الشريط الاخباري

انتفاضة شعبية وقيادة جديدة قيد الولادة في القدس بقلم محمد ضراغمة 

نشر بتاريخ: 22-07-2017 | محليات , أفكار
News Main Image
كتب الصحفي محمد ضراغمة من يبحث عميقا وراء الاحداث الجارية في القدس يمكنه التنبؤ بميلاد انتفاضة شعبية في المدينة، في حال استمرار وتصاعد قضية البوابات... العنصر الاول في اي انتفاضة هو العمق الشعبي، وهذا ظاهر في المشاركين في الاعتصامات والصلوات والانشطة... في باب الاسباط تجد جميع افراد العائلة، تجد النساء في المقدمة، والرجال والابناء والبنات. الكبار والصغار. الفقراء والمتوسطين.. المثقفين والعمال. العلماء والجهال... مدفوعون بالقلق على الوجود وعلى الهوية التي يمثلها المسجد الاقصى... العنصر الثاني في الانتفاضة هو القيادة، وهذه تولد في الاحتجاجات وفي الاحتياجات... فالاحتجاجات تولد من يقودها، والاحتياجات تولد من يلبيها... الناس هنا، ينظمون انفسهم وفق الاحتجاجات والاحتياجات، الشبان ينظمون الاحتجاجات، ولديهم وسائل اتصال خاصة عبر السوشال ميديا، والناس العاديون ينظمون الاحتياجات... في البداية كان الناس يحضرون الطعام بصورة عشوائية، فجاء احدهم بفكرة: تعالوا ننظم العملية، سنسجل اسماء سكان الاحياء، حسب الابجدية، فمن يبدأ اسمه بحرف الألف يحضر الطعام اليوم، ومن يبدا بحرف الباء يحضر الطعام غدا... وكذلك الماء وسجاد الصلاة... شكل الناس لجان مسؤولة عن التنظيف، فالبلدية لا ترسل عمالها الى "باب الاسباط" للتنظيف... والاعداد الكبيرة من المعتصيمن تنتج نفايات، وهناك حاجة لتنظيف المكان... ولغياب القيادة السياسية في القدس، يلجأ الناس الى القيادة الدينية... بالامس، قبيل صلاة الجمعة، جاء ضابط شرطة اسرائيلي كبير واقترح على المعتصمين الدخول الى المسجد دون المرور عبر البوابات الالكترونية... البعض تشجع وقال انتصرنا...والبعض تشكك.. وحدث نقاش كبير، وعندما لم يتفقوا على شيء قال احدهم: تعاولوا نسأل الشيخ المفتي، فهو الذي يقرر... وكان رأي المفتي: لن ندخل الا بعد ازالة البوابات... لا نريد ان نرى البوابات على مداخل المسجد.. والتزم الجميع بما قاله المفتي.. في القدس القيادة التقليدية تحولت الى قيادة مركزية، وتراجعت القيادة السياسية الى الخلف، فالناس تثق بالمرجعيات الدينية ولا تثق بالسياسيين، الناس هنا تقول ان السياسيين يبيعوننا في اول "كوربة"، لذلك عندما دعت التنظيمات الى فعاليات لم تستجب لها الناس... العنصر الثالث في الانتفاضة هو الاستمرارية، واعتقد ان استمرار البوابات والرفض الشعبي القاطع لها، سيقود الى استمراية الحراك الشعبي في القدس، وتحوله الى انتفاضة، تجمع حولها الفلسطينيين في باقي اجزاء الوطن، في الضفة والقطاع والداخل ايضا... فالداخل يشعر انه جزء من المعركة... وهذا يظهر في الحضور الفاعل للداخل في كل احداث القدس...

شارك هذا الخبر!