البيرة/PNN- أطلق مركز الدراسات والتطبيقات التربوية "كير" بالتعاون مع المؤسسات التربوية الشريكة والجامعات اليوم، إعلان" القدس للحريات الأكاديمية وحرية التعبير في الجامعات الفلسطينية" تحت شعار "معا نحو الارتقاء بعمل النقابات والكتل ومجالس الطلبة".
وقد انبثق هذا الإعلان عن المؤتمر الذي استضافته جامعة النجاح الوطنية حول الحريات الأكاديمية يوم الخامس والعشرين من الشهر الماضي بمشاركة ممثلي جامعات عديدة.
وشارك في إطلاق هذا الإعلان الذي جرى برعاية البنك العربي الإسلامي، في مدينة البيره، أكاديميون من جامعات: بيرزيت، والعربية الأمريكية، والنجاح الوطنية، وبيت لحم، والخليل، والقدس، والكلية العصرية.
واستعرض مدير عام "كير" د.غسان الله في كلمته بهذه المناسبة الخطط المستقبلية التي سيتم العمل من خلالها لترويج هذا الإعلان ودعم تنبنيه من قبل الجامعات والمؤسسات التعليمية في فلسطين.
واستعرض الجهود الحثيثة والمتواصلة التي قامت بها "كير" والمؤسسات التربوية الشريكة خلال أشهر عديدة من الاجتماعات والنقاشات، وكذلك عقد مؤتمر في جامعة النجاح الوطنية، موضحا أن هذا الإعلان يعد من أبرز ثمرات هذه الجهود.
وقال عبد الله: يتضمن الاعلان واحدا وعشرين بندا تؤكد ضرورة الارتقاء بالواقع الاكاديمي وحرية التعبير في الجامعات الفلسطينية بما فيها حريات البحث العلمي والاستقلال وعدم التسييس وحق المجتمع الاكاديمي في التنظيم النقابي والارتقاء بدور نقابات والكتل الطلابية.
من جانبه، أثنى عضو الأمانة العامة للجمعية العربية للحريات الأكاديمية د.نايف جراد على هذا الجهد، موضحا أن ما ميز هذا الإعلان هو أنه يمثل تطويرا واضحا للإعلان الخاصة بالحريات الأكاديمية التي تم إطلاقها في أكثر من مكان على مدار السنوات الخمسين الماضية.
وتابع: هذا الإعلان سيسهم في نشر الوعي الأكاديمي، وهو بحاجة إلى جهد استكمالي وبخاصة أنه تضمن اشارة إلى ضرورة إجراء تعديلات قانونية، وكذلك أن يتضمن الدستور الفلسطيني الجديد إشارة واضحة إلى احترام الحريات الأكاديمية.
من جانبه، تحدث رئيس دائرة الإعلام في جامعة بيرزيت د.بسام عويضة عن أهمية تنظيم دورات توعية لطلبة الجامعات وبخاصة قادة الحركة الطلابية للتعريف بالحريات الأكاديمية، وكذلك التعريف بحرية الرأي والتعبير وغيرها من المفاهيم الضرورية.
وبدوره، تحدث أستاذ الصحافة والإعلام في الجامعة العربية الأمريكية د.محمود خلوف عن أهمية العمل بالتعاون مع الكتل البرلمانية والنقابات في الجامعات، وكذلك رؤساء الجامعات حتى نضمن أن تخرج نصوص الإعلان إلى حيز التنفيذ ولا تبقى حبيسة الأدراج.
وأكد د.خلوف عن أهمية تشكيل لجنة منبثقة عن هذا الإعلان لمواصلة الاتصال مع رؤساء الجامعات ووزارة التربية والتعليم العالي بما يسهم في النهاية في تعزيز الحريات الأكاديمية في المؤسسات التربوية والأكاديمية.
كما تحدث رئيس دائرة اللغة العربية د.سعيد عياد في جامعة بيت لحم عن أهمية أن تكون "سلطة للأكاديمي والمثقف الفلسطيني" على صعيد دعم الحريات الأكاديمية، وعلى صعيد الحد من انتهاكات حقوق الإنسان.
