القدس - PNN - التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، في مدينة القدس، وذلك في إطار “القمة السياسية الثلاثية” التي تضم إسرائيل واليونان وقبرص، والتي تستضيفها الحكومة الإسرائيلية.
وجرى اللقاء في ظل سياق إقليمي يتسم بتصاعد التوترات في شرق البحر المتوسط، ولا سيما في ما يتعلق بالعلاقة مع تركيا وملفات الطاقة والأمن الإقليمي.
وذكرت رئاسة الحكومة الإسرائيلية في بيان أن نتنياهو وميتسوتاكيس عقدا في مستهل الزيارة اجتماعًا ثنائيًا مغلقًا، أعقبه اجتماع موسّع بمشاركة وزراء خارجية الدول الثلاث وعدد من المسؤولين الكبار.
وقال نتنياهو في بيان صدر عنه: “أجريت اليوم في القدس لقاءً سياسيًا مهمًا مع رئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس، في إطار قمة إسرائيل–اليونان–قبرص التي نستضيفها في القدس”.
وأضاف أن “التحالف بين إسرائيل واليونان وقبرص يشكّل ركيزة من المسؤولية والاستقرار والمصالح المشتركة في منطقة مليئة بالتحديات”، مشددًا على مواصلة العمل المشترك “لتعزيز الأمن، ودفع التطور الاقتصادي، وتعميق الروابط بين شعوبنا”.
في المقابل، وفي سياق إقليمي موازٍ، التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الإثنين، مسؤولين سوريين في العاصمة دمشق، في زيارة رسمية تناولت العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية.
ووصل فيدان إلى دمشق برفقة وزير الدفاع التركي يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة إبراهيم كالن، حيث عقد الوفد لقاءً مع الرئيس السوري أحمد الشرع. وأعلنت أنقرة أن الزيارة تهدف إلى بحث العلاقات الثنائية، إضافة إلى مناقشة الاتفاق القائم بين دمشق وقوات سورية الديمقراطية.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري أسعد الشيباني، قال فيدان إن الجانبين ناقشا “مقترحات لتعزيز العلاقات الثنائية، إضافة إلى الأمن الإقليمي واستقرار سورية”، معتبرًا أن “استقرار سورية يعني استقرار تركيا”.
وتطرق فيدان إلى المحادثات الجارية بين سورية وإسرائيل، معربًا عن أمله في أن تفضي إلى “نتيجة”، ومؤكدًا أن إحراز تقدم في هذا الملف “بالغ الأهمية لاستقرار المنطقة”. كما دعا إسرائيل إلى “التخلي عن السياسة التوسعية” واعتماد “مقاربة قائمة على التوافق المتبادل والتفاهم”.
وفي سياق متصل، أفاد موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن المستوى السياسي في إسرائيل أبلغ قيادة الجيش بوجود توجّه لدراسة فكرة إنشاء “قوة تدخل مشتركة” مع اليونان وقبرص، مع توجيه ببدء تخطيط أولي فقط دون خطوات تنفيذية، نظرًا لحساسية الفكرة وتداعياتها الإقليمية.
وبحسب التقرير، يأتي هذا التوجّه رغم نفي رسمي إسرائيلي لتقارير يونانية تحدثت عن نية إقامة قوة عسكرية مشتركة، في وقت يتواصل فيه تعزيز التعاون العسكري بين إسرائيل وكل من اليونان وقبرص، من خلال تدريبات جوية وبرية وبحرية مشتركة.
وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي ينتظر توجيهات مباشرة من نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، مع التشديد على عدم تجاوز مرحلة التخطيط، إذ يُنظر إلى أي قوة محتملة مستقبلًا على أنها موجهة بالأساس لمواجهة تركيا في شرق البحر المتوسط، في سياق الصراع على المياه الاقتصادية، وملفات الغاز والنفط، ومشاريع الطاقة الإقليمية، وعلى رأسها خط أنابيب الغاز إلى أوروبا الذي تعارضه أنقرة.
