الشريط الاخباري

التعليم بين العقاب والإدارات الفاشلة

نشر بتاريخ: 12-02-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم/ المحامي سمير دويكات

الأمة التي نزل في قرآنها المعجزة على نبيها محمد عليه السلام، اقرأ، يجب أن تكون قارئة وكاتبة ومرموقة في العلم، ولا يوجد دولة مستواها التعليمي جيد إلا وانعكس على كافة مرافق واختلافات الحياة، نعم، فما اشهر المسلمين في كافة الفترات التاريخية التي فرضوا نفوذهم فيها إلا بالقلم ثم السلام ثم السيف، فكثير من البلدان فتحت بفطنتهم العلمية وحبهم للإنسانية وتنفيذ وصايا الله ورسوله، ولم ينتصر المسلمون في يوم من الأيام بفارق عتاد أو عدد. أثناء دراستنا سواء في المدارس أو بعدها في الجامعة، كنا نكره التعليم ولا نحبه، واليوم في فحص للإمكانية تلك أرى أن الطلاب في معظمهم يذهبون لنشاطات التسلية أكثر من التعلم وهو بالفعل ما يلاحظ من تراجع التعليم، والبعض القليل يذهب من اجل التعلم، وهناك معلمون يستطيعون وبكل كفاءة إدارة الحياة التعليمية، ولكن بعض الإدارات لا تدع لهم مجال في تطوير وتنمية المهارات لدى الطلاب والبعض منهم مشكورين يقومون بذلك بجهود شخصية مثلا توزيع هدايا تشجيعية على الطلاب. فما زالت مناهجنا وطريقة تعليمها عقيمة ولا تلبي الحاجة الملحة لبناء جيل قادر على أن يصنع الفرق، وخاصة أن الآباء أصبحوا يذهبون لاستثمار أموالهم في أبناءهم، فالمناهج ما تزال لا تلبي الحاجة الوطنية من بناء الذات والتعليم بطريقة الابتكار، والعملية التعليمية ليس صعبة أو إلى هذا الحد تحتاج إلى إبداعات من وزراء ليسوا كفؤين لإدارة الدفة بالمقابل هناك تربويين قادرين على إحداث الفرق. أثناء دراستنا كنت اشعر بان التعليم عقاب وليس بهدف منحنا معلومات أو طريق جديدة للتعلم وكم أننا نحتاج لهذا العلم في حياتنا ولماذا ينقصنا التعليم في مجال الأخلاق وتطبيق القانون وحب الدولة واحترام الإنسان، وما الذي جرى في منظومة التعليم الدينية حتى يخرج علينا أناس ليس لهم علاقة بموضوعات كثيرة، ولماذا نستخدم العصا كفرض لإطاعة الطالب لمعلمه والالتزام، ولماذا لم نعالج التربية من وقتها لإجبار الطلاب طواعية بالالتزام. فكان الاستخدام لبعض الأساليب من الأساتذة وحتى في الجامعة أشبه بحقبة الحكام الأباطرة الذي فقط كانوا يفكرون في تعقيد وعقاب الطلاب في صنع الامتحانات وهي طريقة تدريب سلبية ولا تنمي الفكر لدى الطلاب. أثرت الإدارات الفاشلة في التعليم لان موضوع قبل أيام طرأ على السطح ولان اليوم بارد، فسماح التربية بتبرعات من الأهالي سواء نقدية أو صوبات تدفئة، مع أنني بقوة مع تدفئة الطلاب والمدرسين شتاءا وتبريدهم صيفا، ليكون بإمكانهم أداء المهام براحة، استفزني كثير وبان أن من هم على رأس المؤسسة ليس لهم علاقة في الإدارة ومصلحة الطلاب، فمثلا، لو تبرعنا بصوبة كهرباء وكانت هذه الصوبة غير أمنة أو لم يتحملها الضغط الكهربائي أثناء البرد وتسبب بخلل في الشبكة، أو تسبب بإحراق مدارس أو لا سمح الله الإضرار بالطلاب، على الأقل كان يجب على مهندسي المديريات والبلديات فحص المناسب وان تكون موحدة وليس بطريقة العشوائية. فما المشكلة في ذلك أن يتم عمل دراسة وتخطيط مسبق جيد، ولو أنها متأخرة، فلماذا لم يتم تركيب مكيفات ذات جودة عالية للمدارس، وعلى حساب البلديات عوضا عن مشاريعهم الفاشلة، فالمشروع لا يحتاج أكثر من مليون دولار أمريكي لجميع الوطن وهي تخرج من جيبة الحكومة الصغيرة. وأخيرا، سنبقى على هذا الطريق لان الحل لمشاكلنا لا يكون إلا بالتعليم، ومن خلال أجيال واعية ولها نصيب من الفهم الجيد.

شارك هذا الخبر!