القدس/PNN- ـ نشرت وزارة الاستخبارات الإسرائيليّة، تقريرًا يغطّي المصالح الإسرائيليّة في السودان خلال السنوات المقبلة، أبرزت فيها أساسًا القضايا الأمنية والعسكريّة واللاجئين والسياحة، لكن فوق السودان إلى دول أخرى، وليس السياحة في السودان نفسه.
وصدر الجمعة، إعلان أميركي – إسرائيلي – سوداني مشترك، تحدّث عن تطبيع العلاقات وإنهاء العداء، بعد اتصال هاتفي ضمّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، ورئيس مجلس السيادة السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك.
وقبل الخوض في تفاصيل التقرير، حذّرت الوزارة أن على إسرائيل أن تلائم “مستوى الخدمات وتكاليفها لأزمة الموارد عند الحكومة السودانيّة"، بما ينذر بمستوى خدمات متدنٍّ.
المصالح الأمنية أولًا: لوقف إمدادات السلاح لغزّة
وأوضح التقرير أن الاهتمام الإسرائيلي الأوّل في السودان هو أمني، "السودان يقع على شواطئ البحر الأحمر (ويشرف) على مسار تهريب البشر والسلاح والتجارات من الشمال إلى الجنوب. موقع السودان بإمكانه أن يساعد في خفض خطر تموضع جهات معادية على طول خط الملاحة الأساسي لإسرائيل، وعلى المدى البعيد، هناك إمكانيّة لعمليات أمنية مشتركة في المنطقة".
ويكمل التقرير "في أعقاب الاتفاق، يمكن للسودان المساعدة في منع تهريب السلاح في خطّ السودان – مصر – غزّة، ومنع تموضع جهات تجهّز لعمليات تخريبيّة معادية على أراضيه وإمكانية إحباط إقامة قواعد بحرية لجهات معادية مثل إيران وتركيا على شواطئ البحر الأحمر".
ولفت التقرير إلى أنّ إسرائيل بإمكانها أن تساعد السودان “في الدفاع عن حدوده وفي تصدير معدات أمنية. ومع ذلك، هناك خطر كبير في استخدام تكنولوجيا إسرائيليّة ضد معارضي النظام أو جهات معارضة عبر الإضرار بحقوق الإنسان. لذلك، في هذه المرحلة، احتمال الصادرات الأمنية المباشرة هو ضئيل”.
منع الهجرة والتسلل
ولفت التقرير إلى إمكانية التعاون بين السودان وإسرائيل في مجال الهجرة والتسلل، "ورغم أن أزمة التسلل من السودان في عداد المحلولة تقريبًا (معظم اللاجئين والمهاجرين طالبي العمل يبحث عن أهداف أخرى)، لكنّ تحسّنًا في العلاقات بين الدولتين من المحتمل أن يسمح بإعادة جزء من طالبي العمل إلى السودان".
أما في مجال السياحة، فكان لافتًا أن لا سياحة إسرائيليّة وشيكة في السودان، إنما الاستفادة الخالصة هي إسرائيليّة، لتقصير الرحلات الجوية إلى أهداف في أفريقيا مثل أثيوبيا وجنوب أفريقيا أو أميركا اللاتينيّة، وقلّل التقرير من السياحة داخل السودان، قائلا إنها “غير متطورة ومحدودة جدًا بسبب الوضع الأمني والتشريعات الإسلامية التي كانت متّبعة حتى وقت قريب”.
وقال نتنياهو أمس، الجمعة، إنّ "وفودا من السودان وإسرائيل ستجتمع قريبا لبحث التعاون في العديد من المجالات، بما في ذلك الزراعة والتجارة وغيرها من المجالات المهمة"، وأضاف "سماء السودان مفتوحة لإسرائيل اليوم، وهذا يسمح برحلات مباشرة وأقصر بين إسرائيل وأفريقيا وأميركا الجنوبية".
بينما قال الإعلان الأميركي – الإسرائيلي – السوداني إنّ قادة إسرائيل وأميركا والسودان اتفقوا على بدء علاقات اقتصادية وتجارية بين السودان وإسرائيل مع التركيز مبدئيا على الزراعة، وأن أميركا ستتخذ خطوات لاستعادة حصانة السودان السيادية والعمل مع شركاء دوليين لتخفيف أعباء ديونه.