الشريط الاخباري

بيت لحم تُحيي أعياد الميلاد برسائل صمود ومحبة وسط تحديات الحرب

نشر بتاريخ: 24-12-2025 | سياسة , PNN أخبار , محليات
News Main Image

بيت لحم – PNN – في أجواء يغلب عليها التمسك بالحياة رغم الألم، أحيت مدينة بيت لحم أعياد الميلاد المجيدة هذا العام برسائل صمود ومحبة، حملت أبعادًا إنسانية ووطنية عميقة، في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة وتفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية.

وقال غبطة بطريرك القدس للاتين، بييرباتيستا بيتسابالا، إن عيد الميلاد هذا العام يحمل رسالة تتجاوز حدود مدينة بيت لحم لتصل إلى العالم أجمع، رغم أن الواقع لا يزال مثقلاً بالأزمات والتحديات. وأوضح أنه لمس في بيت لحم “نورًا خاصًا” لا يقتصر على أشعة الشمس، بل يتجلى في وجوه الناس واجتماعهم وإصرارهم على أن يكونوا نورًا معًا، مؤكدًا أن نور بيت لحم هو نور للعالم كله.

وأشار بيتسابالا إلى أن رسالة الميلاد هذا العام لم تكن حكرًا على بيت لحم، بل وُجّهت إلى الإنسانية جمعاء، في ظل قناعة راسخة بأن المشكلات لم تُحل بعد، لكنها لا تلغي الأمل ولا القدرة على الاستمرار.
وفي حديثه عن قطاع غزة، لفت إلى حجم الدمار الشامل الذي خلّفته الحرب، مؤكدًا أنه لمس وسط هذا الخراب شغفًا بالحياة، حيث استطاع الناس إيجاد أسباب للفرح والاحتفال رغم كل شيء، مشددًا على أن الإنسان قادر دائمًا على النهوض من جديد وإعادة البناء.

وختم بالقول إن السلام والصلوات والقلوب المفتوحة هي الرسالة التي تُحمل اليوم من بيت لحم إلى غزة وإلى العالم، على أمل أن يكون الميلاد محطة لاستعادة المعنى الإنساني المشترك.

من جهته، قال محافظ محافظة بيت لحم، محمد طه أبو عليا، إن أعياد الميلاد هذا العام تأتي في ظل حصار خانق وتوسّع استيطاني متواصل، لتشكّل رسالة صمود وتمسّك بالحياة على الأرض الفلسطينية. وأكد أن إحياء العيد وإضاءة شجرة الميلاد يحملان دلالة وطنية ودينية عميقة، تتجاوز الطقوس الدينية لتعبّر عن إصرار الفلسطينيين على البقاء رغم سياسات التهجير والاقتلاع.

بدوره، أكد رئيس بلدية بيت لحم، ماهر قنواتي، أن رسالة أعياد الميلاد هذا العام تنطلق من المدينة كرسالة أمل وصمود إلى العالم، موضحًا أن الاحتفال بالميلاد ليس فعلًا احتفاليًا فقط، بل موقف وطني وإنساني يعبّر عن وحدة الشعب الفلسطيني الذي يعيش “جسدًا واحدًا وألمًا واحدًا”، ويوجه رسالة واضحة بأن الفلسطينيين يصرّون على الحياة في بيت لحم كما في غزة وسائر فلسطين.

كما قال وزير السياحة والآثار، هاني الحايك، إن رسالة أعياد الميلاد هذا العام تؤكد أن الشعب الفلسطيني حيّ وموجود، وأن الحياة والأعياد مستمرة رغم كل الظروف الصعبة، مشددًا على أن نور الميلاد أقوى من الحصار والتقييد، وسيبقى شاهدًا على إرادة الفلسطينيين في الصمود والبقاء.

وتأتي احتفالات هذا العام في بيت لحم بشكل متواضع، اقتصر على الشعائر الدينية والمسيرات الكشفية، في ظل غياب مظاهر البهجة المعتادة، تضامنًا مع قطاع غزة وما يمر به من ظروف إنسانية قاسية. ورغم ذلك، بقيت أجراس الكنائس تقرع كرسالة أمل، تؤكد أن المدينة التي شهدت ميلاد رسول السلام، ما زالت تنبض بالإيمان، وتصرّ على نقل رسالتها إلى العالم: السلام، والحرية، والعدالة للشعب الفلسطيني.

 

شارك هذا الخبر!