الشريط الاخباري

أمسية ثقافية في بروكسيل مع شاعر "كردي سوري من فلسطين"

نشر بتاريخ: 29-09-2019 | تقارير مصورة
News Main Image

بروكسيل/PNN - نظمت بعثة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا ولوكسمبورغ ، في قاعة نعيم خضر في مقر البعثة في بروكسيل، أمسية ثقافية مع الشاعر والروائي الكردي السوري، المقيم في بلجيكا هوشنك اوسي، حول مشاركته في الدورة الثانية لملتقى الرواية العربية التي نظمتها وزارة الثقافة الفلسطينيّة في عدة مدن فلسطينية، وحول حضور فلسطين في أعماله الروائية.

السفير عبدالرحيم الفرا قال في كلمته الترحيبية، إن هذا النشاط هو استئناف للنشاط الثقافي لسفارة فلسطين، وهو امتداد لملتقى الرواية العربية في فلسطين الذي يهدف الى تعميق تواصل الأدباء العرب مع القضية الفلسطينية.

وكانت الدورة الثانية للملتقى المذكور والذي حملت اسم الشهيد الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، قد انعقدت في الفترة ما بين 8 إلى 12 من تموز/ يوليو الماضي والتي شارك فيها الكاتب هوشنك اوسي، إلى جانب العديد من الكتّاب والروائيين والروائيّات من داخل وخارج فلسطين.

الدبلوماسي والكاتب حسان البلعاوي والذي أدار الندوة ، وضع العلاقة بين الأكراد وفلسطين في اطار تفاعل تاريخي قديم يمتد الى عدة عصور، وإلى علاقات سياسية وثقافية متينه بين منظمة التحرير الفلسطينية والحركات السياسية الكردية التي تناضل من اجل حق تقرير المصير للشعب الكردي ، مشيرا الى ان مشاركة ثلاثة كتاب اكراد سورين في ملتقى الرواية العربية في فلسطين أمر له مغزى .

الكاتب هوشي اوسي قال في بداية حديثه، إن تفتح وعيه على القضية الفلسطينية جاء من والدته والتي كانت تردد اسم فلسطين والذي كان يأتي في الشعر دون ان تعرف اين تقع فلسطين جغرافيا وأين موقعها على خريطة العالم، كانت تردد اسمها، بل حفظت بعض الأسطر الشعريّة من نشيد قرأناه وحفظناه أيّام الطفولة في السنة الأولى للمرحلة الابتدائيّة: فلسطين داري ودرب انتصاري.. تظلُّ بلادي هوىً في فؤادي" للشاعر سليمان العيسىى، مضيفا انه لا يعتبر نفسه غريباً عن هذه الأرض، ويصف نفسه بانه " كاتب كردي سوري من فلسطين" وهو ما قاله في رام الله .

واعتبر الملتقى ناجحاً ومهمّاً، سواء على صعيد التنظيم والبرنامج والمحاور التي تناولتها ندواته، وكميّة المعلومات التي حصل عليها المشاركون حيال حقائق ومعطيات الواقع الفلسطيني، بعيداً من أحاديث الإعلام وأقاويله، سواء أكانت تلك الأقاويل سلبيّةً أم إيجابيّةً، مضيفا انه يشكر التاريخ والقدر ووزارة الثقافة الفلسطينيّة على "منحها لي شرف أن أكون ضمن أولئك الذين كسروا الحصار على جزء من فلسطين، في وقت كان على الجميع فعل ذلك، وعدم الاختباء وراء أصابعهم، وخرافاتهم وشعاراتهم المهترئة والصدّئة، والهروب إلى الأمام. ذلك أن فلسطين حين تصل إلى الاستقلال التام والسيادة الكاملة، لن تكون بحاجة إليّ وإلى زيارتي، بقدر ما هي الآن تحت الحصار، بأمس الحاجة إلى زيارة كل من له ولها آصرة بالإبداع والفعل الإبداعي"

