الشريط الاخباري

المسجد الاقصى في الوعي الجمعي بقلم د. خالد معالي

نشر بتاريخ: 10-06-2018 | أفكار
News Main Image

يحاول الاحتلال منذ أن دنست قدماه القدس المحتلة عام 67؛ كي الوعي السياسي الجمعي للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية؛ بزعم أن المسجد الأقصى بني مكان جبل الهيكل؛ وهو ما تكذبه كل الشواهد الأثرية والتاريخية والدينية، وراح يروج لحتمية الهدم، وبناء الهيكل المزعوم الغير موجود الا في عقول من لوثت افكارهم بعقائد فاسدة.

القدس والمسجد الاقصى المبارك، بقي مفتاح للحرب والسلام، وملازم للوعي السياسي الجمعي للأمة، فدولة المشروع الصهيوني تطوق القدس بالمستوطنات كنسخة معاصرة للإمارات الصليبية التي أقامتها فتوحات الفرنجة في المنطقة قبل ألف عام، فهل الإمارات خلدت الاحتلال الصليبي المدعوم من دول أوروبا وقتها؟! وهل سيبقى الغرب يدعم دولة الاحتلال الى ما لا نهاية؟! أوليست الايام دول، يوما لك ويوما عليك؟!

المسجد الاقصى المبارك من بنايات وساحات وباحات، ليست مجرد أرضا متنازع عليها؛ أو مجرد بنايات تاريخية، تحوي فقط تاريخ اندثر أكل عليه الدهر وشرب؛ إنها أمر آخر؛ له قدسيته لدى قرابة مليارين من العرب والمسلمين.

جموع غفيرة من الفلسطينيين تزحف للصلاة في المسجد الاقصى في العشر الاواخر من شهر رمضان، بمئات الآلاف لتملأ ساحاته، وتقهر الاحتلال برتابتها وسلاسة الاصطفاف بصفوف مستقيمة، فالمسجد الاقصى مسرى رسولنا الكريم، له قدسية خاصة، والصلاة فيه ب 500 صلاة.

المسجد الاقصى المبارك له معاني ودلالات عميقة وراسخة؛ ومزروعة في قلب وعقل كل مسلم وعربي وفلسطيني، وعقيدة دينية متجذرة، وسيبقى يذكر في القرآن الكريم حتى يوم القيامة، وهذا ما يتناساه قادة الاحتلال تحت غرور قوتهم الفانية.

كان لافتا ان يدعو خطيب المسجد الاقصى في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان، الى الحفاظ على حجارة المسجد الاقصى من قبل المصلين، فهو لكل من صلى وصام، وهو يفدى بالدم وبالروح، وتحريره مسألة وقت من دنس الاحتلال.

محيط المسجد الاقصى يئن تحت وقع ضربات سلطات الاحتلال، ففي الأيام الأخيرة؛ تكررت عمليات تدنيس الأقصى بكثافة؛ وتوقفت فقط فيما تبقى من العشر الاواخر، فالاحتلال يريد تهويد القدس والمسجد الاقصى وبناء ما يزعم انه هيكل سليمان مكان المسجد الاقصى.

يعاني اهالي القدس المحتلة من خنق القدس بكتل استيطانية وتدمير وهدم بيوت أهلها، وجعل اليهود أغلبية مطلقة فيها؛ وهو ما نجح فيه إلى حد ما في ظل صمت عربي مطبق، وردود باهتة لا ترقى لمستوى الحدث، من قبيل الشجب والاستنكار واللوم والعتب.

الصمت يغري بالمزيد، فمن امن العقاب أساء الأدب وهو ما يشجع اليهود المتطرفين ليكثفوا بالتالي من اعتداءاتهم واقتحاماتهم لباحة الحرم الشريف؛ كمقدمة لبناء الهيكل المزعوم بعد هدم الأقصى؛ بحسب مخططاتهم.

هل القدس هي فقط للفلسطينيين فالدفاع عن القدس وعروبتها وهويتها ومقدساتها؛ لا يخص الفلسطينيين وحدهم دون غيرهم من امة المليار ونصف، والمؤسف أن بعض القيادات العربية تمارس الضغط على الفلسطينيين لتقديم التنازلات في موضوع القدس وغيرها من حقوق الشعب الفلسطيني.

مع صفقة القرن لتصفية القضية، ومع ابداع غزة بالطائرات الورقية والمسيرات السلمية، صار لزاما وقبل فوات الأوان؛ أن تنصب كل الجهود والطاقات وتتوحد وتتكاتف ضد التناقض الرئيس وهو الاحتلال الذي يستهدف الجميع، ولا تهدر الطاقات في تناقضات هامشية وجانبية لا طعم لها ولا لون ولا رائحة؛ وعلى كل فرد وقائد فلسطيني أن يقف عند مسئولياته وواجباته، فالمسير طويل والزاد قليل.

في كل الاحوال، لا يجوز ترك المقدسيين والفلسطينيين وحدهم يواجهون الاحتلال المدعوم غربيا، والا صار حال العرب والفلسطينيين:"أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، ومن المفترض في ظل تعاظم التحديات، ان تتعاظم الوحدة ورص الصفوف، لا ان تزيد التناقضات الفرعية، وتطغى على التناقض الرئيس، فهل من مجيب ومغيث؟!

شارك هذا الخبر!