الشريط الاخباري

القدس .. مثال التعايش في أبهى صورة

نشر بتاريخ: 18-12-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم/ الدكتور حنا عيسى 

أستذ القانون الدولي

قبل الحديث عن نشأة الديانتين المسيحية ومجيء الإسلام لا بد لنا من اعتماد مبادئ الحوار الأخوي والتفاهم بين أتباع الديانتين وكافة المستويات الشعبية والرسمية لتكريس أسس الوفاق والتقارب ومد جسور المحبة والأخوة والعيش المشترك وقبول الآخر وتبادل الثقة في وطن واحد ليكون قاعدة المواطنة ومبدأ سيادة القانون والمساواة ، من اجل وطن يضمن العيش بحرية وكرامة .

علما بأن الحضور المسيحي في معظم البدان العربية يعود الى نشأة الديانة المسيحية في بداية السنين الأولى الميلادية ، ويشهد التاريخ بكل مراحله على وجود مسيحية عربية في كختلف مناطق الشرق ، وبمجيء الإسلام بداية القرن السابع ميلادياً بدأ تاريخ مشترك جمع بين المسيحيين والمسلمين في الشرق العربي وحضارة مشتركة ورثت جميع الحضارات السابقة في هذه البلاد ، حيث كانت حضارة بابل والحضارة الفرعونية أولى حضارات التاريخ .

ولقد أدت خبرة وتجارب الماضي بالمسيحيين والمسلمين إلى انصهار في بوتقة واحدة وهي الحضارة العربية ، مع احتفاظ كا منهم بأصالته الدينية وخصوصيات عادته وتقاليده . ويشكل هذا التراث الحضاري المشترك ضمانا لاستمرارية التفاعل الذي يواجه اليوم مستجدات لابد من استعابها ، وامكانيات لا بد من باورتها ، وتحديات لابد من مواجهتها ، وهذا كله يفتح أبواب واسعة أمام مستقب هذه الخبرة بكل حيوتها وأصالتها .

أن استمرار التعايش الايجابي في الغالب الأعم من الدول العربية ، وتمتع المسيحيين بحريات العبادة والنشر والكتابة و استخدام القنوات الإذاعية والتلفزيونية في معظم الدول العربية بما فيها بلدنا فلسطين ، وتضائل القيود أمام وصول المسحيين إلى معظم وظائف الدولة ومراتبها ، وخصوصا في فلسطين والاردن وسوريا ، وحسن العلاقة بين المراجع الدينية والمسيحية والإسلامية في جميع الدول العربية ، وقيام هذه المراجع بتطويق أي حادث سلبي يطرأ على مسيرة العلاقات بين المسيحيين والمسلمين وتعمق القناعة لدى الشريك المسلم بأن المسيحية العربية شريك أساسي في العيش والمصير ، وجسر حوار مع الغرب يمكن اللإسلام العربي أن يستفيد منه إيجابيا.

شارك هذا الخبر!