غزة / PNN/ قضى المصوّر الصحفي معز الصالحي، من مخيم البريج للاجئين في غزة، سنوات في تغطية النزاعات الإسرائيلية الفلسطينية، موثقًا الدمار والمعاناة الإنسانية التي تشكل جزءًا من حياة السكان في القطاع المحاصر.
بدأت مسيرته الصحفية خلال تصعيد وحرب العام 2012 ، واستمرت عبر حرب 2014 والصراعات الأخيرة، حيث تركت كل واحدة منها أثرًا بالغًا على القطاع الهش كما تركت جروحا والما شخصيا داخل نفسية وعقل الصحفي الصالحي.
ورغم التزامه بالعمل الصحفي، يواجه الصالحي تحديًا شخصيًا خطيرًا: ففي عام 2022، اكتشف الأطباء إصابته بمرض سرطاني مزمن اسمه مرض برونس ويحتاج لعلاجات خاصة حيث يصيب المرض كامل الجهاز الهضمي.
يقول المصور الصالحي: "كانت الجرعة الأولى من العلاج مقررة في 8 أكتوبر 2023 في أحد مستشفيات إسرائيل، لكن الحرب منعتني من الذهاب".
ورغم تدهور حالته الصحية، واصل الصالحي تغطية الأحداث، أحيانًا وهو يحمل إبرة العلاج أثناء تصويره المشاهد على خطوط المواجهة كما قال في حديثه لمراسل شبكة PNN في غزة.
وعن وضعه الصحي واوضاع المرضى في قطاع غزة من اصحاب الامراض المزمنة والخطيرة يضيف المصور الصالحي: "لقد رأيت حالات أسوأ بكثير من حالتي. ما أريد أن يفهمه الناس، خصوصًا مجتمعنا في غزة، هو أنه رغم الألم والمرض والحصار، نواصل الحياة، ونتصالح مع انفسنا اولا ومن ثم مع بعضنا البعض ثانيا، ونؤمن أن هناك ما يستحق الحياة هنا". ويمتد برسالته لتشمل العالم، مؤكدًا أن الصمود والأمل موجودان حتى في أقسى الظروف.
يجلس معز عند عودته من الميدان يقلب اوراق المستشفيات والتقارير الطبية بشان حالته الصحية وكله امل ان يعطى فرصة من قبل المؤسسات الحقوقية والدولية الطبية والعاملة في قطاع الصحافة من اجل اخذ فرصة لتلقي العلاج هو وكل المرضى والجرحى.
ويوضح الصحفي معز انه وخلال عمله شاهد مناظر غاية في الصعوبة والقهر والشعور بالظلم كما ان هذه المشاهدت شكلت في بعض الاحيان لحظات تاريخية بالنسبة له في حياته حيث شاهد وعمل مع الزملاء على التحرك انسانيا عندما وضعوا كاميراتهم جانبا وبدؤوا بمشاعدة الاطباء والممرضين في مساعدة جرحى القصف لاحد المقاهي حيث كان عدد الاصابات بالعشرات ايمانا منهم باهمية الحياة والانسانية".

و لطالما كانت غزة واحدة من أخطر المناطق في العالم للصحفيين. وقد أسفرت حرب الابادة الأخيرة عن مقتل ما لا يقل عن 250 من العاملين في قطاع الصحافة و الإعلام منذ عام 2023، بينما أصيب العشرات أو اضطروا لإيقاف تغطيتهم مؤقتًا.
ويواجه الصحفي الصالحي ظروفًا خطرة على الخطوط الأمامية، متنقلا بين القصف والفوضى مع معداته دونما اي شكل من الحماية وفي بعض الاحيان عدم توفر مقومات الحياة الاساسية ومع ذلك يواصل توثيق واقع غزة وما يجري فيها.
يُعدّ عمل الصالحي نموذجًا للشجاعة والالتزام. فبالتعاون مع وكالة الأناضول، غطى الحروب والمعاناة اليومية، ملتقطًا صورًا تحكي قصص البقاء والخسارة والأمل.
وخارج عمله المهني، يحلم بحياة طبيعية مع أطفاله وأداء دوره كأب, وقال: "هناك أمل في السفر لتلقي العلاج، لمواصلة عملي، والعيش مع أطفالي. نواصل الحلم بأن يأتي الغد، بإذن الله، يومًا أفضل".
وفي اوقات الفراغ يقوم معز بالجلوس مع ابنائه ويقوم بتعليمهم على الكاميرا من جهة ويقلب واياهم بعض الصور التي التقطها ايمنا منه باهمية العمل الصحفي وضرورة استمرار التجربة ونقلها للاجيال المقبلة كما يقول.
كما يقوم في بعض الاحيان وعلى الرغم من مخاطر التنقل حتى بعد الاعلان عن وق فالحرب الذي لم يحدث بشكل كامل يقوم معز بالتجول بين الانقاض والمباني المهدمة يلاطف الاطفال ويتحدث مع الكبار ويقوم بتصوير نماذج صمود وحياة عن غزة املا منه في ان يستفيق هذا العالم حيث يؤمن ان الصورة اهم من الالاف الكلمات.


ويواجه العديد من العاملين في قطاع الصحافة و الإعلام مثل معز الصالحي أيضاً صدمات نفسية، ونقص الدعم الطبي، والتهديد المستمر بالاعتقال أو المضايقة. ورغم هذه المخاطر، يواصل الصحفيون ومنهم معز توثيق الواقع على الأرض، مقدمين للعالم معلومات حاسمة من قلب غزة. وتبرز أعمالهم الشجاعة والقدرة على الصمود المطلوبة للتغطية الصحفية في واحدة من أكثر مناطق العالم تقلباً.
قصة معز الصالحي تمثل شهادة على الصمود الشخصي، وعلى صمود الصحفيين في غزة، الذين يغامرون بحياتهم لإبلاغ العالم عن واحدة من أكثر المناطق تقلبًا على كوكب الأرض.
تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.



