الشريط الاخباري

معادلة: رسالة مفتوحة للرئيس الامريكي الجديد

نشر بتاريخ: 16-01-2017 | أفكار
News Main Image
بقلم/ حمدي فراج
   السلام عليكم يا سيادة الرئيس دونالد ترامب ، وهي تحيتنا التقليدية التي نخاطب بها الناس ، و بلغتكم : Hello، نتوجه بها اليكم وانتم على بعد بضعة ايام من تسلمكم مهامكم الجسيمة ، وموضوع الرسالة ، عزمكم نقل سفارتكم الى القدس في اشارة لافتة اعترافكم الفعلي بالقدس شرقيها وغربيها ومقدسات اسلامية ومسيحية ، ومعالم اثرية وتاريخية ، وما استحوذت عليه من مصادرات ومستوطنات شارفت رام الله والخليل والبحر الميت عاصمة موحدة ابدية لاسرائيل .
   يأتي هذا الاعلان في سياق منسجم في دعمكم اللا محدود لدولة اسرائيل التي احتلت ما تبقى من بلادنا قبل نصف قرن ، هذا الدعم الذي يعني بالنسبة لنا استمرار العدوان على ارضنا وشعبنا ومنعه من تحقيق ابسط تطلعاته في الحرية والاستقلال .
    اننا يا سيادة الرئيس ما كنا لنمنعك من اختيار اصدقائك ، حتى لو كانت دولة تمارس احتلالها العسكرتاري ضد شعب آخر ، في حين قال العظماء ان شعبا يحتل شعبا آخر لا يمكن ان يكون حرا ، وبالتالي لا يمكن ان يكون ديمقراطيا ، فالديمقراطية الشكلية التي فوّزتك ، كنت انت اول شخص طعنت بها ، وتهددتها برفض الانصياع لها في حالة فوز منافستك هيلاري كلينتون ، وأظهرك اعلامكم "الحر" كشخص متوحش ارعن ، غير جدير حتى بالترشح ، بما في ذلك اعضاء وازنين في حزبكم الجمهوري ، الذي من المفترض البديهي ان يصعد الى السدة بعد ان تسلمها اوباما الديمقراطي دورتين متتاليتين . وحتى بعد فوزكم الصريح ، خرج الناس في مظاهرات ضد فوزكم خاصة في ولايات عظيمة عظمة كاليفورنيا ، واتهمت بالعنصرية واساءة معاملة النساء والفقراء والمعوقين ، ناهيك عن تلاعب روسيا في الانتخابات لصالحكم .
  ان الشعب الفلسطيني الذي يناضل منذ قرن تقريبا ، ليس قبيلة من بواقي قبائل الهنود الحمر ، لتتنكر له انت او غيرك ممن يعتقد ان التقرب الى اعدائه ومحتليه ، لا يتأتى الا عبر تقديمه قربانا سائغا لهم ، و هو بالمناسبة شعب عريق وشعب عظيم ، تتجسد عظمته في انه لا يعتدي على احد ، ويواصل الدفاع عن حقوقه جيلا وراء جيل ، لم يستسلم ولم ينكفيء ، فقد فجر ثلاث انتفاضات شعبية  في اقل من ثلاثين سنة ، وقدم الاف الشهداء والجرحى ، واعتقل من ابنائه وبناته وحتى اطفاله ما يناهز مليون انسان ، ما يعادل خمس وسبعون مليونا من التعداد الامريكي حسب النسبة والتناسب . ناهيك انه جنح للسلام الذي رعته بلادكم قبل ربع قرن في حديقة بيتكم الابيض ، فاكتشف انكم مراوغون مخاعدون ، ديمقراطيون وجمهوريون ، متواطئون مع اسرائيل حمائم وصقور . ان لدينا مأثورا شعبيا يا ايها الرئيس ارغب ان اطلعك عليه يقول "ان كنت ريحا فقد لاقيت اعصارا" .
 

شارك هذا الخبر!