الشريط الاخباري

فور النشر عن تدمير المفاعل السوري: "حرب الاعتمادات" بين سياسيي وجنرالات الاحتلال

نشر بتاريخ: 22-03-2018 | قالت اسرائيل
News Main Image

بيت لحم/PNN- قبل أن يجف حبر العناوين التي تصدرت الصحف الإسرائيلية، أمس الأربعاء، حول تدمير المفاعل النووي السوري، قبل قرابة 11 عاما، اندلعت، كالمعتاد في دولة الاحتلال، "حرب الاعتمادات" بين المسؤولين السياسيين الكبار، وامثالهم في أجهزة الاستخبارات، الذين سعى كل منهم إلى نسب التخطيط والتنفيذ لنفسه، مما جعل وزير الجيش افيغدور ليبرمان، يعلن ندمه على السماح للرقابة العسكرية بنشر تفاصيل العملية، وفقا لما تنشره الصحف.

ووفقا لما نشرته "هآرتس" فقد قال ليبرمان إن "رقصة الشياطين التي تحدث في وسائل الإعلام الإسرائيلية "تخجل" القرار الذي اتخذ في أيلول 2007 لتدمير المفاعل، وهذا يظلم الطيارين الذين شاركوا في العملية ورجال الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية، الذين جلبوا هذه المعلومات". "لقد تجاوز الناس كل الحواجز وبكل بساطة يكشفون معلومات يمكن أن تتسبب بضرر شديد لأمن إسرائيل".

وقال ليبرمان في محادثة هاتفية من إفريقيا، حيث يقوم بزيارة تستغرق بضعة أيام، إنه ينوي، لدى عودته إلى "إسرائيل"، إعادة النظر في سياسة الرقابة تجاه الكتب التي يؤلفها مسؤولون كبار سابقون. ورفض وزير الجيش، الذي كان عضوًا في المجلس الوزاري آنذاك، ادعاء سلفه إيهود براك، بأن الأجواء في اجتماعات مجلس الوزراء كانت "هستيرية ورهيبة". وفقا له، كانت هناك أجواء من الجدية والمسؤولية، ورئيس الوزراء إيهود أولمرت كان موزونا وأدى مهامه بشكل جيد.

وصرح ليبرمان ان "محفزات أعدائنا ازدادت في السنوات الأخيرة، ولكن ازدادت، أيضاً، قوة الجيش الإسرائيلي، لقد ازدادت قوة سلاح الجو والقدرات الاستخباراتية وتوسعت في حجمها، مقارنة بالقدرات التي كانت لدينا في عام 2007. حاولوا أن تتخيلوا ما كان سيحدث لو لم نعمل. كنا سنحصل على سوريا نووية. وهذه المعادلة تستحق أن يستوعبها الجميع في الشرق الأوسط ".

يشار إلى أنه منذ نشر التقرير صباح أمس، دارت معركة روايات بين من ترأسوا مجتمع الاستخبارات خلال فترة الهجوم. وقال تمير باردو، الذي كان نائبا لرئيس الموساد مئير دغان، في تلك الفترة، إنه بفضل الموساد، فقط، عرفت إسرائيل عن المفاعل، وأن اكتشافه المتأخر هو "فشل مدوي". ورفض عاموس يدلين، رئيس الاستخبارات العسكرية في ذلك الوقت، الانتقادات بشأن الفشل الاستخباراتي، وقال إن شعبة الاستخبارات العسكرية أشارت إلى إمكانية وجود برنامج نووي سوري منذ نهاية عام 2006.

وقال باردو، خلال مشاركته في مؤتمر دغان للأمن والاستراتيجية في الكلية الأكاديمية في نتانيا، أمس، "إن فريقًا من مقاتلي الموساد نجح في جلب معلومات استخباراتية، وبفضل هذه المعلومات، وفقط بفضلها، علمت إسرائيل بوجود مفاعل في سوريا".

ووفقاً لتحقيق نُشر في "نيويوركر"، فقد اقتحم عملاء الموساد في فيينا شقة رئيس لجنة الطاقة الذرية السورية ونسخوا معلومات من حاسوبه الشخصي. وفي المواد التي تم أخذها عثر على صور للمفاعل من الداخل، الأمر الذي شكل دليلا على وجوده.

وقبل ذلك، قال يدلين في مقابلة مع إذاعة الجيش، ان شعبة الاستخبارات العسكرية أشارت إلى احتمال وجود برنامج نووي سوري في نهاية عام 2006 وبداية عام 2007. وقال: "لم نكن نعرف عن ذلك بشكل مؤكد، بناء على قطع الصور، كان لدينا 50 قطعة من بين ألف". وتطرق يدلين إلى العملية في فيينا، وقال: "لحسن الحظ، وبفضل عملية غير عادية قام بها الزملاء في الموساد، وفقا لمصادر أجنبية، وصلت 500 قطعة واكتمل وضوح الصورة بفضل عمل استخباري فريد من نوعه".

وقال وزير الجيش في حينه، إيهود براك، لإذاعة "مكان الثانية"، صباح أمس، إن "اكتشاف المفاعل تم صدفة قبل شهرين من تحوله إلى ساخن". ورد يدلين على مقولة براك بأن الأجواء خلال النقاشات مع أولمرت كانت رهيبة، وقال: "وزير الأمن مخطئ. الأجواء كانت موضوعية ومهنية. طوال العملية، منذ الاكتشاف في ربيع 2006 وحتى الهجوم في الخريف".

وتطرق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الهجوم، أمس، وقال إن "حكومة إسرائيل والجيش والموساد منعوا سوريا من تطوير قدرات نووية. انهم يستحقون كل تقدير على ذلك". كما قال نتنياهو إن "سياسة إسرائيل كانت ولا تزال راسخة – منع أعدائنا من التسلح بسلاح نووي".

كما تطرق وزير شؤون الاستخبارات، يسرائيل كاتس، إلى الموضوع، أمس، وكتب على حسابه في تويتر أن هذه العملية توضح بأن "إسرائيل لن تسمح، أبدا، بوجود سلاح نووي في أيدي من يهدد وجودها. سوريا آنذاك وإيران اليوم". وهنأ كاتس رئيس الوزراء في حينه، أولمرت، على القرار وكتب أنه "في ميزان الفضل والواجب يرجع الفضل بتدمير المفاعل بشكل واضح إلى إيهود أولمرت".

وكان مسؤول سابق في جهاز الاستخبارات قد قال لصحيفة "هآرتس" إن الاكتشاف المتأخر للمفاعل السوري، "هو أكبر إخفاق استخباري لإسرائيل، وربما الأكبر منذ إخفاق حرب يوم الغفران". وقال: "الجانب المخيف في كل القصة هو أن الكشف كان صدفة تامة. وقال العميد (احتياط) ايلي بن مئير، رئيس الحلبة الفنية في شعبة الاستخبارات آنذاك: "ربما كان يمكننا اكتشافه قبل ثلاثة أشهر آنذاك، بفعل المعلومات التي توفرت".

وكانت دولة الاحتلال قد سمحت بالنشر، أمس، بأن طائرات سلاح الجو دمرت المفاعل في سوريا في 2007، قبل فترة وجيزة من تفعيله.

شارك هذا الخبر!