الشريط الاخباري

اسرائيل تنتقل بالصراع الى بريطانيا

نشر بتاريخ: 07-12-2019 | أفكار
News Main Image

بقلم/ سمير عباهرة

تشهد الساحة السياسية البريطانيا حراكا نشطا مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المزمع اجراءها في الثاني عشر من الشهر الحالي وسط تنافس حاد بين الحزبين الكبيرين, حزب العمال بزعامة جيريمي كوربين وحزب المحافظين بزعامة رئيس الحكومة البريطانية الحالي بوريس جونسون واللذان سيطرا على الحياة السياسية في بريطانيا منذ عقود مضت. وتشير استطلاعات الرأي العام الى تقدم حزب العمال بقيادة جريمي كوربن على حزب المحافظين الذي يتزعم الحكومة البريطانية الحالية والتي تتقاطع سياسته مع السياسة الامريكية والاسرائيلية.

وتسود الاوساط السياسية الاسرائيلية حالة من القلق من امكانية وصول كوربن الى الحكم على خلفية اتهامه بمواقفه المؤيدة للفلسطينيين والمنتقدة لسياساتها في الاراضي المحتلةحيث ان فرصه بالفوز في هذه الانتخابات قوية ولهذا صعدت اسرائيل من لهجتها تجاه زعيم حزب العمال بهدف اسقاطه ومنعه من الوصول الى سدة الحكم واتهمته بــ "معاداة السامية" وخاصة بعد تصريحاته بدعم اقامة دولة فلسطينية بحدود الرابع من حزيران 1967 وهذا ما جعل الدبلوماسية الاسرائيلية تنشط لقطع الطريق على كوربن الامر الذي دعا اسرائيل للتحرك وعلى مستويات عدة اعلامية وامنية ودبلوماسية للتأثير على صوت الناخب البريطاني.وتحركت اللوبيات الصهيونية واليهودية في بريطانيا مستخدمة الارث التاريخي البريطاني بصفة ان اسرائيل من صنيعة بريطانيا وذلك لاقناع الناخب البريطاني بأن التاريخ يحتم على بريطانيا وشعبها حماية ارثهم التاريخي وكل ذلك من اجل اضعاف فرص حزب العمال والنيل من رئيسه كوربن الذي اعلن بصراحة تامة موقفه من القضية الفلسطينية ورفضه لكافة سياسات اسرائيل ضد الفلسطينيين وتحديدا في مسألة الاستيطان والاعتداءات والانتهاكات المتكررة بخق الشعب الفلسطيني وتقويض حل الدولتين.

لكن اسرائيل اصطدمت بموقف مجلس يهود بريطانيا الذي وجه نداءات للساسة البريطانيين بضرورة التأكيد على اقامة دولة فلسطينية وهو ما اضعف الهدف الاسرائيلي والتحركات التي تقوم بها اسرائيل بهدف اسقاط كوربين.

الهجمة الاسرائيلية ضد حزب العمال وزعيمه يجب ان يجابهها موقفا عربيا اسلاميا واقصد الجالية العربية والاسلامية والتي تعيش في بريطانيا وتحمل جنسيتها حيث يجب ان ترمي بثقلها في الانتخابات وتصوت لصالح كوربن اي لصالح القضية الفلسطينية.

زعيم حزب العمال كوربن يريد العودة الى حل الدولتين ويؤيد بقوة اقامة دولة فلسطينية وهذا ما يتعارض مع المشروع الامريكي الاسرائيلي وتعارض مواقف كوربين مع السياسة الامريكية وهناك مخاوف تعتري اسرائيل والولايات المتحدة من ان وصول كوربين الى الحكم سيؤدي الى فك الارتباط القائم ما بين السياسة الامريكية والاسرائيلية من جهة والسياسة البريطانية من جهة اخرى فيما يتعلق بقضايا الشرق الاوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. فهل يكفر كوربين عن ارث بريطانيا في حالة وصوله الى الحكم ويقدم اعتذارا للشعب الفلسطيني على جريمة بريطانيا ويعلن الاعتراف بدولة فلسطينية ؟

شارك هذا الخبر!