تل أبيب / PNN - تظاهر عشرات المستوطنين في "كريات شمونة" شمالي إسرائيل، الاثنين، احتجاجًا على "تقاعس جهود إعادة الإعمار".
وردا على العدوان الإسرائيلي على لبنان والذي بدأ في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، استهدف مقاتلو "حزب الله" مستوطنة "كريات شمونة" بالصواريخ مرارا، ما دفع تل أبيب إلى تفعيل خطة إخلائها في 20 من الشهر نفسه.
ووعدت حكومة بنيامين نتنياهو مستوطني "كريات شمونة" بإعادتهم إليها وإصلاح البنية التحتية، لكن مماطلتها في تنفيذ ذلك كانت سببا في عدم عودة معظمهم إليها رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين "حزب الله" وإسرائيل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
إن نحو مئة مستوطن تظاهروا في "كريات شمونة، احتجاجا على تقاعس جهود إعادة الإعمار بعد الحرب (العدوان الإسرائيلي على لبنان)".
وأضافت أن نحو ثلث المستوطنين "لم يعودوا إلى كريات شمونة، ويطالبون الحكومة بتخصيص مزيد من الاهتمام للمدينة".
بدورها، إن المتظاهرين "أغلقوا طريق رئيسيا (لم تسمه)، احتجاجًا على بطء تعافي المدينة من أضرار الحرب، مطالبين بتشريعات عاجلة لإنقاذ الأرواح".
وأضافت أن "مراكز تجارية أغلقت أبوابها حتى الظهر، في تصعيد للاحتجاج".
نقلت عن شيران أوهيون، إحدى قادة الاحتجاج، قولها: "لم يعد 40 بالمئة من المستوطنين إلى المدينة" التي بلغ عدد المستوطنين فيها قبل العدوان الإسرائيلي على لبنان 26 ألفا.
وحذرت أوهيون من أنه "بدون اتخاذ إجراءات فورية لحماية سكان كريات شمونة ومتاجرها، ستتحول المدينة إلى ما يشبه دارًا للمسنين، حيث لن يجد من لا يستطيع المغادرة خيارًا سوى البقاء".
وأضافت أنه لم يتواصل أي مسؤول حكومي أو مسؤول في الكنيست مع المتظاهرين.
وقبل نحو أسبوع، أغلق مستوطنون في "كريات شمونة" الطريق السريع رقم 90 في الاتجاهين أمام حركة المرور، احتجاجا على تردي أوضاعهم الاقتصادية، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.
ويعتبر هذا الطريق أحد أهم الطرق الرئيسية في البلاد، بطول 480 كم، ويمتد من مستوطنة المطلة والحدود الشمالية مع لبنان، مرورا بالجانب الغربي من بحيرة طبريا، وصولا إلى مدينة إيلات على البحر الأحمر جنوبا.
وتقع "كريات شمونة" ضمن منطقة إصبع الجليل أقصى شمال إسرائيل، وتبعد عن الحدود اللبنانية 1.9 كم فقط، ومع اندلاع المواجهات الحدودية مع "حزب الله"، أخلى معظم المستوطنين منازلهم.
وتسببت إسرائيل باستشهاد أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين، خلال عدوانها على لبنان الذي بدأته في أكتوبر 2023، قبل أن تحوله في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة.
كما عمدت إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 4 آلاف و500 مرة، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى، فضلا عن احتلالها 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.