الشريط الاخباري

"الاخ الجديد" فالنتين مزلفسكي

نشر بتاريخ: 03-03-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم : حمدي فراج

لم يذكر التقرير إن كان "الاخ" الجديد الاسرائيلي من اصول روسية فالنتين مزلفسكي ، قد غير اسمه بعد ان غير دينه اليهودي الى الدين الاسلامي ، وهو موضوع تتناوله وسائل اعلامنا العربية بالكثير من الاهتمام والمباهاة دون تمحيص اوتدقيق ، وقد وصل الامر ان يباهي احد الدعاة الرسميين انه نجح خلال العام المنصرم بأسلمة سبع وتسعون أجنبيا ، وكأن هذا العدد مضاعفا عدة مرات يضيف شيئا كثيرا لما يزيد على المليار مسلم . تغيير الاسم اسهل بكثير من تغيير الدين ، ولهذا نجد ان جميع العاملين في جهاز المخابرات الاسرائيلية انتحلوا اسماء عربية واسلامية ، بما فيها عبد الكريم وعفيف وجاد وموسى وفرح ونضال ، والاخير اسم الضابط المسؤول اليوم عن مخيم الدهيشة. اعلان اسلام "الاخ الجديد" ليس هو الامر الجديد ، فهو بعد قدومه من بقايا الاتحاد السوفياتي عام 1996 ، ولما يمض عليه اربع سنوات ، اعلن اسلامه رسميا ، ومن المؤكد ان صاحب ذلك تقارير فخرانية مع المرجعيات الدينية الاسلامية المنتشرة في العالم العربي ، لكن الجديد في الامر قيام اجهزة الامن الاسرائيلية باعتقاله على خلفية انضمامه لداعش . ولا نظن ان انضمامه لداعش مسألة جديدة ، فالمخابرات ، ايا كانت جنسيتها ، تريد معرفة كوامن هذا المرتد عن دينه ، و بالتالي فإن داعشيته كانت مفهومة وواضحة ، خاصة في عصر التكنولوجيا الحديثة و ما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي ، وما هو بإجتماعي على الاطلاق . لقد تضمنت لائحة الاتهام بحقة محاولته الدخول الى سوريا والانخراط في صفوف داعش مرتين ، مرة عبر سيناء والاخرى عبر تركيا ، وهي منافذ تربطها باسرائيل علاقات حسنة و"ارض خضرا" كما يقال . بمعنى ان المستجد بشأنه ليس اسلامه ولا داعشيته ، بل انقلاب السحر على الساحر فيما يتعلق باعتماد داعش منظمة ارهابية تضطر اسرائيل معها ان تنزل عندها كما فعلت الكثير من الدول عالميا واقليميا وعربيا وبالتالي اسرائيليا . لقد قتل العشرات ممن انضموا لداعش من عرب 48 وحاربوا في سوريا من ضمن المئات الذين لم يعودوا بعد ، جثثا او مستنكفين ، لكن مزلفسكي لم ينجح في المرور كما "نجح" بقية اخوته ، متناسين ، ان الجهاد ينفع ان يكون ضد اسرائيل عدوة العرب والمسلمين الاولى ، ليس لانها ذات غير دين ، بل لانها تحتل ارضهم ، وبالتالي يتخلصوا من مشقة التهرب والتسلل عبر اكثر من حدود حتى يصلوا الى سوريا . ليس فقط اسلامية "اخينا" الجديد هي التي تعد بمثابة شك ، بل يهوديته ايضا ، فلقد قيل في غمرة هجرة المليون روسي الى اسرائيل ، ان احد أهم اجراءات معرفة يهودية القادمين الجدد واعتمادها الكشف عنهم ان كانوا مختونين ام لا . المختون يعتمد ويعبر ، وغير المختون يختن .

شارك هذا الخبر!