الشريط الاخباري

زنزانة بلا طعام

نشر بتاريخ: 03-06-2015 | أفكار
News Main Image
بقلم/ خالد معالي في الوقت الذي قامت به إدارة سجون الاحتلال بعزل القائد الأسير عبد الله ألبرغوثي في زنزانة لا تصلح حتى للحيوانات؛ يخوض الأسير خضر عدنان إضرابه عن الطعام بشكل متواصل ل30 يوما؛ وسط تفاعل شعبي باهت لا يرقى للحد الأدنى من المستوى المطلوب من التضامن لهما وللحركة الأسيرة عموما. برغم تقييد يديه ورجليه؛ للأسير ألبرغوثي وللأسير خضر عدنان؛ إلا أن عزيمتهما تناطح الجبال؛ فلا تراجع ولا نكوص؛ عن تأدية الواجب مهما كلف ذلك من ألم الجوع؛ فألم ساعة ولا كل ساعة؛ وما النصر إلا صبر ساعة. حب الوطن والخير ورفض الظلم هو ما دفع قائدين مثل البرغوثي وعدنان إلى التضحية بالإضراب عن الطعام؛ بهذا الشكل البطولي الذي قل نظيره في عصرنا الحالي؛ فإما النصر او الشهادة؛ ننتصر أو ننتصر..... هو أيضا شعارهما الخالد؛ ولا بد من الانتصار في النهاية لمن يحملون مثل هذه الشعارات القابلة للتطبيق والعادلة والمشروعة مهما كلفت من التضحيات الجسام. زوجة الأسير عدنان تقول أنها تعيش حالة من القلق الشديد على صحة زوجها في ظل تعنت مصلحة السجون في التعامل معه؛ مشيرة إلى دعمها لإضراب زوجها وتأكيدها أنه يمثل قضية الاعتقال الإداري بإضرابه الثاني، وأنها واثقة أنه سينتصر ولن يتراجع مهما كان الثمن، وان الظلم يجب أن يتوقف. ما الذي يريده الأسيرين البرغوثي وعدنان سوى حرية شعبهم؛ وهي حقوق طبيعية وعادلة جدا؛ كبقية شعوب الأرض التي تنعم بالهدوء والسلام والآمن والطمأنينة؛ وقضية الاعتقال الإداري ظالمة ولا بد من وقفها. الأسير عدنان يتم وضعه في زنزانة كوسيلة ضغط عليه لثنيه عن إضرابه؛ وبلا طعام كونه مضرب؛ أما الأسير ألبرغوثي فحاله ليس بأفضل؛ فهو مضرب وبلا طعام؛ فالزنزانة دائما هي بلا طعام لمن جرب حياة الأسر بفعل قساوتها. ظروف الأسر صعبة جدا؛ لكن الكرامة أغلى من الطعام والشراب، والحرية أثمن؛ والجوع للوطن أهم من الجوع والآكل. من حق زوجتي الأسير عدنان والأسير البرغوثي أن يعتبا؛ وكذلك أهالي الأسرى على قلة التفاعل الشعبي؛ فالأصل أن تكون قضية الأسرى حاضرة في كل ميدان وكل حدث وكل مسيرة واعتصام؛ ولنتعلم وننظر كيف حول الاحتلال فقضية الأسير "شاليط " إلى قضية هامة لدى الغرب؛ وكيف يوسط الشرق والغرب لأجل أسراه لدى مقاومة غزة؛ والذين أسروا خلال الحرب العدوانية الأخيرة التي شنها على غزة الضيف الماضي. في كل الأحوال لا يجوز أن يكون التفاعل الشعبي مع الأسرى المضربين والحركة الأسيرة موسمي التذكر يختصر قضية الأسرى في يوم الأسير الفلسطيني فقط من كل عام، فمن حق الأسرى على الخارج عدم نسيانهم، وعدم تركهم لقمة سائغة للسجان.

شارك هذا الخبر!