الشريط الاخباري

معاناة طفلات مقدسيات أسيرات

نشر بتاريخ: 11-09-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم/ د. خالد معالي

الكتابة عن وجع الأسرى يوجع القلب؛ فكيف بالكتابة عن الأطفال الأسرى ومعاناتهم، وبالأخص الطفلات الأسيرات المقدسيات؛ اللواتي يفقدن طفولتهن ومقاعد دراستهن خلف القضبان، لمجرد حبهن لوطنهن، ورفض الاحتلال!؟ صور كثيرة للمعاناة للطفلات الأسيرات المقدسيات خلال عملية اعتقالهن أو بعد اعتقالهن وعملية التحقيق الشاقة؛ اللواتي يتم التعامل معهن كالبالغين والبالغات دون تمييز في عمليات التحقق المصاحبة لأساليب تعذيب كثيرة لانتزاع المعلومات نزعا، والتي تكون في الغالب مفبركة وغير حقيقية للتخلص من التعذيب، فلكل إنسان طاقة تحمل. من صور معاناة الطفلات الأسيرات؛ هو إبقاء الأسيرة الطفلة المصابة بالتوقيف والتحقيق معا؛ مما يضاعف مشكلتها الصحية؛ فبنظر المحققين المعلومات أهم من صحة الطفلة الأسيرة، وتأمل معي كيف جيش لا يقهر يخاف من طفلة ويريد منها معلومات؛ وكأن تلك المعلومات ستعمل على إزالة الكيان إن لم يتم معرفتها!؟ كذلك العزل بزنازين العزل للأسيرات الأطفال وخاصة أسيرات القدس، فكيف لطفلة من المفترض أن تنام بحضن أمها، تنام لوحدها في زنزانة ضيقة خشنة الجدران رائحتها كريهة لا تطاق. ويتعمد الاحتلال؛ حرمان الأسيرات الأطفال من زيارة ذويهن وعائلاتهن لفترات طويله؛ قبيل إصدار الأحكام وما بعد الحكم عليهن يسمح بزيارات متباعدة بالأشهر لبعض أفراد العائلة؛ بحجة المنع الأمني. ومن صور الابتزاز والضغط على الأطفال والطفلات الأسيرات للتخابر مع الاحتلال انه يتم تصوير بعضهن أثناء الاعتقال من قبل جنود الاحتلال، ونشر الصور بطريقة لا ترضي العقول ولا المجتمع بما يسيء للأسيرة وعائلتها. ويتعمد الاحتلال إصدار أحكام عالية بحق الأسيرات الأطفال تتراوح ما بين 7-16 عاما لأطفال بعمر أل 16 عام؛ في محاولة لترك تأثير نفسي على الأسيرات، وعلى كل من يفكر بمقاومة الاحتلال لاحقا. وتشكل معاناة ما يعرف باص البوسطة – وسيلة نقل للأسرى والأسيرات بين السجون واملحاكم- ونقل الأسيرات لساعات بفرن بالصيف وثلاجة بالشتاء ونقلهن مع الجنائيات "الاسرائيليات" وإبقاء الأسيرات رهن القيد أثناء النقل؛ والنقل يستغرق يومين للأسيرات من الخليل والقدس؛ حيث يتم اجراء جلسات المحاكمة لهن بمعسكرات المسكوبيه بالقدس وعوفر برام الله ، وإبقاء الأسيرات بزنازين اسمنيتة قذرة وعفنة وذات رائحة رطوبة عالية؛ أثناء جلسات المحاكمة وانتظار باص البوسطة . كذلك يتعمد السجانون تقييد الأسيرات الطفلات؛ أثناء زيارة المحامي والأهل مما يؤثر نفسيا على العائلة والأسيرة؛ وكذلك حرمان الأسرى الأطفال من استكمال دراستهم المدرسية، وهو ما يعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الطفولة. ولا يتوقف أثر الأسر في السجن فقط ؛ بل يمتد للخارج ؛ فالخوف يبقى مرافق للأسير الطفل أو الطفلة، وكذلك الخوف من إعادة الاعتقال والمرور عبر الحواجز الاحتلالية، وعدم القدرة على العودة للحياة المجتمعية والنوم بشكل عادي.

المقالة تعكس وجهة نظر الكاتب وليس بالضرورة أن تعكس وجهة نظر شبكة فلسطين الاخبارية PNN
 

شارك هذا الخبر!