الشريط الاخباري

"فالكلبة حتى الكلبة تحفظ نطفتها"

نشر بتاريخ: 23-12-2016 | أفكار
News Main Image

بقلم : حمدي فراج في الهزيع الاخير من هذه السنة وهي تلفظ انفساها ، قام رجل تونسي بدهم تجمع ميلادي في العاصمة برلين بشاحنة كبيرة فقتل حوالي عشرة واصاب خمسة اضعافهم ، وفي انقرة اطلق رجل امن تركي سابق نيران مسدسه على سفير روسيا مهللا ومكبرا ، وفي مدينة الباب السورية اقدمت داعش على اعدام جنديين تركيين احراقا بالنار ، وفي تونس استخدمت اسرائيل عدة جوازات سفر اجنبية للنيل من مهندس طيران ساعد حماس في تطوير طائرة بدون طيار ، لكن الذي اثار الحفيظة البشرية في اربعة ارباع الكوكب ، وبما اختزنت من جرائم وموبقات وفظائع على مر تاريخها الطويل ، هو الذي فعله "ابو نمر" وهو يجهز طفلتيه فاطمة ثمانية اعوام واسلام سبعة ، لتفجير نفسيهما "في الكفار" بدمشق ، على اعتبار ان دينه "دين عزة" وانهما ستذهبان بذلك الى الله ، بعد ذلك كالعادة : تكبير . ويصر الوحشي ابو نمر ان يشرك زوجته ام نمر في الفاحشة التي ندر ان سمعنا شيئا مشابها لها ، فيسألها امام الكاميرا طبعا : لماذا ترسل بناتها الى الجهاد ، فترد عليه دون ان نرى ملامح وجهها المنقب المخزي مقياسا بوجه الامومة الجميل : «ما حدا صغير على الجهاد فهو كتب على كل مسلم كبير وصغير نساء ورجال». لو كان هناك دين واحد سماوي او غيره يجيز شيئا كهذا لانفض الناس من حوله قبل ان يلامس الارض ، ذلك ان الحيوانات على تفاوت انواعها الثديية وغيرها ، الباقي منها والمنقرض ، تحافظ على اطفالها ، وكما قال الشاعر مظفر النواب : "فالكلبة حتى الكلبة تحفظ نطفتها" ، في حين علّم زرادشت قبل الاسلام بحوالي الف سنة ، وبنى على تعاليمه فيلسوف المانيا الحديث فردريك نيتشة وعربها شاعر لبنان الكبير جبران خليل جبران من ان "اولادكم ليسوا لكم ، اولادكم ابناء الحياة المشتاقة"، خلدها السيد المسيح الذي تحتفل البشرية هذه الايام بميلاده المجيد بمقولته الرائعة " دعوا الاولاد يأتون الي ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله .. الحق أقول لكم ، من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله" . كان بامكان ابو نمر و ام نمر والمصور الذي يقوم بتصويرهما وكل من اشترك في هذه الجريمة العظيمة من المحسوبين على جبهة النصرة ، - حيث تصر امريكا انها معارضة معتدلة خاصة بعد اقناعها بتغيير اسمها الى "فتح الشام" قبل حوالي اربعة اشهر - ىان يذهبا ويفجرا نفسيهما في تسابقهما على الجنة ومقابلة الله من خلال الطفلتين البريئتين ، معتقدان – الاب والام – ان فاطمة واسلام قربانتان ستشفعان لهما يوم القيامة . انني اشعر بالعار ازاء تقاسمي الانتماء مع هذا الكائن عربيا واسلاميا ، ولكن قبل ذلك وبعده انتماءه الى الانسان .

شارك هذا الخبر!