تل بيب - PNN - استعرض رئيس جهاز الشاباك السابق، رونين بار، اليوم الثلاثاء، وللمرة الأولى منذ انتهاء ولايته، رؤيته لمسؤولية القيادة السياسية والأمنية عن الإخفاقات التي سبقت ورافقت هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وجاءت تصريحات بار خلال كلمة ألقاها في مؤتمر بجامعة تل أبيب، دعا فيها إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية مستقلة، معتبرًا أن هذه الخطوة هي "الطريقة الوحيدة لمعرفة ما حدث وكيف"، في انتقاد مباشر لتوجه حكومة بنيامين نتنياهو نحو تشكيل لجنة ذات طابع سياسي.
وأكد بار أن "المسؤولية غير قابلة للتجزئة، ويجب تحمّلها كاملة"، مضيفًا: "في القيادة، من الأفضل أخذ المسؤولية عن الإخفاقات لا الادعاء بالإنجازات". واعتبر أن الثقة داخل المؤسسات الأمنية تُبنى عندما يعلم العاملون أن قادتهم سيمنحونهم الغطاء ويتحملون المسؤولية الكاملة عن القرارات.
وأوضح أن جهاز الشاباك بدأ منذ انتهاء الحرب تحقيقًا "واسعًا ونقديًا" لاستخلاص العبر، مشيرًا إلى أن "المسؤولية لا تنتهي عند الاعتراف بالإخفاق، بل تتمثل في تصحيح الخلل"، شأنها شأن أي عملية عسكرية أو مشروع ينتهي باستخلاص الدروس.
وقال بار: "في ذلك الصباح الرهيب، على الصعيد الشخصي والتنظيمي والقومي، رفع الشاباك رأسه وخرج إلى القتال في كل الجبهات"، مؤكدًا أن عناصر الجهاز "قاتلوا، خاطروا، أخلوا مدنيين تحت النار، قادوا عمليات إنقاذ غير مسبوقة، وقضوا على مخربين، ووفّوا بالوعد الذي قطعوه: ‘هذا ميونيخ الخاص بنا‘".
وشدد رئيس الشاباك السابق على أن لجنة التحقيق الرسمية وحدها قادرة على "تبديد نظريات المؤامرة التي تهدد استمرار وجودنا"، وتوفير الصورة الكاملة لما جرى. وقال: "فلنتوقف عن التنازع، ولنبدأ عملية التعلم معًا بهدف أن نكون أفضل ولضمان ألا تتكرر هذه الأحداث".
وأضاف أن "الطريقة الوحيدة لإجراء تحقيق شامل في هذا الإخفاق، ومعرفة ما الذي حدث فعلاً، وتعلّم ما يجب إصلاحه وضمان عدم التكرار — هي فقط من خلال لجنة تحقيق رسمية تضم مهنيين قادرين على رؤية الصورة الكاملة ورواية القصة كاملة".
ويأتي ذلك في ظل موجة انتقادات واسعة من قادة المعارضة الإسرائيلية الذين اتهموا نتنياهو بالسعي لتشكيل لجنة تحقيق تعمل على تبرئته من مسؤولية إخفاقات 7 أكتوبر.
