الشريط الاخباري

قص الاظافر في الليل حرام ام حلال

نشر بتاريخ: 15-09-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم : حمدي فراج بعد ما كشفه مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) أن معدل الإنفاق على البحث العلمي في الدول الأعضاء لا يتجاوز الواحد في المائة ، وانها دون ذلك بكثير في الدول العربية ، فإننا لن نتفاجأ بحجم التخلف الذي يضرب جنبات هذه الامة ، تخلفا عاما طاما في جميع مجالات حياتها ، وبالادق مواتها ، وتحت شمسها التي تشرق عليها في وقت واحد ، ترى جيش من البطالة ، خريجو جامعات ، يبيعون قوة عملهم كيفما اتفق ، على بسطات وعربات ، تلاحقهم قوى الامن الكاذب ، جيش رديف من البطالة المقنعة ، هذا الامن الذي يحمي حياض الوطن من "بائعة تبيع الفجل في الساحات" وفق الشاعر تميم البرغوثي ، يتكرر مشهده في معظم المدن العربية ، وساحة المدبسة في بيت لحم . المشهد خلدته السيدة فيروز ، قبل نحو خمسين سنة في مسرحية "الشخص" حيث تبيع البندورة على عربتها "لا مرشوشة ولا مغشوشة" ، ويتم مصادرة العربة لمرور الشخص المهم في المكان . الشخص المهم ومعه كل جحافل امنه ، لا يستطيع حماية الوطن من الاعداء المتربصين و شراذم التخريب ، فتعيث فيها تدميرا وتخريبا عدة سنوات ، قبل ان تهب دول اخرى غير شقيقة لحمايته . الشخص المهم نفسه ، استطاعت دولة اسرائيل وحدها من احتلال ارضه في ستة ايام ، والبعض يقول في ست ساعات ، ولم يستطع تحريرها في خمسين سنة ، لكنه استمر في مطاردة عربيات بيع الخضرة ، حتى اقدم البوعزيزي في تونس على اشعال النيران في جسده احتجاجا على منعه . الشخص المهم ، لم يعجز فقط عن تحرير وطنه ، بل لم يستطع وقف غول البطالة من ان يستشري في جسد اصحاب الوطن الحقيقيين من الجيل الشاب الذي يتحفز للحصول على وظيفة تلائم تخصصه الجامعي كي يسهم في مساعدة ابيه اعالة بقية اخوته الصغار ، فيتحول الى عالة جديدة على كاهل الاب الكاهل شبه العاجز ، لكن الجزء الاخر من هذا الجيل يتم تجنيده في قوى الامن لكي تحافظ على حياض القصر ، قصر الشخص المهم ، ضد بياع العربة . تفيد احصائيات عالمية ، ان المرأة السعودية تنفق على مكياجها نحو 2 مليار دولار سنويا ، وان قطر دفعت لكل جندي سوري ينضم للجيش الحر 50 ألف دولار سنويا ، ناهيك عن العتاد و المفخخات والسيارات ، وان ترامب في زيارته "التاريخية" للرياض حصل على 460 مليار دولار ، واذ ا كانت مصر – ام الدنيا – تنفق على البحث العلمي واحد في الالف ، فإن الدول الاخرى تنفق اقل من ذلك ، او انها قد لا تنفق ابدا ، هذا بالتالي يجعلنا لا ننتظر حفل توزيع جوائز نوبل السنوي في الفيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد ، ويجعلنا نستمر في الظلام السرمدي إن كان قص الاظافر في الليل حلال ام حرام . فيروز بعد مصادرة عربتها ، آثرت ان تغني لها بدلا من الطريقة البوعزيزية : سوا ربينا / سوا مشينا / سوا قضينا ليالينا / معقول الفراق يمحي اسامينا / انت وانا درنا ع كل البواب/ حبينا وكبرنا بموسم العنّاب / وانطرنا الجنى بليالي الجنى / وقطفنا الفرح من علالينا .

شارك هذا الخبر!