الشريط الاخباري

قراءة تاريخية: فذكر ان نفعت الذكرى

نشر بتاريخ: 08-05-2018 | أفكار
News Main Image

بقلم/ د. حنا عيسى 

أستاذ القانون الدولي

قراءة تاريخية: فذكر ان نفعت الذكرى

من حق الثورة الفلسطينية ان تطالب بحق تقرير المصير أسوة بالثورتين الامريكية والفرنسية

(عرف بعض فقهاء القانون الدولي حق تقرير المصير "بأنه حق أي شعب في أن يختار شكل الحكم الذي يرغب العيش في ظلهِ والسيادة التي يريد الانتماء إليها ". باعتبار أن السيادة ركن أساسي من أركان تقرير المصير. وإذا كان مبدأ تقرير المصير قد أستُهل في عام 1526م، لكنهُ لم يجد تطبيقهُ الفعلي ألا في بيان الاستقلال الأمريكي المُعلن في 4/تموز/1776، وبعدها أقرت به الثورة الفرنسية في 1789م، كما ضمنهُ الرئيس الأمريكي ولسن Wilson في نقاطه (14) التي أعلنها بعد الحرب العالمية الأولى)

وقعت ثورتان في نهاية القرن الثامن عشر كان لهما تأثير كبير على مجرى العلاقات الدولية والقانون الدولي فيما بعد، وهما الثورة الأمريكية والثورة الفرنسية:

أ- فالثورة الأمريكية (1775-1783)التي انتهت بانتصار الثوار الأمريكيين على المستعمرين البريطانيين وانفصالهم عن بريطانيا، قد أوجدت عدة مبادئ جديدة في مضمار القانون الدولي وأهمها:

1. حق الشعوب المستعمرة بالنضال ضد الدولة التي تستعمرها والانفصال عنها، وقد اعترفت جميع الدول بهذا الحق بعد جلوس ممثلي الثوار الأمريكيين إلي جانب الدول الأوروبية الأخرى في مؤتمر فيرساي سنة 1783م .

2. الاعتراف بالمحاربين، وبهذا لم تعد الدول هي الشخصيات الوحيدة المعترف بها في مضمار القانون الدولي بل أصبح المحاربون شخصاً من أشخاص القانون الدولي أيضا.

3. حق التدخل الذي تمارسه دولة معينة الى جانب دولة أخرى أو سلطات دولة أخرى، حيث تدخلت فرنسا إلي جانب الثوار الأمريكيين، وكان تدخلها أحد الأسباب الرئيسية في نجاح الثورة الأمريكية < دور لافاييت مالاميرال ده مجايس في معركة يورك تاون عام 1781>، وقد اعترفت الدول الأوروبية بشرعية هذا التدخل في مؤتمر فيرساي 1783م.

ب- وأما الثورة الفرنسية (1789-1795): فقد كان لها أثار هامة في خارطة العالم وتطور العلاقات الدولية وقواعد القانون الدولي أيضاً. ومن أهم القواعد الدولية التي جاءت بها الثورة:

1. حق الشعوب بتقرير مصيرها، والاعتراف بالسيادة للشعوب وليس لحكام هذه الشعوب كما كان الحال قبلاً.

2. أصدرت الثورة < بيان حقوق الإنسان و المواطن> عام 1792م، وهو أول نص متكامل يبحث في هذا الموضوع، ويعتبر مقدمة < للبيان العالمي لحقوق الإنسان > الذي صدر عن الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة يوم 10 كانون الأول عام 1948م.

3. سنت الثورة عامي 1792 /1793 جملة من المراسيم التي تتعلق بكيفية معاملة أسرى الحرب، وتعتبر هذه المراسيم من أولى النصوص الوضعية في مجال القانون الإنساني في أوروبا.

4. وبالإضافة إلي ذلك فان الثورة الفرنسية أثرت في مجرى الحياة الدولية والقانون الدولي بشكل غير مباشر لأنها كانت مقدمة لوصول الإمبراطور نابليون الى الحكم ومحاولة هذا الأخير السيطرة على أوروبا بكاملها مما سبب تكاتف الدول الأوروبية ضده ثم انتصارها عليه في معركة وإترلو عام 1814م، وهي المعركة التي قادت إلي عقد مؤتمر فينا عام 1815م.

شارك هذا الخبر!