وبدورها، ثمنت الأساتذة سحاب زلموط مدير كلية فلسطين التقنية للبنات في المبادرة، فيما تحدث ممثل جامعة الخليل د.قيس أبو عياش عن أهمية الإعلان وضرورة المتابعة بما يضمن تنفيذ بنود على أرض الواقع.
من جانبه، قدم د.عدنان إدريس من جامعة النجاح الوطنية مجموعة من المقترحات الرامية إلى دعم الحريات في فلسطين، مشددا على ضرورة تحريم التطبيع الأكاديمي مع الجامعات والأكاديميين في إسرائيل.
واستعرض إدريس بعض مظاهر تقييد الحريات الأكاديمية في بعض الجامعات، مشيرا إلى أنه يتم معاقبة أكاديميين على خلفية فكرهم ونضالهم الرامي إلى تعزيز الحريات الأكاديمية.
كما أشاد عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين نبهان خريشة بالمبادرة وبما تضمنه الإعلان، مؤكدا أنه خطوة في الاتجاه الصحيح.
وأردف: من خلال متابعتي لهذا الجهد فالاعلان نتاج لساسلة ورش عمل واجتماعات، وهو نتاج للمؤتمر الذي استضافته جامعة النجاح الوطنية نهاية الشهر الماضي.
وبالعودة إلى الإعلان فجاء في مقدمته" أن الحريات الاكاديمية وحرية البحث العلمي هي من اسس التطور والتميز في التعليم العالي وتحقيق جودته الشاملة ، وتعتبر استقلالية الجامعات حجر الزاوية في هذه الحريات التي لا بد من الحرص عليها وتطويرها" ..
وقال الاعلان إن "مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية، ورغم ما أنجزته بنفسها في معظم الأحيان، من مسائل تتعلق بحوكمتها وتخطيطها مستفيدة من التجارب الإقليمية والدولية، إلا أنها انساقت وراء أغراض المنافسة وجلب التمويل الخارجي أيضا، وضعف التنسيق بينها، وتدخلت في شؤونها الحكومة والتنظيمات السياسية، وتأثرت بنزعة الجهوية والعشائرية".
وتابع: "يتمتع جميع أعضاء المجتمع الأكاديمي بالحرية في إقامة اتصالات مع نظرائهم في أي جزء من العالم باستثناء الجهات التي تشملها المقاطعة الأكاديمية لمؤسسات الاحتلال الأكاديمية، وكذلك الحرية في مواصلة تنمية كفاياتهم المهنية".
وأضاف الإعلان"تسعى مؤسسات التعليم العالي لإشراك الطلبة في هيئاتها المختلفة تجسيدا لمبدأ المشاركة والنهج الديمقراطي ومبادئ العدالة والحرية. وعلى إداراتها أن تحرص كذلك على إجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة ودورية للأجسام الطلابية النقابية فيها".
وأردف: "لجميع أعضاء المجتمع الأكاديمي الفلسطينيين الحق في حرية الانضمام إلى جمعيات المجتمع المدني، والحق كذلك في تشكيل نقابات والانضمام الى ما هو قائم منها لحماية مصالحهم، كما ينبغي للنقابات الممثلة لجميع قطاعات المجتمعات الأكاديمية المشاركة في صياغة المعايير المهنية لكل منها بالإضافة إلى الحرص على إجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة لنقابات العاملين في الجامعات وضرورة تنسيق جهودها ووحدتها على المستوى الوطني".
يذكر أنه شارك في المؤتمر الذي استضافته جامعة النجاح لغرض مناقشة واقع الحريات الأكاديمية، اكثر من 90 شخصية اكاديمية من الجامعات الفلسطينية وشخصيات دولية وعربية، كما تم عرض 9 ابحاث واوراق عمل تناولت قضايا تتعلق بالارتقاء بالواقع الاكاديمي في الجامعات الفلسطينية.