دمشق/PNN- أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الإثنين، مقتل مدنيين وإصابة آخرين، جرّاء غارات جوية نفذتها طائرات حربية روسية على مناطق في ريف إدلب الجنوبي.
وأغار الطيران الحربي الروسي على أحياء سكنية في مدينة سراقب، مستخدماً صواريخ شديدة الانفجار، ما أدى إلى مقتل مدني شاب، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح بينهم طفلة.
ووثق المرصد مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين بجراح جراء الغارات على قرية شنان بريف إدلب الجنوبي.
وقصف الطيران الحربي الروسي سيارة للدفاع المدني كانت تعمل على نقل عائلة نازحة في قرية بزابور بريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى مقتل رجل وزوجته واحتراق سيارة الدفاع المدني.
ويبدو أن قوات النظام والطيران الروسي تتعمد استهداف فرق الدفاع المدني، خلال عملها على إجلاء النازحين من المناطق الخطرة.
وقال الدفاع المدني السوري في بيان له، إن رجلاً قتل في بلدة مرديخ جراء قصف الطيران الحربي الروسي، كما أصيبت امرأة جراء القصف ذاته، في حين أصيبت امرأة جراء القصف على بلدة معردبسة.
النظام يوشك السيطرة على معرة النعمان
توشك قوات النظام السوري المدعومة بالغارات الروسية، السيطرة على ثاني أكبر مدن محافظة إدلب، معرة النعمان، والتي باتت شبه خالية من السكان بعد أسابيع من الاشتباكات والقصف العنيف.
وتشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، والتي تؤوي ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريباً من النازحين، منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تصعيدا عسكريا، لقوات النظام وحليفتها روسيا يتركز في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي حيث يمر جزء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.
وارتكبت الطائرات الروسية عدّة مجازر ضد المدنيين منذ الشهر الماضي.
ويُكر النظام نيته استعادة كامل منطقة إدلب وأجزاء محاذية لها في حماة وحلب واللاذقية برغم اتفاقات هدنة عدة تم التوصل إليها على مر السنوات الماضية في المحافظة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وتنشط فيها فصائل معارضة أخرى أقل نفوذا.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام سيطرت منذ مساء الجمعة على 14 قرية وبلدة شرقي وشمالي معرة النعمان، و"أصبحت المدينة شبه محاصرة"، مشيرا إلى أن "القصف لا يتوقف عن استهداف المدينة".
وتتركز قوات النظام اليوم جنوبي وشمالي وشرقي معرة النعمان، وبعدما وصلت أخيرا إلى أطرافها الشرقية، تسعى حاليا وفق عبد الرحمن إلى التقدم من الجهة الغربية.
وبالتوازي مع التقدم باتجاه معرة النعمان، تخوض قوات النظام اشتباكات عنيفة في مواجهة هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى غرب مدينة حلب.
نزوح عشرات الآلاف جرّاء غارات روسيا والنظام
ومنذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي، دفع القصف العنيف التي تعرضت له مدن وقرى ريف إدلب الجنوبي وخصوصا معرة النعمان ومحيطها إلى فرار السكان، حتى أصبحت المدينة شبه خالية من سكانها، حيث دُمرت أبنية بالكامل، وُهجرت من قبل قوات النظام.
وأوضح عبد الرحمن أنه "لم يبق في المدينة سوى قلة من السكان الذي رفضوا الخروج أو الشبان الذين حملوا السلاح للقتال".
ونزح نحو 36 ألف مدني سوري خلال اليومين الماضين، من ريفي حلب الغربي والجنوبي، الواقعتين ضمن منطقة خفض التصعيد شمالي سورية، وذلك جراء هجمات النظام السوري وروسيا ومجموعات موالية لإيران على المنطقة.
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس الأحد، عن قلقها إزاء التصعيد في حلب وإدلب.
وكتبت في تغريدة على موقع تويتر: "يجعل الهجوم (...) حياة الآلاف صعبة مما يضطرهم للنزوح في رحلات محفوفة بالمخاطر بلا مأوى، طعام شحيح ورعاية صحية محدودة. كل ما يريدونه هو البقاء على قيد الحياة".
ودفع التصعيد منذ كانون الأول/ ديسمبر، بنحو 350 ألف شخص إلى النزوح من جنوب إدلب وخصوصا معرة النعمان باتجاه مناطق أكثر أمنا شمالا، وفق الأمم المتحدة.
ولجأ كثيرون إلى مناطق شمال معرة النعمان بينها مدينة سراقب ومحيطها، إلا أنهم أجبروا مجددا على النزوح مع استمرار النظام وروسيا في استهداف المدنيين بغارتهما الجوية.
وينقل النازحون معهم حاجياتهم المنزلية من فرش وثياب وأواني، فضلاً عن أغنامهم وآلياتهم الزراعية.
وبعد أسابيع من القصف العنيف، أعلنت روسيا في التاسع من الشهر الحالي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أكدته تركيا لاحقاً، إلا أنها خرقته (هي والنظام) بعد ذلك بأيام قليلة.
وسيطرت قوات النظام خلال هجوم استمر أربعة أشهر وانتهى بهدنة في نهاية آب/ أغسطس الامضي، على مناطق واسعة في ريف المحافظة الجنوبي، أبرزها بلدة خان شيخون الواقعة أيضا على الطريق الدولي.
ويرى مراقبون أن قوات النظام تسعى من خلال هجماتها في إدلب إلى استعادة السيطرة تدريجيا على الجزء الذي يمر في إدلب وغربي حلب من هذا الطريق، لتبسط سيطرتها عليه كاملا.