكًا في مثل هذا العمل'.

يوضح ألدن أن هذا الموقف ليس مجرد حادثة فردية، بل هو تعبير عن اتجاه عام تتبناه العائلة لبناء ما وصفه التقرير بـ'إمبراطورية معلوماتية مؤيدة لإسرائيل'.

يتناول التقرير بالتفصيل توسع آل إليسون، بدءًا من استحواذهم على 'باراماونت' و'سي بي إس'، ثم شراء منصة 'ذا فري برس' وتعيين رئيستها باري وايس، المعروفة بمواقفها المؤيدة لإسرائيل، رئيسة لـ'سي بي إس نيوز'.

وفقًا للتقرير، اتخذت 'باراماونت سكاي دانس' موقفًا فريدًا بين كبرى استوديوهات هوليود بإدانة حملة مقاطعة السينما الإسرائيلية، وقامت بإعداد تقارير حول 'قوائم سوداء' لفنانين وُصفوا بأنهم 'معادون للسامية'.

على الرغم من إصرار ديفيد إليسون على أن قراراته 'غير سياسية'، يربط التقرير بين توجهاته والرؤية الأوسع لوالده، الذي يعتبر أحد أكبر الداعمين لإسرائيل في وادي السيليكون وصديقًا مقربًا للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

يرى مؤيدو فيلم 'الإنذار الأحمر' أنه عمل دعائي إسرائيلي يأتي في وقت تتزايد فيه النظرة السلبية للحكومة الإسرائيلية بين الأمريكيين.

تسعى عائلة إليسون أيضًا إلى الاستحواذ على أصول من 'وارنر بروس ديسكفري' والمشاركة في الصفقة الأمريكية لشراء تيك توك، وهي صفقة وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها 'أهم عملية شراء جارية حاليًا'، لأنها تتيح التحكم في المحتوى الذي يشاهده 170 مليون مستخدم أمريكي، وسط مخاوف إسرائيلية من أن تبقى المنصة مساحة تعرض 'مجازر غزة' للشباب، كما أوضحت لارا فريدمان، رئيسة مؤسسة السلام في الشرق الأوسط.

تيك توك يدمر عقول شبابنا طوال اليوم بفيديوهات المذبحة في غزة.
في مؤتمر للاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية، قالت سارة هورويتز، كاتبة خطابات سابقة للرئيس باراك أوباما، إن 'تيك توك يدمر عقول شبابنا طوال اليوم بفيديوهات المذبحة في غزة'.

أعربت هورويتز عن استيائها من أن الشباب اليهود عندما تحاول إقناعهم بمعتقداتها المؤيدة لإسرائيل 'يرجعون في أذهانهم إلى المذبحة التي يشاهدونها، وأبدو أنا وكأني مفترية'.

ربط التقرير بين هذه التحركات والضغوط التي مارستها مؤسسات يهودية أمريكية منذ عام 2023 ضد تيك توك، حيث قال مدير رابطة مكافحة التشهير في تسجيل مسرب 'لدينا مشكلة تيك توك، ومشكلة الجيل زد، ويجب أن نتحرك بسرعة'.

يتناول التحقيق تأثير الإمبراطورية الإعلامية الناشئة على غرف الأخبار، فبعد انتقال 'سي بي إس' إلى قيادة وايس، تم فصل صحفيين غطوا غزة بشكل حاد، بمن فيهم المراسلة المخضرمة ديبورا باتا.

تقول مصادر داخلية إن 'الفأس وقع على من بدت تغطيتهم مناهضة لإسرائيل'، بينما بقي مراسل آخر كان في روما، وأعرب صراحة عن مواقف مؤيدة لإسرائيل، بل وطلب تغطية غزة.

على الرغم من تحذيرات المحللين من المبالغة في تقدير النفوذ الجديد، خاصة مع وجود شركاء خليجيين محتملين في صفقة وارنر، يرى الكثيرون أن أي توسع إضافي لعائلة إليسون سيمنحها تأثيرًا غير مسبوق على الإعلام الأمريكي، بما يشبه نماذج لدول 'لا توجد فيها صحافة حرة'، على حد تعبير الصحفية تايلور لورينز.

في ظل هذا التحول، تحتفي الأصوات المؤيدة لإسرائيل بهذه اللحظة، حتى أن إحدى الناشطات المؤيدات لإسرائيل علقت بعد عرض 'الإنذار الأحمر' قائلة 'لقد دخل الصهاينة إلى هوليود هذه الليلة'.

يخلص التقرير إلى أن سلسلة الصفقات من باراماونت إلى 'سي بي إس' إلى تيك توك تمهد لهيمنة إعلامية قد تمنح إسرائيل فرصة استثنائية لإعادة 'صياغة القصة' أمام الجمهور الأمريكي، تمامًا كما وعد إعلان مسلسل 'الإنذار الأحمر' الذي قال إن 'عشرات الملايين حول العالم سيرون قصتنا أخيرًا'، كما يقول المروجون للرواية الإسرائيلية.

شارك هذا الخبر!