واضاف انه تخلل برنامج الملتقى المكثف بالندوات، أيضاً زيارات متنوّعة كزيارة ضريح ومتحف الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وزيارة ضريح ومتحف الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، ثم زيارة منزل "خنساء فلسطين" (لطيفة أبو حميد - أم ناصر - 72 سنة) في مخيم الأمعري، والتحدّث إليها. وخنساء فلسطين شخصيّة وطنيّة فلسطينيّة مناضلة، هدّم الاحتلال بيتها أكثر من مرّة، وكل أولادها في السجون، محكومون بمؤبّدات عدّة. كذلك كانت هناك زيارة إلى بيت لحم وكنيسة المهد، ثم زيارة مقر اعتصام التضامن مع الأسرى في السجون الإسرائيليّة في مخيم الدهيشة، وأقيمت هناك ندوة بعنوان "ترجمة الرواية العربية: السؤال الجمالي والنقدي". وكانت التفاتة في غاية الأهميّة أن يرى المشاركون في ملتقى الرواية معاناة وآلام أبناء مخيم الدهيشة والتجوال فيه والتواصل المباشر مع المواطنين الفلسطينيين.

وعن اللقاء بالرئيس محمود عباس والذي كان في نهاية الزيارة قال "كان اللقاء بحضور الأديب يحيى يخلف، ووزير الثقافة، وكان مهمّاً ولطيفاً وسلساً، جرى الحديث فيه بين بعض المشاركين والرئيس الفلسطيني حول الأدب والرواية ودور الكلمة في الكفاح والتحرر الوطني. ولأن ضمن الوفد المشارك كان هناك ثلاثة أكراد سوريين؛ الكاتب والروائي جان دوست، والشاعر مروان علي، بالإضافة له، ركّز الرئيس الفلسطيني جزءا من كلمته في الحديث عن الكرد وقضيتهم وعلاقته بالكرد مذ كان يسكن في حي ركن الدين (الكردي) الدمشقي، وإلى فترة زيارته لعاصمة كردستان ولقائه بالزعيم الكردي مسعود بارزاني، وكيف أن ذلك كان أول زيارة لزعيم عربي إلى إقليم كردستان العراق الفيدرالي. وتحدّث عبّاس عن مشروعيّة القضيّة وحقوق الكرد العادلة"

واضاف الروائي اوسي " إحدى أجمل الأشياء في ملتقى فلسطين، هو حضور وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف أغلب ندوات الملتقى، إمّا على مقاعد الجمهور، أو على المنصّة مشاركاً، بصفته شاعراً وروائيّاً، وليس وزيراً. وهذه إحدى الأشياء الجميلة التي ميّزت ملتقى فلسطين عن ملتقى القاهرة الذي شاركت فيه أيضاً. وكان الوزير بعفويّته وتلقائيّته وخروجه عن الصورة النمطيّة للوزراء، وتغليبه كفّة المثقف المبدع على كفّة الوزير والرسميّة الزائدة عن الحدّ، كان ذلك من العلامات المميّز والفارقة لملتقى فلسطين للرواية".

ولم يخف الكاتب هوشنك اوسي في الأمسية في بعثة فلسطين في بروكسيل التي نظمت السبت الماضي، ملاحظاته النقدية للمشهد الثقافي الفلسطيني في العديد من الأمور والتي قالها بنفسه في فلسطين في العديد من الاماكن، وامام المسؤولين الفلسطينيين، معتبرا ان لدى الفلسطينيين مساحة واسعة من الاختلاف والنقد وتقبل الرأي الآخر .

وردد الشاعر الكردي السوري ما قاله في رام الله "لي في فلسطين ما للفلسطينيين. دماء أجدادي أريقت هنا، وعظامهم مدفونة هنا. دماء العشرات أو المئات من الشباب الكرد امتزجت بتراب فلسطين، أثناء كفاحهم من أجل فلسطين ضمن الفصائل الفلسطينيّة، دفاعاً عن قضيّتها العادلة. وبالتالي، مكتسبات السلطة الفلسطينيّة، لي فيها سهم ككردي"، مضيفا " حق العودة لفلسطين كما هو حقّ مشروع وطبيعي لكل فلسطيني في الشتات والمهجر، كذلك هو حق طبيعي لكل كردي، يعتبر فلسطين جزءاً لا تتجزّأ من همومه وقضيّته واهتماماته وأدبهِ"

وتخلل الامسية قراءات شعرية لثلاث قصائد للشاعر، منها قصيدة كتبت بمناسبة زيارته لفلسطين، وحوار موسع مع الجمهور من الأدباء والمثقفين العرب .

ــــــ

شارك هذا الخبر!